حمزه إسماعيل أبو شنب :

ثمانية أعوام مرت علينا بعد استشهاد المهندس إسماعيل أبوشنب كانت مليئة بالأحداث والتطورات التي غيرت خارطة المنطقة، ولعل أبرز هذه التغيرات هو اندحار قوات الاحتلال عن قطاعنا الحبيب، و الفوز الكاسح الذي أحرزته الحركة في الانتخابات التشريعية حيث تربع إخوان المهندس على عرش الحكومة في فلسطين، ثم تبع ذلك الحسم العسكري وتطهير قطاع غزة من أوكار الفساد المنظم، إلى أن جاءت معركة الفرقان والتي كان نجله حسن من أوائل شهدائها.

أيها القائد الشهيد : لقد كانت نتيجة الانتخابات بعض الحصاد لما غرستم، هذه الانتخابات التي حولت الحركة من المعارضة إلى الحكومة، ولا زلت أستذكر الموقف والذي يكشف فراستكم، وصدق توقعاتكم وتوكلكم على الله، وذلك في عام 2000م حين كنت معك في حفل تكريم لنادي الصحفي الصغير، وكان أخي محمد من ضمن المُكَرَمِين، فسأله أمين عام مجلس الوزراء أحمد عبد الرحمن : هل ستكون عندما تكبر مثل والدك في المعارضة ؟ فضحكت يا أبي وقلت له بنظرتك الثاقبة، بل ستكونون أنتم في المعارضة ونحن في الحكم، وهذا ما حصل بعد بضع سنين.

لقد حاول البعض أن يصور إخوانكم أنهم طلاب كراسٍ ومناصب، وباحثون عن الدنيا لمجرد أنهم فازوا بالانتخابات، وجلسوا على كراسي القيادة، فحاول المشككون أن يشوهوا منهجهم، ويثبطوا عزيمتهم، فكانت قدر الله خير رد عليهم، إذ اصطفي الله الشيخ سعيد صيام وهو وزير للداخلية وقد سبقه الشيخ الدكتور نزار ريان بعد قصفهم بطائرات الـ F16، لتؤكد على أنه لا فرق بين من دخل الحكومة ومن لم يدخلها فكلهم على ذات الدرب وعلى المنهج يسير.

ثمانية أعوام ولا تغيير على السياسة التي رسمتها أنت وإخوانك السابقين والباقين، ولا تراجع عن الطريق، وكل ما قبلت به الحركة من مبادرات هدنة، كانت قد طرحت في وجودكم سابقاً، فلا جديد على سياسة الحركة ولا تغيير في ثوابتها، فهذا هو الثبات التي تعلمناه من ديننا الحنيف، ومن مواقفكم الصلبة، فلا تنازل عن شبر من فلسطين، وهذا ما يصدح به أخوك أبو العبد هنية مرارا وتكرارا " لن نعترف بإسرائيل ".

مازلت أذكر يا أبي فجر ذلك اليوم "21/8/2003" حين التقيت بإخوانك في قيادة حماس في منزلنا الجديد، لتكون أول المحلقين من الشهداء، ثم من بعدك شيخنا الياسين، ويلحق بكما أسد فلسطين الدكتور عبد العزيز الرتنسي، والشهداء القادة تباعا،، ومن لم يلحق بكم ما زال يحمل الأمانة من بعدكم، فعاشوا الظروف الصعبة والمريرة، ولكنها لم تغيرهم، ولم تأخذ من مواقفهم، بل قدموا أرواحهم دون ذلك، ومن أبقاه الله منهم، اصطفى أبناءه شهداء على طريق الدعوة.

مازالت الطريق صعبة والمشوار طويل وقوافل الشهداء مستمرة، والمنهج ثابت لم ولن يتغير بإذن الله تعالى، فسلامي لك يا أبي في ذكراك، وسلام على هذا الشعب المجاهد في الوطن والشتات، وسلام لأسرانا الأبطال في سجون العدو، وسلام للحاملين أرواحهم على أكفهم في كتائبنا المظفرة، وسلام لك يا أخي الغالي محمد أحمد الجعبري في ذكراك السابعة.