15/5/2009

شعبنا الفلسطيني المرابط على ثرى فلسطين وفي مخيمات اللاجئين:

في مثل هذا اليوم وقبل واحد وستين عاما احتل الصهاينة واليهود المجرمون أرضنا فلسطين واستولوا على مقدساتنا وديارنا، وشردوا شعبنا وأقاموا كيانهم المزعوم "إسرائيل" وسط تآمر دولي. واستحلوا الأرض والديار، وشردوا وقتلوا، وسجلوا أبشع الجرائم التي ارتكبت بحق الإنسانية في التاريخ، فحفروا في الذاكرة الفلسطينية أبشع صور القتل، وأقسى مرارات العذاب والبؤس، واشد صور النهب والتخريب تحت شعار كاذب "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" ظانين أنهم سيقضون على الكينونة والهوية الفلسطينية ويمسحون من ذاكرة الأجيال والشعوب شيئاً اسمه فلسطين، وإنساناً اسمه فلسطيني، وقدساً قبلة للعالمين.

 

ياجماهير أمتنا العربية والإسلامية

لقد أدرك شعبنا منذ اللحظة الأولى أن تحالف الأعداء والعملاء ودول الاستكبار العالمي  هو بهدف شطب شعبنا عن خريطة المنطقة، فمضى على احتلال فلسطين واحد وستون عاما وعلى المفاوضات العقيمة مع الاحتلال أكثر من ستة عشر عاما مضت كلها من عمر القضية الفلسطينية دون أن يسترد أدنى حقوق شعبنا أو ترفع عنه بعض معاناته بل وفرت هذه المفاوضات الصمت والغطاء الدولي لتهويد القدس والمسجد الأقصى والتنازل عن حق العودة؛ بينما فرض شعبنا الفلسطيني بصموده وثباته ومقاومته الباسلة معادلة صعبة وأثبت بالمقاومة أنها الخيار الكفيل لانتزاع حقوق شعبنا من بين فكي الاحتلال الصهيوني، فكان الاندحار عن قطاع غزة وتلاه الانتصار في حرب الفرقان الذي جسد ملامح الضعف وبداية الانكسار والانحسار للمشروع الصهيوني على أرضنا، وبات شعبنا الفلسطيني المجاهد أقوى شكيمةً وإرادةً وعصياً على الانكسار، وأكثر تمسكاً بحقوقه وثوابته غير مبالِ بكل المؤامرات والدعوات التي تحاول أن تزيف الحقائق وتمنيه بالأوهام من خلال ما يسمونه بالشرعية الدولية والمفاوضات العبثية والسلام المزعوم.

 

شعبنا الفلسطيني الأبي.. أمتنا العربية والإسلامية:

إننا في هذه الذكرى نستحضر كل ما يحاك ضد قضيتنا وشعبنا وما يتعرض له من أبشع الهجمات الإرهابية والاستيطانية وأخطرها تحت سمع وبصر العالم أجمع، وكذلك المخططات الصهيوأمريكية لإعطاء شرعية للكيان الصهيوني  لقيام دولته اليهودية على أرضنا وإسقاط حق شعبنا في أرضه ووطنه، وإغلاق الباب أمام عودة اللاجئين الذين هجروا من ديارهم منذ اغتصاب فلسطين.

مضى واحد وستون عاما من عمر التشريد واللجوء والخيام، وما زال الاحتلال الصهيوني الفاشي يواصل هجماته وعدوانه بلا هوادة على أبناء شعبنا في كل شبر من فلسطين المحتلة في عكا وبئر السبع والقدس والناصرة والضفة والقطاع، وما زال شعبنا يواجه هذه المخططات ويتصدى لها بكل إصرار وثبات للذود عن أرضه ومقدساته في ظل الصمت العربي والإسلامي والتآمر الدولي وارتماء الكثير في أحضان الإدارة الأمريكية والصهيونية، وقد استمرأوا الهوان والخذلان والتفريط بالمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية فكان السباق الحميم في تقديم المبادرات والتنازلات فاتحين شهية أعدائنا ومشجعين على الالتفاف على حقوق شعبنا وعدالة القضية الفلسطينية.

 

وإننا في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وفي الذكرى الواحدة والستين لنكبة فلسطين نؤكد على ما يلي:

أولاً: فلسطين أرض عربية إسلامية وهي أمانة في أعناقنا جميعاً ولا يجوز التفريط بشبر منها وعلى الجميع حمايتها والدفاع عنها وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، ولا شرعية للاحتلال الصهيوني على أرضنا مهما حاولوا من تغيير الواقع وتكريس الاستيطان وتهويد القدس، ولا اعتراف بأي من الاتفاقيات التي تؤسس لشرعنه الاحتلال على ترابنا.

