03/07/2009

أكد فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية في "منظمة التحرير الفلسطينية" أن سيطرة "حماس" على قطاع غزة كانت تغلبًا على أجهزة الأمن الوقائي والفاسدين والمتعاونين مع الاحتلال؛ مما جعل المخلصين والمناضلين الأوفياء يتردَّدون في التصدي لحركة "حماس" وسيطرتها على القطاع.

وقال القدومي في حوارٍ مع صحيفة "وطن" الصادرة في الولايات المتحدة الأمريكية الثلاثاء (30-6) إنه سبق أن اغتال جهاز الأمن الوقائي الشهيد اللواء موسى عرفات المستشار العسكري لعباس، واختطف ابنه، ولم تتحرَّك أجهزة الأمن التابعة لحركة "فتح"، مضيفًا: "بل يبدو أنها تآمرت عليه، كما قامت هذه الأجهزة باغتيال الأخ خليل الزبن، كما اعتدى جهاز الأمن الوقائي بقيادة دحلان والمشهرواي وأبو شباك على مكتب أمين سر اللجنة المركزية العليا في خان يونس، الذي كان يوزع البيانات فقط.. سرق المكتب وحرقه واقتاد المسؤول عنه الأخ أبو حمزة الفرا إلى السجن، وبالرغم من طلبنا من المسؤولين الإفراج عنه بقي أسابيع تحت التعذيب".

وأضاف أن جميع اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واللجنة المركزية لحركة ""فتح"، والمجلسين الثوري والوطني أو المجلس المركزي الفلسطيني التي عُقدت داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة فاقدة لحصانتها، وغير شرعية، وقراراتها باطلة؛ لعقدها تحت وصاية الاحتلال.

وبيَّن القدومي أنه ما دامت حركة "فتح" هي حركة تحرر وطني فلا يجوز أن تعقد مؤتمرها في حضن الاحتلال "الإسرائيلي"، فتفقد طبيعتها التحررية والاستقلالية والصفة الشمولية بتمثيل الشعب الفلسطيني.

وتابع: "نحن نصر على عودة اللاجئين في المرحلة الأولى، بعدها يتم بناء الدولة؛ فلا دولة دون شعب عائد إلى أرضه وأملاكه إلى كل فلسطين؛ حتى لا تنحصر مطالبنا في إطار الضفة والقطاع".

وطالب بتفعيل رأي اللجنة المركزية للحركة بالبحث عن قطر عربي يقبل استضافة المؤتمر السادس لحركة "فتح"، ما دام تنظيم الحركة في قطاع غزة قرَّر ألا يشارك في مؤتمر يعقد في بيت لحم إذا منع عضو واحد من الخروج، أو إذا عمدت الرئاسة إلى استبدال بعض الأعضاء، لافتًا إلى أن المؤتمر في مثل هذه الحالة سيعقد فقط بحضور "أهل أوسلو" الذين أكد أنهم سيُعزلون في نهاية الأمر ويسقطون.

وشدد على رفضه ما تتبنَّاه قيادة السلطة الفلسطينية من وصف المقاومة بـ"العبثية" وتبجحها بالقول: "إذا كانت المقاومة تعني مئات الشهداء فلا نريد أن نقاوم"، مستنكرًا الإجراءات التي تتخذها بمساعدة الجنرال الأمريكي دايتون في اختطاف المناضلين واغتيالهم وسحب أسلحتهم والزج بهم في السجون والتعاون مع العدو "الإسرائيلي" من خلال التنسيق مع أجهزة الأمن الجديدة التي شكلها دايتون.

وأشار القدومي إلى أن المعروف أن مبادئ حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية تنص على أن الكفاح المسلح هو الطريق الحتمي الوحيد إلى تحرير فلسطين، وقد كفل هذا الحق ميثاق الأمم المتحدة والأعراف والقوانين الدولية.

وأقرَّ بأن هناك بعض الاختلافات بين فصائل المقاومة، "وهذا أمر طبيعي وموجود في كل حركات التحرر التي سبقتنا؛ فقد كان في فيتنام جبهة وطنية تضم 23 فصيلاً مما جعلها تنجح في حربها ضد الولايات المتحدة وهزمت جيشها المدجَّج بأحدث الأسلحة"، مشددًا على أن التنوع أمر طبيعي في تركيب الجبهة الوطنية.

ــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: صحيفة وطن الصادرة فى الولايات المتحدة