16/12/2009
قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية إن مصر تستهدف من خلال سعيها لبناء "جدار فولاذي" على حدودها مع قطاع غزة - الذي تحدثت به تقارير صحفية الأسبوع الماضي ولم تعترف القاهرة بوجوده إلى الآن - حركة حماس الفلسطينية بالأساس بعد شهور من فشل جهود من الوساطة المصرية والمصالحة بين حماس وفتح في التوصل لحلول، وهو ما يمكن أن يحمل رسالة للحركة الفلسطينية مفادها أن رفضها التعاون مع جهود القاهرة لن يمر من دون عواقب حسب ما يؤكد محللون.
وقالت الصحيفة في تقرير مطول لها أمس الثلاثاء نقلا عن نديم شحاده زميل برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمؤسسة "تشاتام هوس" البحثية البارزة في لندن، قوله إن الجدار "مجرد إجراء عنيف"، مضيفا أنه مؤشر على أن القاهرة بدأت تستسلم بشأن محادثات المصالحة بين فتح وحماس التي فشلت في التوصل لاتفاق في ظل جهود الوساطة المصرية.
ونقلت عن جمال عبد الجواد المحلل السياسي بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام قوله إن الجدار "وسيلة لإيصال رسالة لحماس مفادها أنهم لا يمكن أن يحظوا بنفس سياسية اللين المصرية بينما هم في نفس الوقت يرفضون التعاون مع جهود مصر تجاه المصالحة الفلسطينية".
وأضاف: "تريد مصر أن تظهر لحماس أن هناك عواقب لعدم التعاون".
غير أن الصحيفة لفتت أيضا إلى أن "مصر فيما يبدو تحاول أن توازن بين بقائها حليفا أمريكيا مهما أن تعزز في نفس الوقت وضعها كلاعب مؤثر في منطقة مجاورة ترى واشنطن غير مرغوب بها".
لكن المونيتور استدركت القول إن "بناء الجدار تراجع كبير من جانب القاهرة عن نفس الموقف الذي استخدمتها لبذل الضغط في السابق".
وحذرت الصحيفة من أن "هذا النوع من الموازنة يمكن أن يأتي بنتائج عكسية خاصة مع حقيقة أن العالم العربي انتقد مصر بشدة لإغلاقها معبر رفح أثناء الحملة الإسرائيلية على غزة العام الماضي وتعاونها مع إسرائيل في فرض الحصار الاقتصادي".
وقال عادل اسكندر أستاذ الإعلام والاتصالات في جامعة جورج تاون الأمريكية: "لديك عملية الرصاص المصبوب التي دمرت غزة بالأساس، و’الجدار الفولاذي‘على الجانب المصري وهو يخنق سكان غزة بشكل إضافي".
وحذر اسكندر من أن هذا العمل يولد "انطباعات ومشاعر تعد الحكومة المصرية في غنى عنها".
من ناحية أخرى نقلت المونيتور نسبت المونيتور إلى محللين آخرين قولهم إن "الجدار هو نتيجة لضغوط مارستها الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين تعتبران حماس منظمة إرهابية من أجل منع التهريب على طول الحدود".
ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة هددت في السابق بحجب 200 مليون دولار تقدمها لمصر في صورة دعم عسكري، بسبب مخاوف لديها من تهريب الأسلحة عبر الأنفاق وهو ما أثار حفيظة القاهرة.
كما أنه تم التوصل إلى تسوية لهذا الوضع عندما خصص الكونجرس في العام 2008 دعما يقدر بـ23 مليون دولار لمصر لمنع التهريب كما أن سلاح المهندسين الأمريكي انخرط في تدريب القوات المصرية على استخدام أجهزة متطورة لكشف وتدمير الأنفاق.
__________________
المصدر : بر مصر

