09/09/2009

أشار المحلل الإسرائيلي والمختص في الشأن الفلسطيني 'آفي سخاروف'، إلى أن الوضع في الضفة الغربية ما زال بعيدا من أن يكون في صورة زاهية، ولكن هناك تحسن في الأوضاع – بحسبه-.

وقال: 'لا يمكن أن نصف وجود الاحتلال الإسرائيلي في الضفة بالرائع والجيد، وأن نقول لسكان إسرائيل هاجروا لرام الله حتى نحسّن من ظروف معيشتنا'، مضيفا 'هذه ليست حقيقة الصورة ولكن مقارنة بالظروف التي كان يعيشها سكان الضفة ما قبل عامين أو ثلاثة، وبالطبع ما قبل أربع أو خمس سنوات، فقد تطور الوضع تطور من حيث الجانب الاقتصادي، وخاصة في ظل وجو= النظام و القانون في شوارع الضفة الغربية'.

واضاف خلال مقابلة مع إذاعة الجيش الاسرائيلي يوم أمس الاثنين 7-9-2009، أن ما كان يخشاه سكان الضفة سابقا من الخروج في ساعات الليل المتأخرة قد زال، لأنه –وبحسب رأيه- لا يوجد مسلحين الآن في الضفة على الإطلاق، مشيرا إلى أن هذا ناجم عن مساعدة إسرائيل للسلطة، بالإضافة إلى جدية الأخيرة في هذا المجال.

وأوضح أن توقيع اتفاق العفو عن المطلوبين قبل عامين بين الطرفين –السلطة وإسرائيل-، أعطى ثمارا سريعة جدا على مستوى الضفة الغربية بأكملها، بالإضافة إلى ما قامت به إسرائيل في آخر شهرين من إزالة الحواجز، ومحاربة السلطة لتنظيمات المقاومة الفلسطينية الذين يحملون السلاح.

ولفت المحلل الإسرائيلي إلى أنه وبالرغم من شمولية الحملة التي تقوم بها السلطة لمحاربة كافة التنظيمات العاملة على الساحة، إلا أنها تخصص عملها بشكل كبير ضد البنية التحتية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، وتقوم بالسيطرة على جمعيات الزكاة التي تشكّل قاعدة لحماس في الضفة –حسب زعمه-.

وأكد 'سخاروف' على أن السلطة لا تتردد في العمل ضد الجمعيات الخيرية، وأضاف 'لهذا فإن استعداد أجهزة امن السلطة للتعاون مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لا ينبع من الهباء، وأكثر الأسباب الدافعة لذلك ما جرى في شهر يونيو عام 2007  عندما سيطرت حماس على غزة'.

وأوضح أن هذا الأمر أثار مخاوف كبيرة لدى قادة السلطة في الضفة الغربية، وأدى لوجود انشقاق في هوية السلطة الفلسطينية، حيث لم يعد يدور الحديث عن هوية سياسية موحدة للسلطة، ولا حتى هوية أمنية موحدة حتى من الناحية الثقافية الدينية.

وذكر أن الفروق بين الطرفين –غزة والضفة-، تزداد وتتسع، وقال: 'ففي ظل انشغال رام الله في الحفلات الموسيقية والعروض المسرحية والمطاعم والترفيه، ينشغلون في غزة في فرض الحجاب على طالبات المدارس'.

وتابع: 'في ظل الوضع القائم، طالما أن حماس تواصل سيطرتها على قطاع غزة، فإنه لا مكان للحديث عن حل الدولتين، ولا أعتقد أن هذا الحل مطروح على الطاولة في الوقت الراهن، لا من قِبَل الإسرائيليين ولا من قبل المسئولين الفلسطينيين، ولا حتى من الجانب الأمريكي'.

وأضاف 'قد يتم تطبيق الاتفاقات على الضفة الغربية، ولكن لدى شك إن كانت لهم القدرة على تحريك شيء في غزة في ظل سيطرة حماس على غزة'.

ونوه المحلل السياسي إلى أن التعاون الأمني بين أجهزة السلطة والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، يتحسن ويتطور، لافتا إلى أن هناك تبادل للمعلومات بين الطرفين وتعاون وثيق.

وأكد على أن هناك جدية في عمل أجهزة أمن السلطة، مدللا بذلك على ما تقوم به هذه الأجهزة من اعتقال للأسرى المُفرج عنهم من السجون الإسرائيلية، لافتا إلى كافة محاولات السلطة لإخفاء هذا الأمر باءت بالفشل.

وكشف المحلل الإسرائيلي أن مسئولين سياسيين من السلطة الفلسطينية يحتجون أمام إسرائيل، لأنها تُفرِج أحيانا عن أسرى من حماس معتقلين لديها.

وشدد 'سخاروف' على أن الواقع الموجود حاليا في الضفة الغربية لن يستمر طويلا، مضيفا 'طالما لم توجد الحلول السياسية فإن الوضع سينفجر يوما ما في وجهنا'.

 ـــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: صحف