19/04/2009

أطلق المهندس رائف نجم نائب رئيس "لجنة إعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة" صرخة تحذيرٍ شديدةٍ من خطورة الحفريات التي تجريها السلطات الصهيونية حاليًّا في الشطر الشرقي من القدس.

وقال نجم في حديثٍ له في العاصمة الأردنية عمان تناقلته وسائل الإعلام اليوم الأحد (19-4): "هذه الحفريات تشكل خطرًا كبيرًا على المعالم الدينية والتاريخية والتراث العربي في القدس وتعرضها إلى الانهيار عند أول هزة أرضية طبيعية أو مفتعلة".

وأضاف: "إن وتيرة الحفريات والتسارع في تنفيذها ارتفعت منذ مطلع القرن الحادي والعشرين رغم أنها بدأت منذ عام 1863م، ونشطت منذ احتلال القدس عام 1967م، ولكنها الآن تنذر بعواقب وخيمة لا يجوز السكوت عليها".

وأوضح نجم أن الهدف من وراء هذه الحفريات -كما أعلنه علماء الآثار الصهاينة- هو التنقيب عن آثار هيكل سليمان المزعوم، مضيفًا: "هذه الكذبة الكبيرة التي إن لم تجد من يفندها فقد يصدقها العالم".

وأشار نجم إلى أن عدد هذه الحفريات فاق الستين، وأن أخطرها النفق الغربي الموازي لحائط المسجد الأقصى الغربي بطولٍ يزيد على نصف كيلومتر، وأن بعض أجزاء هذا النفق مكون من طابقين، وفيه غرف سفلية، وأضاف قائلاً: "حوَّل "الإسرائيليون" الجزء الأمويَّ منه إلى "كنيسٍ" يصلُّون فيه باستمرار، كما وضعوا فيه مجسمات خرافية يشرحون عليها للسياح تاريخهم المزور، وكيف سيزيلون مبنى المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، وسيضعون مكانهما مبنى الهيكل المزعوم، علمًا بأن النفق مكيفٌ"، مشيرًا إلى وجود أنفاق عديدة قرب باب السلسلة وباب الحديد وباب الغوانمة وباب العمود وباب الخليل، إلى جانب الأنفاق الجديدة في حي سلوان وقرب عين أم الدرج.

ويؤكد نجم أن خطورة هذه الأنفاق تكمن في مرورها تحت أساسات المعالم الدينية والتاريخية ومساكن البلدة القديمة، بحيث أصبحت هذه الأساسات معلقةً في الهواء فوق الفراغ.

مضيفًا أن الخطورة الأخرى تتمثل في استخدام مواد كيماوية لتفتيت الصخر الذي يعترض أعمال الحفر، وإذا انتقلت هذه المواد إلى أساسات الأبنية العربية عن طريق المياه الجوفية فإنها ستضعفها.


يذكر أن مدرسة تابعة لـ"وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)" في مدينة القدس كانت قد تعرضت لانهيار جزئي في شباط (فبراير) الماضي بسبب أعمال الحفريات قرب المسجد الأقصى، الأمر الذي تسبب في إصابة 17 طالبة على الأقل.