08/05/2010

نافذة مصر / المركز الفلسطيني للإعلام / القدس العربي

أكدت مصادر مصرية تعمل بمشروع بناء الجدار الفولاذي، صحة الأنباء التي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن اختراق حفاري الأنفاق للجدار، الذي بدأت مصر في بنائه علي الحدود مع غزة نهاية العام الماضي، لمنع عمليات بناء الانفاق التي تستخدم للتخفيف من الحصار الخانق المفروض على القطاع منذ أكثر من ثلاث سنوات.

ونقل "المركز الفلسطيني للإعلام" عن تلك المصادر القول: أن عمال أنفاق تمكنوا من اختراق أجزاء في الجدار عبر محاولات حفره بآلات حرارية، مشيرة إلى أن عمليات بناء الجدار الفولاذي لم تكنمل بعد، وأن هناك عمليات مد مواسير المياه وتوصيل الكهرباء للجدار وهو ما سيصعب المهمة على من يحاولون اختراق الجدار.

 وكانت (بي بي سي) قالت إن حفاري الأنفاق الغزاويين تمكنوا من اختراق الجدار الفولاذي المقاوم للقنابل، الذي بنته مصر للحد من عمليات التهريب على الحدود المصرية مع قطاع غزة.

ونقلت (بي بي سي) عن  أحد حفاري الأنفاق في قطاع غزة قوله "إن لكل مشكلة حلا" وأضاف أن الغزاويين يستخدمون آلات (مشاعل) حرارية فائقة القوة لإحداث ثقوب في الجدار الفولاذي.

وقال عامل آخر في الأنفاق إن اختراق الجدار يمكن أن يستغرق ثلاثة أسابيع من العمل، غير أنهم نجحوا في ذلك في نهاية المطاف.

ونقلت وكالة يونايتد برس انترناشونال عن أبو حسان وهو أحد مالكي الأنفاق استغرابه من اثارة ضجة اعلامية كبيرة حول اختراق الجدار الفولاذي الذي بدات السلطات المصرية باقامته لاغلاق قنوات التهريب تحت الارض اواخر العام الماضي، مؤكدا ان خرق الجدار تم في الايام الاولى لتشييده.

وقال' لا ادري لماذا الان يتحدثون عن خرق الجدار، والجميع يعلم اننا خرقناه بعد اقامته مباشرة اواخر العام الماضي' مشيرا الى ان تكلفة خرق الجدار الذي اعترض نفقه كلفته 700 دولار فقط، اجرة اسطوانات الاكسجين والعامل الذي نفذ عملية الخرق.

وقطع الفلسطيني ابو حسان حديثه وهو يصرخ على عماله من اجل تسريع اخراج البضائع من عين النفق للاعلى حيث كانت هناك شاحنة في الخارج لاحد التجار تنتظر استلامها، قبل ان يستانف حديثه 'الجدار لا يمثل الا مرحلة، والمرحلة القادمة هي مرحلة انابيب المياه التي لم يبدا الضخ بها بعد، والخطر الاكبر هو الحملات المفاجئة التي تنفذها السلطات المصرية خاصة في ظل قدوم وفود من المسؤولين الاجانب الذين نعتقد انهم امريكيون وفرنسيون'.

ويبدي مالكو وعمال الانفاق قناعة بان الخطورة الاكبر لا تتمثل في اقامة الجدار الحديدي نفسه، وانما في الانابيب التي غرستها السلطات المصرية في باطن الارض الى الشمال من الجدار، بحيث ترتبط بانبوب مياه كبير تضخ اليه المياه من البحر لتعمل على تفكيك التربة وانهيار الانفاق.

وقال ابو راشد زعرب (38 عاما) وهو صاحب نفق الى الشرق من معبر رفح ليونايتد برس انترناشونال انه لم يخف للحظة من الجدار الفولاذي، 'فمهما كانت صلابته سنتمكن من قصه وتمكنا بالفعل'.

واضاف انه وباقي اصحاب الانفاق يفكرون الان في كيفية التعامل مع انابيب المياه التي غرست في الارض بفطر نحو 5 سم وبها ثقوب كبيرة.

واضاف ' لقد قمت بقص الجدار واغلاق الفتحات في انبوب المياه ولكن اعتقد ان ذلك غير كاف لان ضخ المياه بقوة في باطن التربة سيؤدي الى انهيار كبير نتيجة الاعداد الكبيرة من الانفاق في المنطقة' مشيرا الى ان تفجير انبوب الضخ حال البدء في التنفيذ سيكون هو الحل.

ولم تبدأ السلطات المصرية حتى الان بضخ المياه عبر الانابيب المغروسة، حيث يقول عمال الانفاق على الحدود انها 'لا تزال تواصل استكمال اقامة الجدار الفولاذي في المقاطع التي لم تستكمل الى جانب غرس المزيد من انابيب المياه واستكمال شبكتها الخارجية'.

ويعتقد ابو محمود (44 عاما) وهو صاحب نفق فجرته السلطات المصرية قبل نحو شهر قرب بوابة صلاح الدين، ان المشكلة ليست في الانفاق او انابيب المياه على خطورتها وتكلفة معالجتها.

واضاف وهو يشير الى مجموعة من العمال منهمكة في استخراج الرمال ' مشكلتنا في الفترة الاخيرة في زيادة الملاحقة المصرية لعمل الانفاق سواء بتفجير او اغلاق منافذها، او مصادرة البضائع وشن حملات شديدة على نقلها، الامر الذي قلص الى النصف حركة نقل البضائع عبر الانفاق.

واشار الى ان السلطات المصرية فجرت خلال الشهرين الماضيين ما لا يقل عن 50 نفقا وصادرت الاف الاطنان من البضائع التي كانت معدة لادخالها لقطاع غزة.

واكد انهم من خلال متابعتهم للحركة عبر الحدود ومن خلال التواصل مع شركائهم في الجانب المصري، فان الحملات على الانفاق تزداد لدى وصول وفود من الاجانب للمنطقة الحدودية.

واثار بدء السلطات المصرية بتنفيذ الجدار في مقطعين من الحدود ردود فعل غاضبة من قبل حركة حماس وفصائل فلسطينية في غزة، الى جانب رجال دين افتوا بحرمة ذلك الجدار واعتباره مساهمة في زيادة معاناة الغزيين الذين يخضعون للحصار منذ اربع سنوات.

ولم تعلق مصر حتى الآن على الأنباء بأن جدارها الفولاذي قد فشل في مهمته على ما يبدو، وقال مراسل (بي بي سي) في غزة جون دونيسون إن الحكومة المصرية في وضع حرج للغاية، بعد أن أنفقت ملايين الدولارات لبناء هذا الحاجز، خصوصًا أن العمل في بناء الجدار أوشك علي الانتهاء.

وتقول السلطات المصرية "إن العمل قد شارف على الانتهاء بالجدار الممتد لأحد عشر كيلومتر وبعمق نحو عشرين مترا تحت الأرض، وهو مصنوع من فولاذ فائق القوة لا يمكن اختراقه" ، إلا أن الأنباء الأخيرة تؤكد اختراقه.