ثانياً: نؤكد لأبناء شعبنا في الداخل والشتات على عهدنا معهم ومع الأسرى والشهداء وأننا متمسكون بالجهاد والمقاومة وسيبقى خيارنا الاستراتيجي حتى تحقيق النصر والتمكين متمسكين بحقوق شعبنا وثوابته الوطنية، وسنواصل قتالنا وجهادنا ودفاعنا عن الأرض والهوية والمقدسات وفاءً لأسرانا وتمسكاً بعهدة الشهداء والقادة العظام، وسنتصدى لكل المؤامرات التي تهدف للنيل من قضيتنا والتنازل عن حقوقنا.

ثالثاً: ستبقى القدس والمسجد الأقصى قلب الصراع والقضية المركزية لشعبنا والأمة العربية والإسلامية، وإن عمليات التهويد والتطهير العنصري والعرقي التي يتعرض لها أهلنا في القدس واقتلاعهم من أرضهم وديارهم وتدمير بيوتهم وفرض سياسة الأمر الواقع لن تغير وجه الحقيقة ولن تنال من بعدها العربي ووقفها الإسلامي.    

رابعاً: حق عودة اللاجئين إلى ديارهم حقٌ أصيل غير قابلٍ للمساومة أو التفريط، يجسد حق شعبنا الفلسطيني في تقرير المصير، وهو حق شرعي لا تجوز فيه الإنابة ولا تلغيه أية اتفاقيات أو معاهدات، وأن المساس به ليس منفصلا عن محاولة المساس بالحقوق والثوابت الوطنية عبر مشاريع التسوية السياسية المشبوهة. ونؤكد عدم اعترافنا بأي مبادرة أو توقيع من أية جهة أو طرف فلسطيني أو خارجي بالالتفاف والتنازل عن حق العودة الكامل، وسنبقى ندافع عن هذا الحق حتى الرمق الأخير، ونورثه لأبنائنا جيلاً إثر جيل.

خامساً: نجدد إصرارنا على المضي قدماً نحو تجسيد الوحدة الوطنية بين أبناء شعبنا وتذليل كافة العقبات التي تواجه إنجاح الحوار الوطني وترتيب البيت الفلسطيني وتمتين الجبهة الداخلية لتعزيز صمود شعبنا في وجه التحديات التي تعصف بقضيته الوطنية؛ وعليه فإننا ندعو سلطة المقاطعة في "رام الله" إلى عدم الارتهان للاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال ووقف ملاحقة المقاومة وإطلاق سراح المعتقلين من أبناء المقاومة في سجونها إذا ما أرادت إنجاح الحوار وتحقيق المصالحة.

سادساً: يتوجب على قادة وشعوب الأمة العربية والإسلامية الخروج عن صمتهم وتحمل مسئولياتهم تجاه قضية فلسطين وردّها إلى جذورها العربية والإسلامية، والوقوف إلى جانب حقوق وثوابت شعبنا في مواجهة غطرسة العدو الصهيوني، وكسر العزلة والحصار، ورفض التفاوض والتطبيع مع الكيان المسخ، وصيانة الحق الشرعي لشعبنا في العودة وتقرير المصير، والتصدي لعمليات التهويد في القدس والمسجد الأقصى وذلك قبل أن تفجع الأمة "لا قدر الله" بما ستئول إليه أحوال القدس والأقصى إذا ما استمر صمتهم المقيت أمام عمليات التهويد الخطيرة. فالسكوت عما يجري هو بمثابة توفير الغطاء لهذا العدو للتمادي في سياساته العدائية لشعبنا.

سابعاً: ندعو جماهير شعبنا الفلسطيني في جميع أماكن تواجده في الداخل والشتات إلى إحياء ذكرى النكبة الأليمة بالمسيرات والإعتصامات، والمشاركة في المسيرة الجماهيرية الحاشدة التي تنظمها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" واللجنة العليا لإحياء ذكرى النكبة، وذلك يوم الجمعة 15/5 بعنوان "مسيرة العودة"، والتي ستنطلق من مدينة غزة نحو الشمال. حيث فلسطين المحتلة عام 48 وستزف قوافل العائدين من الآباء والأجداد إلى قراهم ومدنهم التي أخرجوا منها بغير حق.

 

والله أكبر ولله الحمد

وإنه لجهادٌ جهاد.. نصر أو استشهاد

حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ـ فلسطين

الخميس‏: 18 / جمادي الأول/ 1430 هـ

الموافق: 14 / أيار/‏ 2009 م