قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" الثلاثاء ان الجهود المصرية لرأب الصدع بين الفصائل الفلسطينية المتنافسة تواجه عراقيل بسبب الحملة الامنية التي تشنها قوات الامن المدعومة من الغرب في الضفة الغربية ضد اهداف حماس.
وتحدث مشعل الذي يتخذ من دمشق مقرا له في أول زيارة يقوم بها للقاهرة منذ عدة اشهر بعد ان التقى مسؤولون مصريون مع زعماء من حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس والتي شنت حملة أمنية في الاسبوع الماضي أسفرت عن مقتل تسعة خلال أعمال عنف أعقبتها في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية.
وزادت تلك الحملات التي وقع خلالها قتلى من الحركتين من مخاوف من اتساع نطاق الصراع وأبرزت التوترات داخل المجتمع الفلسطيني فيما يتعلق بسعي عباس إلى كبح جماح النشطاء بموجب خطة سلام "خارطة الطريق" المتعثرة منذ فترة طويلة.
وقال مشعل للصحفيين ان حماس ستواصل سياستها بالتعاون مع الجهود المصرية للوصول الى مصالحة حقيقية لكن أصعب عقبة تعوق التوصل الى مصالحة فلسطينية هي ما يحدث في الضفة الغربية.
وقال بعد محادثات مع عمر سليمان مدير المخابرات المصرية ان ما يحدث في الضفة الغربية لا يمكن قبوله.
وقال مشعل بعد محادثات في الجامعة العربية بالقاهرة ان هذه العقبة يجب ان تحل من اجل خلق مناخ يسمح بتحقيق مصالحة.
وأضاف مشعل ان حماس بحثت مع مسؤولين مصريين بعض الخطوات التي يجب ان تتخذ من اجل حل الازمة مثل الافراج عن معتقلين سياسيين من حماس وانهاء الحملة الامنية.
والتقى مسؤولون يوم الأحد بأحمد قريع الذي يقود مفاوضي فتح في محادثات المصالحة التي ترعاها القاهرة لبحث سبل مواصلة المحادثات وإنهاء الاشتباكات والاعتقالات والاعتقالات المضادة من القوات الموالية لكل من فتح وحماس.
وقال مسؤول فلسطيني مقرب إلى المحادثات لرويترز "مصر والدول العربية تعتقد بأن الانقسام الداخلي الفلسطيني يجب أن ينتهي حتى نحصل على تدخل أمريكي قوي في عملية السلام."
وانتهت عدة جولات من المحادثات بين فتح وحماس بشكل غير حاسم وما زالت هناك نقاط خلاف رئيسية.
وتتهم فتح قوات أمن حماس في قطاع غزة باحتجاز العشرات من أنصارها في الأيام الأخيرة. وقال فهمي الزعارير المتحدث باسم فتح في الضفة الغربية إن حماس احتجزت 150 من أنصار الحركة يوم السبت.
وكثف وسطاء مصريون الضغوط على الحركتين لتشكيل حكومة وحدة وطنية من خلال تحديد السابع من يوليو تموز موعدا نهائيا لتسوية الخلافات. ومن شأن هذا الأمر التمهيد لإعادة تدريجية للوحدة والسماح بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في يناير كانون الثاني 2010 .
وقال المسؤول الفلسطيني المقرب إلى المحادثات "حتى الآن مصر ما زالت تحاول أن تمنع حدوث انهيار في جهودها لتحقيق المصالحة الفلسطينية. إن انهيار الحوار سوف يعود بالضرر على الشعب الفلسطيني ولن يخدم سوى اسرائيل" وطلب عدم نشر اسمه نظرا لحساسية القضية.
وبدأ المبعوث الأمريكي في الشرق الأوسط جورج ميتشل حملة جديدة اليوم لتسهيل محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية وإجراء محادثات مع زعماء بالمنطقة.

