10/04/2011
نافذة مصر/ القدس العربي / إسرائيل اليوم :
أبو سيسي بحسب لائحة الاتهام الصهيونية مهندس كهرباء رئيس مشروع سلاح صاروخي ، نجح بقدر محدود في أن يدفع الى الأمام صناعة السلاح عند حماس بضع خطوات.
خرج أبو سيسي من بيته في غزة في مطلع شباط/ فبراير وسافر الى القاهرة. وأقلع من هناك الى كييف عاصمة اوكرانيا. غير ان الطائرة هبطت هبوطا بينيا في عمان. وعندما هبطت الطائرة هناك، وفي حين كان الركاب يجلسون في الطائرة ينتظرون صعود ركاب آخرين في عمان، صعد الى الطائرة عاملون في جهاز الامن الاردني . تنقل هؤلاء بين مقاعد الطائرة وأنزلوا منها أبو سيسي، وأقلعت الطائرة فورا بعد ذلك بدونه.
تزعم المصادر الاجنبية أن أبو سيسي بقي في عمان بأمر من اجهزة الامن الاردنية مدة ستة ايام كاملة.
في هذه الايام نام في بيت لأبيه ومثل كل يوم في تحقيق في مكاتب جهاز الامن العام الاردني. طال كل تحقيق عدة ساعات، وطال أحدها عشر ساعات.
تزعم عدة أنباء منشورة اجنبية أن التأخير في الاردن منح الموساد الاسرائيلي الزمن المطلوب للاعداد لاختطافه داخل اوكرانيا. عندما هبط أبو سيسي هناك كانت قاعدة اعتقاله جاهزة.
وهكذا فان اجهزة الامن الاردنية قد ساعدت في واقع الأمر على عملية الاعتقال.
اسرائيل تعتقل أبو سيسي منذ أكثر من شهر ونصف شهر وهو يواجه لائحة اتهام فيها تسع مواد و18 شاهدا.
وبحسب لائحة الاتهام التي أُجيز نشرها فانه صديق لمسؤولين كبار في حماس .
أو اذا شئتم فانه الوريث الميداني لـ 'المهندس' يحيى عياش.
تلقى الاعداد الذي جعله شخصا رئيسيا في الذراع العسكرية لحماس في التسعينيات في اوكرانيا. أجرى أبو سيسي استكمالا تعليميا في جامعة في مدينة خاركوف عند مختص بأجهزة سيطرة على صواريخ سكاد، البروفيسور قسطنطين بتروفيتش. كان هذا الأخير مرشد أبو سيسي عندما عمل في اعداد الدكتوراه.
اهتم بتروفيتش الذي حاضر ايضا في الاكاديمية العسكرية للهندسة في خاركوف، بإجازة دخول صديقه الغزي للمؤسسة الحساسة. استغل أبو سيسي حتى النهاية الباب السحري الذي فُتح له. كانت تذكرة الدخول بالنسبة اليه قفزة علمته عن مجالات جديدة كثيرة منها مجال اجهزة السيطرة على الصواريخ وتحريكها واقامتها وهذه هي المعلومات المطلوبة لكل مطور صواريخ كي يظل الصاروخ بعد اطلاقه تحت السيطرة ويصيب بالضبط النقطة التي أُطلق نحوها.
سبح مع التيار
عاد الطالب المجتهد في النهاية الى غزة مع زوجته، وهي مواطنة اوكرانية تسمى فيرونيكا.
بدأ أبو سيسي يثير انتباه الاستخبارات الاسرائيلية في مطلع الألفية الجديدة عندما تحول من دكتور في هندسة الكهرباء الى مسؤول عن تطوير الصواريخ التي تهدد سكان الجنوب.
لم يعتقد أحد زمنا طويلا انه يقف شخص كهذا من وراء تطويرات حماس المتقدمة. 'القسام' و'ياسين' و'أبو راسين'، و'البتّار' و'البنا' كانت هذه هي منتجات الصواريخ المسؤول عنها أبو سيسي.
عرف أبو سيسي كيف يصلح أعطالا وأنتج بالتدريج صواريخ تجاوزت حد الستة كيلومترات. في البداية زاد المدى الى 9 15 كم، وفي النهاية الى 22 كم ايضا.
محاولة بلوغ المركز
بحسب النشرات الصحافية، فشل أبو سيسي في محاولة الوصول الى مدى كان سيُعرض للخطر جزءا كبيرا جدا من السكان في اسرائيل (37 45 كم)، لكنه طور في مقابلة ذلك صاروخا قادرا على اختراق دروع. هنا ايضا فشلت المحاولات الاولى، لكن بعد جهود أنتج أبو سيسي 'أبو راسين' الذي اخترق بنجاح مركبة مدرعة للجيش الاسرائيلي.
لم يُكمل مهمة انتاج صاروخ توربيد مضاد لقطع بحرية، قبل الرحلة الاخيرة التي خرج فيها.
عرفوا في اسرائيل حبه لاوكرانيا، وعندما خرج الى اوكرانيا في شباط (فبراير) الاخير، كما تكشف نشرات اجنبية، شاركت قوات الامن الاسرائيلية نظيرتها في الاردن وفي اوكرانيا لاحتجاز خبير الكهرباء .
في 19 شباط (فبراير) هذا العام، كما تزعم مصادر في الخارج، سافر أبو سيسي الى كييف، في قطار خرج من خاركوف، المدينة التي يسكنها البروفيسور بيتروفيتش، وهو اذا شئتم الأب الفني للكهربائي من غزة. مسافة السفر نحو 500 كم.
كان يفترض ان يلتقي أبو سيسي في عاصمة اوكرانيا واحدا من اخوته لم يره منذ سنين. لكنه في الوقت الذي تخيل فيه اللقاء العائلي مع الأخ الذي كان يفترض أن يأتي من هولندا، دخل المقطورة فجأة ثلاثة اشخاص مجهولين اثنان منهم يرتدون الزي العسكري الاوكراني، وأمروه بأن يعرض جواز سفره. رفض أبو سيسي بحسب المصادر الاجنبية طلب من يقفون أمامه، وبعد جدل وصراع جسماني أُخذ جواز السفر منه بالقوة. تابع القطار رحلته الى كييف، والثلاثة ملاصقون لأبو سيسي، وعندما وقف القطار في محطة بولتافا، وهي مدينة في شرقي اوكرانيا كانت تقع فيها المحطة التالية، أُنزل الى الرصيف حيث كُبل بقيود وغُطي رأسه وأُدخل بالقوة في سيارة نقلته الى شقة سرية في كييف. كانت هذه هي المرحلة التي انشقت فيها الارض وابتلعت أبو سيسي، على نحو رسمي.
بحسب مصادر اجنبية، اقتيد أبو سيسي الى مطار صغير حيث انتظرتهم طائرة ربما تكون طائرة مديرين جيء بها خاصة لهذه الغاية وأقلعت فورا مع وصول المجموعة، وبعد رحلة طيران لاربع ساعات الى خمس هبطت الطائرة هبوطا مرحليا قصيرا ثم هبطت بعد ذلك في اسرائيل. مع وصوله الى البلاد مُنع النشر الصحافي عن مكان وجوده في حين كان يخضع في مقابلة ذلك لتحقيق مكثف.

