4 / 8 / 2010

نافذة مصر - كتب عمر الطيب:
طغت صورة خالد الجعبري منذ أيام على المشهد العام لقناة الجزيرة على مدار اليوم ، حيث تصدرت عناوين الأخبار لنشراتها المتتالية .
خالد طفل فى الرابعة من سكان القدس ، اختطف الجيش الصهيوني أبيه ، حتى أنه لم يعطوه الفرصة ليبدل ملابسه .
جرى خالد حول الجنود المدججين بالسلاح ، واشتبك معهم وهو يصرخ (بابا .. بابا .. بابا) .
ظل ( الطفل ) يصرخ لكنه لم يتوقف عن محاولة تحرير والده .
وفى لحظة ارتسمت الحيرة على وجهه : ماذا يفعل ؟
وأخيراً جرى حافي القدمين ، خلف السيارة يحمل كيساً به كسرة خبز ، لعلها تسد جوع الوالد فى سفره ، الذي ربما يطول .
الصورة ربما لا تعبر عن شكل من أشكال القهر فى القدس وحدها ، لكنها تفضح الواقع العربي الطافح بالإنتهاكات ، فكم طفل جرى وراء أباه وهو يُسحب من بين أحضان أبنائه ليلاً فى مصر مبارك ، وفى سوريا الأسد ، وفى تونس الزين ، وفى ضفة عباس .
ربما خالد الجعبري وحده أنصفته الكاميرا فأظهرت فزعته ، والباقون ينتهكون ليلاً ، لكن ليل القهر ـ حتماً ـ لن يطول.