02/03/2009

قبل يومين دعا سيلفان شالوم وزير خارجية اسرائيل الأسبق والقيادي في حزب الليكود اليميني المكلف بتشكيل الحكومة إلى استئناف عمليات اغتيال قادة حركة "حماس" في قطاع غزة من اجل وقف إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. وقال "ينبغي الرد مباشرة على إطلاق أي صاروخ واستئناف عمليات تصفية زعماء حماس وإلا فلا يمكن تجنب عملية اجتياح اخرى للقطاع".

ودخلت صحيفة الاندبندنت على خط هذه الدعوة العلنية لاستئناف القتل الانتقائي للفلسطينيين لتذكر على ضوء شهادة جندي اسرائيلي، بتاريخ حافل من جرائم الاغتيال الاسرائيلية التي يجري التخطيط لها في دهاليز مقرات المخابرات والدفاع والأمن.

وفي اعتراف نادر كسر احد جنود فرق الاغتيالات الاسرائيلية الصمت ليكشف للصحيفة البريطانية، عن دوره في نصب كمين قتل خلاله اثنان من المارة الفلسطينيين بالإضافة الى مقاومين.

وذكر الجندي ان هذه العملية جرت منذ 8 اعوام أي بعد وقت قليل من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ويضيف انه مايزال يعاني نفسيا من جرائها.

كما قال الجندي انه حتى الآن لم يخبر اهله بما سماه "عملية الاغتيال الاولى التي جرت وجها لوجه خلال الانتفاضة".

وقال الجندي السابق ان وحدته تدربت بشكل مكثف على تنفيذ الاغتيالات، الا ان التعليمات قبل تنفيذ العملية كانت "بأنها عملية اعتقال، دون اطلاق النار والقتل الا في حال تبين ان في سيارة المستهدف سلاح".

واستطرد قائلا: "كنا نريد ان نقتل في يوم 22 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2000، فتوجهنا الى جنوبي قطاع غزة وتمركزنا في مواقعنا". وكشف الجندي ان العملية استهدفت "جمال عبد الرزاق الذي كان في طريقه مع سائقه عوني الظهير الى خان يونس على متن سيارة، ولم يكونا يعلمان بما ينتظرهما".

وركز الجندي في اعترافه على المعلومات التي كان يزودهم بها جهاز الاستخبارات الداخلية الاسرائيلية شين بيت باستمرار حول تحركات المستهدف، وكيف كانت مجموعته تعتقد لمدة 20 دقيقة بأن العملية ستكون اعتقالا لأن المعلومات افادت بأن الاسلحة في صندوق السيارة لا في داخلها، الا ان الجندي يقول ان "الأوامر تغيرت فجأة وفي الدقيقة الأخيرة قبل وصول المستهدف اعلمنا بأنها ستكون عملية اغتيال".

ويضيف الجندي ان شاحنة اسرائيلية كانت جاهزة للتدخل واجبار سيارة عبد الرزاق على تغيير مسارها من اجل تسهيل العملية، الا ان الشاحنة انطلقت مبكرا ما ادى ايضا الى اعاقة سيارة اجرة يستقلها المدنيان الفلسطينيان سامي ابو لبان ونائل اللداوي اللذين كانا في طريقهما من خان يونس الى رفح لشراء وقود.

وقال الجندي: "بينما كنا نتوقع سيارة واحدة، رأينا سيارتين كانتا قريبتين جدا واحدة من الاخرى، وفي هذا الوقت بالذات صدرت الأوامر بإطلاق النار، لم اعرف من الذي اصدرها، كنت اصوب نحو عبد الرزاق، واطلقنا جميعنا النار في الوقت نفسه ولمدة 5 ثوان..

لقد اصبته من الرصاصة الاولى لكنني افرغت فيه 11 رصاصة، ولكن عند انقشاع الدخان، رأينا ان السيارتين اصيبتا وان الاشخاص الاربعة قتلوا، فسأل احدهم من اطلق النار على السيارة الثانية، ولم يأت أي جواب، بعد ذلك ذهبنا الى القاعدة، واعلمنا بتهاني وزير الدفاع ورئيسي الحكومة والاركان لنجاح العملية".

ويقول دونالد ماكنتير مراسل الاندبندنت الذي أجرى الحوار مع الجندي السابق، ان هذه العملية تبدو الآن "دون اهمية كبرى وبخاصة بعدما استخدمت اسرائيل اسلوب الاغتيالات بشكل مكثف منذ اندلاع الانتفاضة وطالت هذه الاغتيالات مسؤولين كبار من حماس كأحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وآخرهم وزير الداخلية في حكومة حماس سعيد صيام".

المصد العرب اونلاين