07/08/2009
"انتم من قطاع غزة..أين البطاقات الخاصة بالمؤتمر؟!..انتظروا حتى يأتي القرار من فوق..ليتسنى لكم الدخول للمؤتمر.."بهذه الكلمات استقبل احد قيادات اللجنة المركزية في الضفة الغربية القيادات الفتحاوية التي استطاعت الوصول لمدينة بيت لحم للمشاركة في المؤتمر السادس لحركة فتح.
القيادات الفتحاوية الغزية وعلى رأسها سمير المشهراوي انتظرت أكثر من ساعة خارج القاعة في اليوم الأول لافتتاح جلسات المؤتمر السادس لحركة فتح. وقال أحد المنسقين لهم:"لماذا لم تحصلوا على البطاقات الخاصة للدخول إلى قاعة المؤتمرات؟؟..انتظروا حتى يأتي قراراً من القيادة العليا لحركة فتح.
وبعد ساعة من الانتظار والاتصالات وقبل كلمة الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس بدقائق سُمح لهم بالدخول على البطاقات العضوية للحركة وليس على البطاقات "الصفراء الخاصة بالمؤتمر".
ولُوحظ على وجوه هؤلاء القيادات الفتحاوية حالة من التذمر والغضب. حيث وجهت امرأة عرفت إنها من غزة لاحقا الشتائم والكلام البذيء للمنسقين وللجنة التحضيرية للمؤتمر التي لن تقدم لهم أي اعتبار او معاملة حسنة.
هددوا بالانسحاب
كما وأكدت مصادر مشاركة في المؤتمر السادس أن أعضاء المؤتمر من قطاع غزة هددوا بالانسحاب من المؤتمر احتجاجا على عدم قبول مقترح تقدم به عدد من الأعضاء يتعلق بتصويت أعضاء المؤتمر الذين منعوا من مغادرة غزة للمشاركة في المؤتمر".
وقالت المصادر أن تهديد أعضاء المؤتمر من غزة جاء بعد رفض رئاسة المؤتمر المقترح الذي يقضي بمشاركة أعضاء غزة المغيبين عن المؤتمر من خلال التوكيل للأعضاء الحاضرين، الأمر الذي أدى لاندلاع عاصفة كبيرة بين المؤتمرين".
وفي كلمة سمير المشهراوي ممثلا عن أعضاء غزة المشاركين، قاطعه العديد من القيادات الفتحاوية موجهين له العديد من الشتائم والاتهامات بالتقصير وخيانة القيادية الفتحاوية.
ويطالب أعضاء المؤتمر العام السادس في قطاع غزة بحفظ حق غزة في المؤتمر والمتمثلة بنسبة 30% للجنة المركزية و30% للمجلس الثوري.
واعتبروا أن كل من شارك في المؤتمر من غزة لا يمثلون أهل غزة ولن نعترف بهم سواء نجحوا أو فشلوا في الانتخابات أمثال نبيل شعث، أبو على مسعود، مريم الأطرش، أم صبري صيدم، وحمدان عاشور الذين باعوا أبناء فتح في غزة ولم يكلفوا أنفسهم للوقوف بجانب حقوقهم التنظيمية، مؤكدين أن مشاركتهم لا ينتقص بالمطلق من نصيب غزة في المؤتمر.
وقال أحد أعضاء المؤتمر المتواجد في غزة:"إن من حق أعضاء المؤتمر اختيار المكان والزمان المناسب لعقد جلسات المؤتمر التكميلي لهم لاختيار ممثليهم في المركزية والثوري، رافضين تصريحات نبيل شعت بإعلانه حل مشكلة التصويت لدي أعضاء غزة بوجوب انتخابهم عبر الانترنت أو الهواتف النقالة باعتبار أن هذه الطريقة يمكن لأي أحد التلاعب بها وغير مضمونة.
من جهة أخرى، وجه أعضاء غزة رسالة شكر وامتنان لكافة أعضاء قطاع غزة المتواجدين في رام الله والمشاركين في المؤتمر الذين انسحبوا من جلسات المؤتمر صباح أمس احتجاجاً على الطريقة التي يتم التعامل فيها بخصوص أبناء غزة .
