17/12/2009

قبل أيام على ذكراها الأولى أكد أطباء وباحثون إيطاليون أن تربة قطاع غزة تحتوي على معادن سامة ومواد مسرطنة تشكل خطر كبيرا على السكان صغار وكبارا وأجنة، وكذلك على الأجيال القادمة، بسبب والقنابل والقذائف المحرمة دوليا التي استخدمتها إسرائيل بكثافة خلال حربها على القطاع نهاية 2008 وبداية 2009.

وطالب الباحثون خلال مشاركتهم في مؤتمر صحفي عقدته وزارة الصحة التابعة للحكومة الفلسطينية بغزة عبر الفيديو كونفرس من روما الخميس 17-12-2009 "بفحص الفلسطينيين في المناطق التي تعرضت للقصف الإسرائيلي خلال الحرب لإيجاد سبل علاج لأي مرض".

وأكدوا أن سكان القطاع معرضون للإصابة بأمراض مزمنة للجلد وأمراض الجهاز الهضمي والتنفسي، مشيرين إلى أهمية فحص أجهزة المناعة لدى سكان القطاع، خاصة من كانوا بقرب أماكن القصف، لإيجاد سبل علاج لأي مرض، وكذلك فحص النساء والرجال في فترة الإنجاب والأطفال.

وبحسب منظمات حقوقية ودولية فقد استخدمت إسرائيل في حربها على قطاع غزة مختلف أنواع الأسلحة المحرمة دوليا، وفيها الفسفور الأبيض والمواد السامة، وخلفت تلك الحرب التي بدأت في 27 ديسمبر 2008 واستمرت حتى 18 يناير 2009 نحو 1420 شهيدا، وأكثر من 5450 جريحا، نصفهم تقريبا من النساء والأطفال، فضلا عن تدمير قرابة 16 ألف منزل وتشريد آلاف الأسر.

الأجيال القادمة

وبدوره كشف البروفيسور موريسيو باربيري عن أن المواد التي استخدمتها إسرائيل خلال الحرب على القطاع لا تقتل المواطنين والأجنة في أرحام أمهاتهم فقط، ولكن تؤثر بشكل كبير على الحيوانات المنوية، ووجود مستويات عالية منها يؤثر على الخصوبة وعلى تكوين تلك الحيوانات.

وقال إن خلال مشاركته في المؤتمر الصحفي: "من بين المواد السامة التي تم العثور عليها أثناء فحص تربة القطاع مادة المولبيديوم، وهي عنصر سام للحيوانات المنوية، ووجود مستويات عالية منه يؤثر على الخصوبة وعلى تكوين الحيوانات المنوية، وكذلك مادة الكادميوم المسببة للسرطان".

ومن المواد التي ذكرها باربيري مادة التنجستين، وهو عنصر سام للأجنة، ووجود تركيزات منخفضة منه يسبب أمراضا في الجهازين العصبي والتنفسي، إضافة إلى مواد الكوبالت والنيكل والمنجنيز والنحاس والزنك والأسترونتيوم، وجميعها مواد خطيرة.

وأوضح الباحثون أنهم دأبوا خلال السنة الماضية في التحقيق وفحص المواد السامة المستخدمة في الأسلحة والقذائف التي أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال حربها على القطاع، وقاموا بإجراء مقارنة بين عينات من تربة غزة قبل وبعد الحرب.

ولفتت خبيرة الجينات في جامعة روما وعضو المركز الوطني للأبحاث البروفيسور باولا ماندوكا إلى أن الباحثين توصلوا إلى نتائج أبحاثهم بالتنسيق مع منظمات أخرى منها منظمة الصحة العالمية.

وقالت ماندوكا: "قمنا بالتحاليل اللازمة وفحص المساحيق والمواد التي وجدت في الحفر الناتجة عن القنابل، وكذلك المعادن المستخدمة في المقذوفات، وتبين أنها معادن مسببة لأمراض خطيرة جدا"، وبينت الباحثة أن الأسلحة المستخدمة في الحرب على غزة لا تترك آثارا مرئية ترى بالعين المجردة ولا بالأجهزة الموجودة في مستشفيات القطاع، حيث إن التعرف عليها بتلك الأجهزة مستحيل.

"انشار المواد السامة"

وتعليقا على ما ذكره الباحثون قال وزير صحة غزة باسم نعيم إن: "الاحتلال استخدم كل الأسلحة الحربية المحرمة دوليا بهدف إبادة الأجيال القادمة من خلال تسميم الأجنة والمياه"، وبين نعيم أن عشرات المواد السامة والخطيرة منتشرة بكميات أكبر من معدلاتها الطبيعية، وتصل إلى آلاف الأضعاف.

وثمن وزير الصحة جهود الباحثين الإيطاليين، وطالب المجتمع الدولي بإرسال خبراء مختصين للكشف عن باقي معالم الجريمة، كما دعا الوفود والباحثين الذين زاروا قطاع غزة وأخذوا عينات من التربة والجرحى أن يعلنوا نتائج فحوصاتهم.

وكانت منظمات حقوقية دولية قد اتهمت إسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال عدوانها الأخير على القطاع لاستخدام أسلحة محرمة دوليا مثل الفوسفور الأبيض، وبعد أشهر من الحرب كانت صحة غزة قد كشفت عن بعض حالات تشوه الأجنة نتيجة استنشاق الأمهات للغازات السامة.

ـــــــــ

المصدر : اسلام اون لاين