18 / 3 / 2009
كدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن "إسرائيل" تتحمل المسئولية الكاملة عن إفشال صفقة تبادل الأسرى، ودعت مصر للإعلان بشكل واضح عن الجهة التي تقف وراء تعطيل الصفقة.
وقالت الحركة في بيان لها: "ندعو جمهورية مصر العربية التي رعت عملية التهدئة وصفقة تبادل الأسرى أن تعلن موقفا صريحا من هذه الغطرسة الصهيونية وأن تكشف للشعب العربي والعالم عن المسئولية الصهيونية وعن تعطيل الصهاينة لكل هذه الجهود".
واتهم رئيس الوزراء الصهيوني المنصرف إيهود أولمرت، أمس الثلاثاء، حركة حماس بأنها تشددت في موقفها وقدمت "مطالب متشددة" أثناء مباحثات تبادل الأسرى التي جرت برعاية مصرية لإطلاق سراح الجندي "الإسرائيلي" الأسير "جلعاد شاليط ".
إلا أن حركة حماس رفضت اتهامات أولمرت وأكدت في بيانها على أن "إسرائيل هي من تتحمل كامل المسئولية عن إفشال صفقة الأسرى كما تَتحمل من قبلُ المسئولية عن إفشال عملية التهدئة ، وذلك بشهادة جمهورية مصر العربية الوسيط في كلا الحالتين".
خطاب صهيوني عنصري:
وأوضحت حركة حماس أن إسرائيل "تمارس لونا من ألوان الخطاب العنصري حينما تحاول فرض معيارها في الإفراج عن الأسرى ، مدعيةً أن من حقها الاحتفاظ بعدد منهم والإفراج عن عدد آخر وفقًا لهذه المعايير العنصرية التي تنظر إلى الفلسطينيين كمجرمين ، في الوقت الذي نعتبرهم ويعتبرهم القانون الدولي أسرى حرب ويمثلون تاج رأس الشعب الفلسطيني المجاهد ، حيث ضحوا بزهرة شبابهم من أجل الوطن والمقدسات".
وأكد البيان أن "العدو بخطابه العنصري يدير ظهره لكل القيم والمعايير الإنسانية مستغلا تواطؤ المجتمع الدولي وتحالف الولايات المتحدة الأمريكية والموقف المخزي لبعض الأنظمة العربية وموقف طرف فلسطيني ما".
واستخفت حركة حماس بالتهديدات التي أطلقتها "إسرائيل" في أعقاب توقف مفاوضات تبادل الأسرى بالقاهرة، وقالت: إن "التهديدات الصهيونية بجولة جديدة من الضغط والحصار على حركة حماس لن تخيفنا ولن تدفعنا إلى التخلي عن اسم واحد من قائمة الأسرى التي قدمتهم حركة حماس ، ونعد أهالي الأسرى وأبناء شعبنا أننا لن نخذلهم ولن نتخلى عنهم أبدا".
وأشارت إلى أن "الإنسان الفلسطيني يفضل الشهادة فوق أرضه على الحياة في أي أرضٍ أخرى ، فضلا عن أننا لن نسمح لهذا الاحتلال بتكريس فكرة الإبعاد التي طالما قاومناها ، ولهذا فإن العدو الصهيوني يتحمل المسئولية عن إفشال الصفقة".
ودعا البيان "الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم إلى مواجهة الإجراءات الصهيونية المزمعة على قطاع غزة ، وإلى الضغط لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حتى يتمتع شعبنا بما تتمتع به كل شعوب الأرض، بالحرية".
القسام تحذر من مغبة تعطيل ملف الأسرى:
من جانبها، حذرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الأربعاء، من مغبة تعطيل ملف تبادل الأسرى وانعكاساته السلبية على "إسرائيل"، مجددة تأكيدها على تمسكها بمطالبها دون تغيير.
وحملت الكتائب الكيان الصهيوني مسئولية إفشال صفقة تبادل الأسرى، مؤكدة أن الصفقة لم تتمخض عن أي اتفاق.
وقالت القسام في بيان لها: إن "إسرائيل" لم تقدم أي عرض جديد مؤخراً، مصنفة تصريحات أولمرت الأخيرة بأنها "للترويج الإعلامي ومناورة سياسية داخلية لامتصاص الاحتجاج داخل الكيان".

