15/02/2009
اتهمت حركة حماس إسرائيل بإفشال مفاوضات اتفاق تهدئة جديد طويل الأمد تتوسط فيه القاهرة بين الطرفين، بعدما أعلنت إسرائيل رهنها أي اتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت الذي أسرته المقاومة الفلسطينية في صيف العام 2006.
وطالب ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان الوسيط المصري بتبني "موقف واضح" في حال عرقلة إسرائيل التوصل لاتفاق التهدئة، وذلك بعد ساعات من استبعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته إيهود أولمرت أي تهدئة دون الإفراج عن شاليت، وهو ما رفضته حماس والسلطة الفلسطينية.
وفي وقت سابق من مساء أمس السبت أصدر أولمرت بيانا ربط فيه بين إبرام التهدئة وبين إطلاق سراح شاليت، وقال البيان: "موقف رئيس الوزراء هو أن إسرائيل لن تصل إلى تفاهمات بشأن هدنة قبل الإفراج عن جلعاد شاليت"، وأضاف البيان: "لن يتم فتح المعابر دون الإفراج عن شاليت.. هذا التزام قطعه رئيس الوزراء على نفسه ويعتزم التحرك وفقا لهذا الالتزام".
جاءت هذه التطورات قبيل ساعات قليلة من موعد كان مفترضا للإعلان عن اتفاق التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بعد إعلان قياديين في حركة حماس شاركوا في مفاوضات القاهرة عن توقعاتهم بالإعلان عن التوصل لاتفاق التهدئة بحلول اليوم الأحد على أقصى تقدير.
وكان من المفترض أن يبدأ سريان وقف إطلاق النار فور إعلان التهدئة، والذي كان سيعلن في صورة بيان مصري مقتضب، وفور الإعلان كان من المفترض أن تفتح المعابر إلى قطاع غزة بنسبة 80%، مع ضمانات مصرية بعدم قيام إسرائيل بإغلاقها.
وتعقيبا على التصريحات الإسرائيلية التي بددت أجواء التفاؤل التي سادت خلال الأيام القليلة الماضية، قال أسامة حمدان في تصريحات خاصة لقناة "الجزيرة" الفضائية: إن الجانب الإسرائيلي أقحم موضوع شاليت "في آخر لحظة"، وأضاف من بيروت: "نحن نعتبرها عملية إفشال مبرمجة للمفاوضات"، مؤكدا أن مسألة الجندي لم تكن في أي لحظة "نقطة مطروحة في المفاوضات".
وأكد أنه لم يطرح على حماس بشكل رسمي حتى الآن موضوع شاليت، محملا إسرائيل مسئولية أي فشل محتمل لجهود التهدئة بسبب إقحامها هذه القضية في المحادثات، واعتبارها شرطا لا غنى عنه لأي اتفاق، وقال حمدان: "لا يمكن التراجع مرة بعد مرة عما يتم الاتفاق عليه".
وقال محمد نصر عضو المكتب السياسي لحركة حماس وعضو وفد الحركة المفاوض في القاهرة، إن حركته لن تربط بين أي تهدئة ومصير شاليت، وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الألمانية إنه ليس لدى حركته أي إطار زمني للتوصل إلى تهدئة مع إسرائيل، مضيفا "يمكن الإعلان عن تهدئة بعد ساعة أو بعد غد".
وهو ما أكد عليه المتحدث باسم حماس فوزي برهوم، والذي قال في تصريحات لموقع المركز الفلسطيني للإعلام بعدم وجود أي ربط بين قضية التهدئة وملف الجندي الإسرائيلي الأسير في المباحثات الجارية في القاهرة، واعتبر أن تصريحات أولمرت في هذا الشأن "لا قيمة لها"، وقال إن موقف حماس يقضي بالفصل بين هذا الملف وملف التهدئة، باعتبار أن ملف شاليت مرتبط بإطلاق سراح الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ومن المتوقع أن يصل المسئول الأمني لوزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد إلى القاهرة لإبلاغها بالصيغة النهائية لموقف حكومته، أو قد يتم الاكتفاء بإبلاغ الوسيط المصري هاتفيا، بينما لم يصدر حتى الآن تعقيب رسمي من السلطات المصرية حول هذا التطور المفاجئ.