14/12/2009
نافذة مصر / المركز الفلسطيني للإعلام
استفاق أهالي قطاع غزة صباح اليوم الإثنين (14-12) على أصوات السيارات والدراجات الهوائية والنارية ووقع أقدام الآلاف من النساء والأطفال والشباب؛ الذين حملوا الرايات الخضراء وتعصَّبوا بعصابات كُتب عليها "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، في حين لفَّ آخرون أجسادهم برايات حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الخضراء, وتزَّينت الشوارع براياتها التي باتت ظاهرةً بشكل أكبر في هذه الانطلاقة الـ22 للحركة.
ومنذ ساعات الصباح والشرطة الفلسطينية بكافة أجهزتها تحاول أن تجعل من هذا اليوم عرسًا فلسطينيًّا منتظمًا يسير الناس إليه بانتظام وهدوء؛ دون أدنى إشكاليات أو صعوبات.
وقامت الشرطة بإغلاق كافة الطرق القريبة المؤدية إلى ساحة "الكتيبة الخضراء"؛ حيث إقامة المهرجان، وسمحت فقط بمرور الحافلات التي تحمل المئات من النساء والأطفال والشيوخ عدا عن آلاف المترجِّلين منهم؛ الذين فضَّلوا الذهاب إلى المهرجان مشيًا على الأقدام.
وعبَّر الكثير من المواطنين عن فرحتهم لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"؛ حيث قالو: "نحن لا نُدفع إلى عرس حركتنا الأبيَّة بالسيارات والباصات، ولا هي من تأتي إلينا، بل نحن من نأتي إليها, فنحن عهدنا السمع والطاعة".
وفي مشهد جميل، لفَّت امرأة منتقبة رأسها بعصابة خضراء كُتب عليها "كتائب القسام" تقف أمام منزلها منذ ساعات الصباح الباكر, ووضعت بجانبها عددًا من الرايات الخضراء، وحملت بأيديها العصابات والأوشحة، وبدأت تجهِّز أبناءها الثلاثة وكأنها تُلبسهم ملابس العيد وهم فرحون، وارتسمت نظرات اللهفة في أعينهم.
وفي مشهد مختلف كل الاختلاف عن سابقه، أجابت عجوز وهي تسير بعكازها وتلبس الوشاح الأخضر، وتستند في مشيها إلى أحفادها الصغار -ردًّا على سؤالها أين تتجه!!-: "إلى عرس بنتي "حماس".. هي بنتي؛ فقد ربَّيت أبناءها وأبنائي على حبِّ الدين والوطن والانتماء والسمع والطاعة".
وحول خروجها مبكرًا إلى المهرجان، قالت العجوز: "نحن دائمًا نحب أن نكون سبَّاقين للخير, وبصراحة أريد أن أجلس في المقاعد الأولى؛ لكي أشاهد تيجان رءوسنا المجاهدين الزهار والحية وهنية".
من جانبه وصف الدكتور خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" ذكرى انطلاقة الحركة الثانية والعشرين بأنه يوم تحدٍّ لبرنامج المقاومة، داعيًا الجميع إلى الزحف إلى مهرجان الانطلاقة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الحركة تمدُّ يدَها للجميع.
وقال الحية في تصريحات له اليوم الإثنين (14-12) قبيل بدء مهرجان انطلاقة الحركة: "برنامج الاحتفال كما هو، ولم يطرأ عليه أي تغيير وإنَّ كافة البرامج التي تمَّ الإعداد لها تسير بشكل جيد"، مؤكدًا أن حركته بقادتها وسياسييها ونسائها وأطفالها زاحفون إلى برنامج المقاومة.
وجدَّد الحية تأكيد حركته في ذكرى انطلاقتها على المقاومة كخيار لإعادة حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة، ودحر الاحتلال عن الأرض الفلسطينية، وأضاف: اليوم ونحن نبارك لكم ذكرى الانطلاقة، فإننا نؤكد أنها ليست انطلاقة "حماس"، وإنما هي انطلاقة لخيار الشعب الفلسطيني.
وتابع: "تأتي انطلاقة "حماس" في صورة ووقت مهم؛ فهي جاءت في وقت تصرُّ فيه الحركة على ثباتها ومبادئها ومبادئ الشعب الفلسطيني ووحدتها وعلى اندماجها مع هموم شعبها وتطلعاته، متهمًا ما أسماه بـ"الطابور الخامس" ببثِّ الهموم والشؤم، الذي يبث حالة التخويف والبؤس والتبشير بالحرب والفقر والموت.
وشدَّد على أن حركته في ذكرى انطلاقتها تعتبر أكثر قوةً والتحامًا مع هموم شعبها، قائلاً: "نقدِّم أرواحنا وأبناءنا ودماءنا في سبيل الله وشعبنا".
في الوقت نفسه، بيَّن القيادي في "حماس" أن حركته تقف على أرضية صلبة؛ نظرًا لما تحمله من برنامج للمقاومة الذي تنتهجه، موضحًا أنه البرنامج الحقيقي الذي يستطيع أن يلبِّي حقوق الشعب الفلسطيني وأماله.

