1/06/2009

بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، أضخم مناورات منذ احتلاله فلسطين يختبر خلالها مدى جاهزية جبهته الداخلية لمواجهة حرب شاملة مع عدد من الدول، الأمر الذي أثار مخاوف الفلسطينيين في قطاع غزة من هجوم عسكري جديد ربما يستهدفهم، ووضع الجيش اللبناني في حالة تأهُّب.

 

وستحاكي المناورات التي تستمرّ حتى الخميس المقبل، وأطلق عليها "نقطة تحول 3"، الوضع في إسرائيل حال إطلاق صواريخ بشكل متزامن عليها من غزة ولبنان وسوريا وإيران، وستبلغ ذروتها الثلاثاء؛ حيث يدخل جميع المواطنين بلا استثناء إلى الملاجئ.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الحرب الإسرائيلية، شلومو درور في تصريحات صحفية: إن "المناورات تهدف إلى التمرُّن على مواجهة سيناريو قائم على هجمات متزامنة من عدة جهات، وبوسائل متنوعة"، مشددًا على أن سيناريو كهذا غير متوقع.

 

وأضاف: إن "هذه المناورات ستبلغ ذروتها الثلاثاء المقبل؛ حيث ستطلق صافرات الإنذار في جميع الأنحاء، وسيترتب على المواطنين التوجه إلى الملاجئ خلال ثوانٍ في بعض المناطق وفي مناطق أخرى، خلال ما لا يزيد عن ثلاث دقائق، كما ستعقد جلسات للحكومة ضمن المناورات لمحاكاة الجلسات التي تعقد لمناقشة الخطوات التي ستتخذ في وضعٍ كهذا".

 

وبحسب الإذاعة الإسرائيلية فإن 70 مسئولاً عسكريًا أجنبيًا سيشارك في هذه المناورات بعد موافقة حكومة الاحتلال على الطلبات المقدمة من دول أجنبية من بينها: فرنسا، واليابان، وهنغاريا، وألمانيا، وأورجواي، وأمريكا.

 

وقالت الإذاعة: إن "إسرائيل تستعد لاستقبال العشرات من المسئولين العسكريين الأجانب لحضور (نقطة تحول 3) بعد أن وافقت وزارة الدفاع والجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي على حضور 70 مسئولاً عسكريًا أجنبيًا".

 

وأضافت: إن "المناورة التي تعد الأكبر في تاريخ إسرائيل، وستشمل المكاتب الحكومية و252 مجلسًا محليًا والبلديات، وسيتم فتح غرف أزمات للتعامل مع السيناريوهات الطارئة المختلفة، وأنّ الحكومة ستواجه أثناء المناورة عددًا من السيناريوهات، وفيها حرب شاملة مع حزب الله وسوريا وحماس".

 

وتُعَد هذه المناورة هي الثالثة منذ الحرب اللبنانية الثانية عام 2006، وتأتي بعد أسبوعين من قيام سلاح الجو الإسرائيلي بمناورات، مدتها أربعة أيام؛ للتدرب على مواجهة هجوم بالصواريخ والطائرات من سوريا وإيران.

 

وأثارت مناورات: "نقطة تحول 3" مخاوف الفلسطينيين في قطاع غزة من تعرضهم لعدوان جديد، خاصة أنهم لم يتعافوا بعد من آثار العدوان الشرس الذي تعرضوا له في الفترة ما بين 27 ديسمبر و18 يناير الماضيين، والذي خلف أزيد من 1400 شهيد، ونحو 5400 جريح، معظمهم من النساء والأطفال.

 

وقالت والدة أحد أطفال غزة وتدعى أم حمزة: "إن طفلي لم يتعاف بعد من آثار الحرب الشرسة التي شنتها ضدنا إسرائيل، ومجرد سماعه لصوت طائرات الـ"F16 " المرعب، تعيد لديه ذكريات الحرب الأليمة، والتي عندما تحضر تفشل كل مسكنات اللغة في إسكاتها".

 

وأضافت وعلامات الألم على وجهها: "بعد الحرب الأخيرة لم أفلح في مسح جذور الخوف من عقله الصغير، فلا ينام إلا بجواري ويده بيدي.. وما إن يسمع صوت الطائرات لا يصمت عن البكاء والصراخ طالبا منها أن تتوقف وترحل بعيدا عنا".

 

أما لبنان، فقد وضع جيشها في حالة تأهب قصوى خشية أن تستغل إسرائيل هذه المناورة وتشن هجوما جديدا عليه، خاصة بعد تحذير الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في وقت سابق من هذه المناورات، وتأكيده على الهدف منها قد يكون التحضير لحرب مفاجئة ضد لبنان.

 

وقال مصدر أمني لبناني إنه "على الرغم من أن الحكومة اللبنانية تلقت تأكيدات من أطراف عديدة، وفيهم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "يونيفيل" بأن المناورات ذات طبيعة دفاعية، إلا أن الجيش وضع في حالة تأهب قصوى على طول الحدود مع إسرائيل".

وشنت إسرائيل حربا شرسة على لبنان صيف 2006، استمرت 33 يوما وخلفت آلاف القتلى والجرحى، فضلا عن الدمار الواسع الذي لحق بالعاصمة اللبنانية بيروت، خاصة الضاحية الجنوبية، مقر حزب الله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : وكالات