13/06/2011

وقع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بوصفه رئيسا لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) قرارا بفصل محمد دحلان من الحركة، وإنهاء أي علاقة رسمية له بها، وإحالة القضايا التي تخصه سواء كانت جنائية أو مالية إلى القضاء، وذلك بناء على قرار لجنة التحقيق التي رفعت توصياتها بذلك.

وأكدت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) مساء الأحد قرار اللجنة المركزية لحركة فتح فصل دحلان وإنهاء أي علاقة رسمية له بالحركة.

وقررت اللجنة المركزية لحركة "فتح"، طرد عضو لجنتها المركزية محمد دحلان من الحركة وتحويله إلى النائب العام بتهمة "الفساد المالي وقضايا قتل".

وقال عضوٌ في اللجنة طلب عدم كشف هويته لوكالة الأنباء الفرنسية إن "اللجنة المركزية للحركة قررت طرد عضو لجنتها المركزية محمد دحلان من الحركة بتهم فساد مالي وتهم قتل"، بدون أن يكشف أي تفاصيل.

وأضافت المصادر أن النية تتجه إلى اتخاذ قرارٍ بفصل دحلان من عضوية اللجنة المركزية تمهيدًا لطرده من الحركة طردًا نهائيًّا؛ بناء على طلبٍ من عباس.

وكانت اللجنة المركزية جمدت عضوية دحلان فيها قبل حوالي عام عقب قرارها تشكيل لجنة للتحقيق معه حول تطاوله على عباس واتهاماته لنجليه باستغلال منصب والديهما في تحقيق ثراء غير مشروع.

وأوضحت المصادر أن القرار يعود لاستمرار الحملة التي يشنها دحلان على عباس وتحريضه عليه في بعض مؤسسات فتح، إلى جانب رفضه الاستجابة لطلب لجنة التحقيق قبل نحو شهر للمثول أمامها في رام الله لاستكمال جلسات التحقيق.

وأشارت المصادر إلى أن عباس بدأ بتقليم أظافر دحلان الإعلامية مؤخرًا عندما أصدر قرارًا بإغلاق كافة المواقع الإلكترونية الموالية له، أو التي يعمل فيها موالون له .

وجاء قرار فصل دحلان الذي علقت عضويته في اللجنة المركزية التي انتخب فيها عن دائرة قطاع غزة، عقب تفجر خلاف بينه وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقب تصريحات الأول ضد أبناء عباس.

وكشفت المصادر للجزيرة نت أيضاً أن دحلان طالب بمقابلة عباس ليتحدث معه عن خلافهما ويحلانه، لكن عباس رفض ذلك مطلقاً، ونفى أي نية لحل أو تصالح مع دحلان الذي شهّر به، حسب ما نقل عنه.

وبحسب ذات المصادر، فإن اللجنة المركزية لفتح بحثت ثلاثة تقارير وردت إليها من قطاع غزة تتهم أنصار دحلان بالتحرك وتجميع صفوفهم لتشكيل حزب جديد والعمل على نقل الموالين لدحلان إليه.

وظهر دحلان قبل أيام على صفحة خاصة على فيسبوك، وبث شريطين مصورين له أجاب فيهما على أسئلة من أعضاء صفحته، ولوحظ فيهما تهكمه أكثر من مرة على المفاوضات التي يديرها عباس وصائب عريقات وانتقاده لعباس شخصيا.

وهدد دحلان بأنه في حديثه القادم سيتحدث في كل شيء ولن تكون هناك حصانة لأي أحد، وأبدى عتبه على "الأخ أبو مازن" الرئيس عباس، وقال "إن الأمور (الخلافات بينهما) لا تدار بهذه الطريقة"، وأوضح أن الاستقواء لا يفيد أحداً.

ويرى مراقبون أن الخطوة تجاه دحلان ستكون لها عواقب وخيمة على وحدة الصف في حركة فتح، وخاصة في قطاع غزة التي فيها عشرات المحسوبين على تيار دحلان والمتعاطفين معه، ويرون أن دحلان لن يسكت على هذا القرار وسيكشف الكثير مما لديه .
الجزيرة / وكالات