27/05/2010

نافذة مصر / المركز الفلسطيني للإعلام

في خطوةٍ تدل على همجية الاحتلال الصهيوني وانتهاكه كافة القوانين الدولية، قرَّرت الحكومة الصهيونية منع مرور قافلة (أسطول الحرية) التي تحاول كسر الحصار المفروض على قطاع غزة بالقوة واعتقال طاقمها.

وقالت الإذاعة الصهيونية إن المستوى السياسي الصهيوني أصدر توجيهاته إلى الدوائر الأمنية والجيش بمنع وصول السفن إلى القطاع، والسماح بنقل حمولتها إلى القطاع عبر الكيان الصهيوني بعد تفتيشها، مُهدِّدة باستخدام القوة لمهاجمة السفن إذا قاوموا هذه القرارات.

وأكد الجيش الصهيوني عزمه إحباط محاولة كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه سيحذر السفن المشاركة في هذه الرحلة، وسيدعوها إلى العودة أدراجها، وإذا تابعت طريقها فسيتم الاستيلاء عليها وإحضارها إلى ميناء أشدود.

يذكر أن قوات سلاح البحرية الصهيوني أجرت تدريبات على الاستيلاء على هذه السفن واعتقال ركابها.

وكان منظمو رحلة قافلة السفن -التي تحمل حوالي 10 آلاف طن من المعدات الطبية ومواد الإيواء وإمدادات أخرى- قد أعلنوا أن السفن ستجتمع غدًا في قبرص تمهيدًا لإبحارها باتجاه القطاع بعد غدٍ السبت.

وفي السياق ذاته وصف رئيس هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية "بولنت يلدرم" رد فعل الكيان الصهيوني بـ"السخيفة والمضحكة"؛ "فاستنفار حكومة "دولة" بكل أجهزتها ضد حركة تنظمها مؤسسات غير حكومية مدنية، يعتبر نجاحًا في حد ذاته للأسطول".

ووجَّه "يلدرم" نداءً إلى الشعوب العربية؛ دعاها فيه إلى النهوض والضغط على الحكام لنصرة القضية الفلسطينية، وحذر اليهود من أن حكومة الاحتلال تزيد عزلتهم في العالم.

من جهته عبَّر رجل الدين المسيحي "هيلاريون كابوتشي" عن سعادته بقرب دخول فلسطين واحتضان كل أبنائه هناك، وقال: "وأخيرًا سأكحل عيني برؤية فلسطين واحتضان كل أبنائي هناك".

وكان "كابوتشي" مطرانًا لكنيسة الروم الكاثوليك في القدس عام 1965، وحكمت عليه محكمة صهيونية عسكرية بالسجن لمدة 12 عامًا، بـ"تهمة" محاولة تهريب أسلحة للمقاومين، وأفرج عنه بعد أربع سنوات بوساطةٍ من الفاتيكان، وطرد من فلسطين في تشرين الثاني (نوفمبر) 1978، ويعيش حاليًّا في المنفى بروما.

من جهتها أكدت عضو الكنيست الصهيوني عن حزب التجمُّع الوطني الديمقراطي حنين الزعبي أنهم معتادون على التهديدات الصهيونية، وأن هذه التهديدات التي توجَّه إلى الأسطول ليست أقوى من العنف والقمع الذي يمارسه الكيان الصهيوني على الفلسطينيين.

أسطول الحرية يصل السبت

من جانبه أكد النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار أن السفن الثمانية المشاركة ضمن "أسطول الحرية"؛ ستنطلق اليوم الخميس جميعها عبر موانئ مختلفة لتلتقي غدًا في نقطة محددة أمام سواحل قبرص.

وأشار الخضري إلى أن السفن ستتحرك فورًا تجاه شواطئ غزة لتصل صباح يوم السبت؛ وذلك حسب ما هو مخطط لها.

وشدد على أن المتضامنين والمشاركين في السفن - وهم 750 متضامنًا وشخصية اعتبارية ونواب وإعلاميون من 40 دولة - متمسكون بحقهم في الوصول إلى غزة، غير آبهين بالتهديدات الصهيونية التي تروَّج بشكلٍ يوميٍّ، في محاولةٍ لردعهم عن الانطلاق في رحلتهم.

وجدد الخضري تأكيد أن الأسطول رحلة هدفها إنساني وأخلاقي لإيصال مساعدات إلى مليون و700 ألف مواطن مُحاصَرين في غزة منذ أربعة أعوام، والاطلاع على آثار الحرب والحصار الكارثية.

ولفت إلى أن السفن تتحرك بشكلٍ شرعيٍّ ووفق قانون الملاحة البحرية، ولا يوجد أية جهة دولية تعترض عليهم، معتبرًا أن تهديدهم من قِبَل الاحتلال ليس قوة، بل ضعف؛ لأنهم مدنيون، ولا يحملون أي عتاد عسكري، ولا يحملون سوى مساعدات إغاثية.


وشدد الخضري على أن هذا الأسطول لن يكون الرحلة الأخيرة في قوافل السفن الداعمة والمتضامنة مع غزة.