توافد المئات من أبناء الشعب الفلسطيني من أبناء مدينة القدس المحتلة إلى محيط المسجد الأقصى المبارك استجابة لنداء الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 1948، للتصدي لمحاولات المتطرفين الصهاينة لاقتحام باحات المسجد الأقصى.
وأفادت مصادر إعلامية اليوم الخميس (16-4) أن المئات من أبناء الشعب الفلسطيني الذين منعتهم قوات الاحتلال من الوصول إلى المسجد يتظاهرون منذ صباح اليوم عند باب الأسباط، حيث قررت سلطات الاحتلال منع المواطنين فوق الخمسين عامًا من الوصول إلى المسجد.
وكانت سلطات الاحتلال الصهيوني أعلنت منذ الليلة الماضية أنها ستغلق مدينة القدس المحتلة في وجه المواطنين الفلسطينيين ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عامًا، وفرضت العديد من الإجراءات المشددة على بوابات المسجد الأقصى المبارك، ودفعت بأعداد هائلة من حرس حدودها وشرطتها ووحداتها الخاصة إلى البلدة القديمة ومحيطها ونشرتهم في الشوارع والطرقات والأحياء والأسواق المؤدية إلى المسجد الأقصى المبارك.
كما وضعت سلطات الاحتلال متاريس بوليسية وعسكرية على بوابات البلدة القديمة وخاصة بوابات (العامود والساهرة والأسباط)، وأغلقت المدخل الرئيسي لبلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة ووادي حلوة.
وكانت العديد من القيادات الفلسطينية الدينية والوطنية دعت سكان القدس وضواحيها وبلداتها وقراها وأحيائها وسكان الداخل الفلسطيني المحتل، إلى شدِّ الرحال والزحف من ساعات الصباح الأولى للتصدي للمتطرفين اليهود الذين أعلنوا عزمهم تسيير مسيرة كبرى وغير مسبوقة لاجتياح المسجد الأقصى المبارك تحت عنوان "حملة شدِّ الظهر".
وأكدت القيادات الفلسطينية -التي ضمت الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك، والشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل الأراضي المحتلة عام 1948، والقيادي في "فتح" حاتم عبد القادر في تصريحات صحفية، أن هذا الاجتياح الصهيوني يعني تهويد المسجد الأقصى ، إضافة إلى ما سيرافق هذا الاجتياح من أداءٍ للطقوس والشعائر التلمودية في باحات المسجد الأقصى وساحاته.
ووصفت القيادات عملية الاجتياح، التي تم الإعلان عنها صراحة في وسائل إعلام الاحتلال، بالأوسع منذ احتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس والمسجد المبارك في عام 1967م.
وطالبت القيادات الدينية والوطنية المواطنين في القدس والداخل بتحمل مسؤولياتهم الوطنية والدينية في الدفاع عن المسجد الأقصى، وأكدت أن يوم الخميس القادم سيكون اختبارًا حاسمًا أمام الفلسطينيين في الدفاع عن المسجد، وشددت على أن أية محاولة من جانب اليهود المتطرفين للدخول إلى الأقصى وتدنيس حُرمته بإقامة الشعائر التلمودية ستؤدي إلى نتائج كارثية، وستتحمل حكومة الاحتلال نتائجها، مؤكدةً أن المقدسيين لن يسمحوا لهذا الاجتياح أن يمر أيًّا كانت النتائج.