وأكدوا على الخطوة التي وصفوها بـ" الجبارة" التي قام بها سمير المشهراوي وصخر بسيسو وناصر القدوة ومعهم بقية الأعضاء التي تدلل على فتحاويتهم الأصيلة وحرصهم الشديد على نجاح المؤتمر وفق اعتبارات مصلحة حركة فتح العامة بعيداًَ عن المصالح الشخصية التي يهرول إليها الكثيرين- على حد تعبيرهم.
خلافات حادة داخل المؤتمر
وتفيد الأنباء الواردة من بيت لحم, ان مؤتمر فتح المنعقد في المدينة يشهد أزمة, بسبب خلافات حادة بين أعضائه. مشيرة أن الخلاف المركزي يدور حول العضوية في اللجنة المركزية والبيان السياسي.مضيفة إلى ان اللجنة المركزية لم تقدم تقريرا سياسيا, مما أثار نقاشا صاخبا. كما تتعلق الخلافات بقضية تمثيل قطاع غزة في المؤتمر.
محاكمة دحلان
وكان بسام أبو الشريف، مستشار الرئيس الراحل ياسر عرفان أكد أمس أن القيادي الفتحاوي محمد دحلان القادم من غزة بعد سيطرة حركة حماس عليها، ارتكب جريمة في قطاع غزة عندما اقنع الأميركيان و(الإسرائيليين) بأن لديه قوة قادرة على السيطرة على القطاع خلال 24 ساعة، وفعلا كان الأميركيان و(الإسرائيليين) يريدون الخلاص من حماس، لكن كانت النتيجة كانت عكس ما توقعوا حيث أن حركة حماس سيطرت على القطاع.
وقال أبو الشريف خلال مؤتمر صحفي عقده بمدينة رام الله اليوم:" أتمنى ان تعود روح ياسر عرفات النضالية لشباب" فتح" الذين أنهكتهم المصالح، والصراعات الفئوية".
وأضاف:"بكل جرأة يجب محاكمة دحلان على ما اخذ من الأميريكان من أموال ولماذا أرادوا مساعدته في غزة، ولما أردت أن تصنع قوة خارج نفوذ الرئيس عرفات، وليكون ذلك في مساءلة بلجنة تحقيق.
سبب عودة ابو النجا لـغزة
كما وكشفت مصادر رفيعة في داخل حركة فتح، ان عودة إبراهيم أبو النجا مفوض الإعلام في اللجنة القيادية العليا لفتح في قطاع غزة قبل انعقاد المؤتمر بيوم واحد من الضفة إلى غزة كانت بعد تلقيه تهديدات.
وقالت المصادر، التي فضلت عدم ذكر اسمها: إن خلافا حادا برز بين أبو النجا وعدد من قادة فتح المحسوبين على تيار القيادي البارز في فتح محمد دحلان الذي يعد أبو النجا من مناوئيه.
وأضافت أن الخلافات ازدادت حدتها قبل يوم واحد من بدء أعمال المؤتمر، إذ يقاتل أبو النجا ومجموعة من قادة فتح لطرح محاسبة المسئولين عن انهيار أجهزة الأمن الموالية لفتح في غزة أمام قوات حماس قبل أكثر من سنتين، وهو ما ترفضه مجموعة دحلان.
وأشارت المصادر إلى أن رئاسة مؤتمر فتح إضافة إلى قادة الحركة رفضوا طرح تيار المحاسبة لجهة أن المؤتمر يعقد للملمة فتح وليس لزيادة ترهلها بقرارات انتقامية.
وقالت المصادر إن عددا من قادة تيار دحلان حذروا أبو النجا من مواصلة حملته، وهددوه إن مكث في الضفة الغربية، وهو ما دفعه إلى العودة إلى غزة وتبرير عودته بالتضامن مع ممنوعي غزة.
ــــــــــــــــــ
المصدر : شبكة فلسطين الآن