16/03/2009

أعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم "الشهيد عماد مغنية" مسئوليتها عن قتل شرطيين إسرائيليين في الجزء الشمالي من غور الأردن التابع للضفة الغربية مساء الأحد في أول حادث من نوعه في المنطقة منذ عدة أشهر.

وقال متحدث باسم كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لرويترز: إن "جماعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم مجموعة الشهيد عماد مغنية أعلنت مسئوليتها عن الهجوم".

وأطلقت هذه الجماعة على نفسها هذا الاسم نسبة إلى القائد عسكري لحزب الله اللبناني الذي اغتيل في دمشق عام 2008، واتهم حزب الله إسرائيل بالوقوف وراء اغتياله

وقتل الشرطيان قرب مستوطنة مسواح اليهودية الزراعية في منطقة بالضفة الغربية قريبة من الحدود مع الأردن تخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية.

وقالت مصادر إسرائيلية: إن الشرطيين أصيبا بأعيرة نارية في منطقة الرأس، وانقلبت السيارة بهما، وقتلا على الفور، مضيفة أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال انتشرت في المكان للبحث عن مصدر إطلاق النار.
ولم ترد بعد أي تعليقات من المسئولين الفلسطينيين على هذا الحادث.

ويقول مراقبون: إن الهجوم قد يكون ردا من حزب الله اللبناني على اغتيال قائده العسكري عماد مغنية، بينما فسر البعض الهجوم بأنه قد يكون انطلق من الحدود الأردنية؛ لأن مكانه قريب جدا من تلك الحدود.

"غور الأردن"

ويمتد غور الأردن مسافة 70 كيلومترا على طول الحدود مع الأردن، وهو يمثل ثلث مساحة الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967.

وتواجه منطقة الغور في الضفة الغربية منذ عشرات السنوات ممارسات احتلالية قمعية، وتصاعدت في السنوات الأخيرة عمليات التطهير العرقي التي شهدتها المنطقة ذاتها عند احتلالها في العام 1967.

وأقامت إسرائيل 26 مستوطنة مدنية، ومستوطنتين عسكريتين في غور الأردن يعيش فيها نحو سبعة آلاف مستوطن.

وتقطع إسرائيل غور الأردن عن بقية الضفة الغربية بسلسلة من الإجراءات العسكرية، فهناك أربعة حواجز عسكرية دائمة، ووحدهم الفلسطينيون الذين يعيشون في هذه المنطقة، أو الذين يعملون في هذه المستوطنات هم الذين يحق لهم دخولها.

ومع أن رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت أعرب عن استعداده للتخلي عن القسم الأكبر من الضفة الغربية في إطار تسوية سلمية، فإنه كان يردد دوما بضرورة إبقاء غور الأردن تحت سيطرة إسرائيل.

وكان عشرات آلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من منازلهم عام 1948 وأقاموا في غور الأردن، عادوا وأجبروا على النزوح ثانية عام 1967 عند احتلال إسرائيل للضفة الغربية، ولم تسمح لهم القوات الإسرائيلية قط بالعودة إلى منازلهم في غور الأردن.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي قتل سائق جرافة فلسطيني بالرصاص بعد مهاجمته رجلي شرطة إسرائيليين في سيارتهما بجرافته في القدس.

ويوم الأربعاء الماضي قَتل جنود إسرائيليون بالرصاص شابا فلسطينيا، وأصابوا آخر بجروح، بعد أن ألقيت قنابل حارقة على سيارتهم في الضفة الغربية المحتلة.

ومعظم الهجمات التي حدثت مؤخرا وقعت على الحدود الجنوبية مع قطاع غزة، الذي شنت قوات الاحتلال عليه حربا شرسة يوم 27-12-2008 واستمرت 22 يوما أسفرت خلالها عن استشهاد أكثر من 1400 فلسطيني وإصابة نحو 5450 آخرين.