20/03/2009
كشفت صحيفة هآرتس الاسرائيلية عن شهادات قتل مروعة ارتكبها جنود إسرائيليون خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة, حيث كانت أوامر إطلاق النار وقتل مدنيين الفلسطينيين وهدم للمنازل والممتلكات, كانت متساهلة جدا. فقد قتل جنود اسرائيليون مدنيين فلسطينيين عزل خلال الهجوم الاخير الذي استمر من نهاية كانون الاول (ديسمبر) الى منتصف كانون الثاني (يناير) في قطاع غزة على ما اظهرت شهادات جنود شاركوا في القتال نشرت الخميس. ونشر هؤلاء الجنود المتخرجون من "كلية اسحق رابين" الحربية، روايتهم في النشرة الاخبارية الصادرة عن هذه المؤسسة.وبين الشهادات التي نقلتها كذلك صحيفة "هآرتس" والاذاعة العامة واذاعة الجيش، حالة امرأة فلسطينية قتلت مع ولديها برصاص قناص اسرائيلي لانها ضلت طريقها بعد خروجها من منزلها. وفي حالة اخرى قتلت مسنة فلسطينية عندما كانت تسير على بعد مئة متر من منزلها. واشارت شهادات اخرى الى حصول مضايقات وعمليات تخريب وتدمير منازل.
ونقلت الصحيفة عن أحد الجنود قوله " لقد استولينا على أحد المنازل وكان فيه عائلة فلسطينية, قمنا بوضعهم في أحد الغرف وقمنا بوضع مواقع على سطح المنزل وبعد عدة أيام تركنا المنزل, وبقيت العائلة داخله, وبعد ذلك دخل على هذا المنزل وحدة أخرى من الجيش وقامت بوضع رشاشات ثقيلة على سطح المبنى, وبعد عدة أيام صدر لهم أمر بإطلاق سراح هذه العائلة, قائد الوحدة قال للعائلة اتجهوا جهة اليمين, وكانت العائلة مكونة من أم وطفلين, لم يفهموا اللغة وتوجهوا يسارا بدل اليمين, وقد نسي الجنود إخبار الجندي الذي يقف على الرشاش الثقيل أنهم أطلقوا سراح هذه العائلة وعندما شاهد الجندي أن امرأة وأولادها يقتربون منه قام بإطلاق النار عليهم مباشرة وقتلهم جميعا".
وفي حادثة أخرى وفي نفس اللواء تحدث جندي آخر عن حادثة أصدر فيها قائد سرية أمرا بإطلاق النار على إحدى النساء الفلسطينيات وهي امرأة كبيرة في السن, كانت تسير على الشارع وعلى بعد 100 متر من المنزل الذي كانت سرية من الجيش, وقد أمر قائد السرية بإطلاق النار على هذه المرأة, فاضطر الجندي بأن يتجادل مع قائد الوحدة بأن هذا الأمر يجب أن يكون له كوابح, فرد عليه قائد الوحدة أنه يجب قتل كل إنسان يتواجد هنا في قلب غزة وأن كل شخص موجود يعتبر مخربا وإرهابيا.
جندي آخر قال في شهادته أن الجنود كانوا يكتبون على الجدران الموت للعرب وكانوا يأخذون صور العائلات الفلسطينية ويبصقون عليها وكانوا يحرقون كل شيء يذكر العائلة بماضيها, وأضاف أنهم كانوا يقولون لنا أن حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة جنودنا وهؤلاء الجنود من ناحيتهم يبررون قتل هؤلاء الناس.وعلق مدير الكلية داني زامير في تصريح للاذاعة العامة قائلا: "انها شهادات قاسية جدا حول اطلاق نار غير مبرر استهدف مدنيين، وتدمير ممتلكات ما يعكس اجواء يظن فيها الفرد ان بامكانه استخدام القوة من دون اي رادع ضد الفلسطينيين". واوضح انه نقل هذه الشهادات الى هيئة اركان الجيش لفتح تحقيق.