08/02/2009

أكد المفكر عزمي بشارة أن "إسرائيل" تحاول فرض شروطها وإملاءاتها التي لم تتمكن من فرضها على حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس والمقاومة عن طريق القوة بالاستعاضة عن ذلك باستمرار الحصار على قطاع غزة وربط الإعمار بالموافقة على هذه الشروط.

وقال بشارة في حديث لقناة المنار السبت الماضي إن إسرائيل لم تتمكن من فرض شروطها بالقوة على الشعب الفلسطيني وعلى قيادة حركة حماس على الأرض بقتلها أو اعتقالها او إجبارها على رفع راية الاستسلام ولذلك تمت الاستعاضة عن ذلك باستمرار الحصار في ظروف أصعب محاولة استغلال هذا الوضع ما بعد الحرب لإملاء شروطها كنوع من استثمار الحرب بأساليب أخرى للاستعاضة عن المفاوضات الحقيقية مشيرا إلى أن اسرائيل تريد ان تحصل بالسياسة ما عجزت عن تحقيقه بالحرب.
وأضاف بشارة أن إسرائيل عندما شنت الحرب على الفلسطينيين في غزة ارادت في ظل الانتخابات ان تعود الى الاسرائيليين وتقول لهم لقد جلبنا تهدئة من حماس دون قيد او شرط وانها وافقت على التهدئة وبالتالي يكون هذا الأمر إعلان انتصار إسرائيلي بفرض الشروط الإسرائيلية على الفلسطينيين بقوة الاحتلال, مشيرا الى ان إسرائيل تريد ربط اعادة الاعمار في غزة بشروط سياسية تفرض على المقاومة الفلسطينية.
وقال بشارة: ان هناك واجبات على الدولة المحتلة بعدم تجويع الناس أو فرض شروطها السياسية عليهم عن طريق منع الأدوية أو مواد البناء ومنع الطلاب من السفر للتعلم واستيراد البضائع.
حكومة منتخبة:
وحول امكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية قال بشارة انه بالمنطق الحالي لا يمكن تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تحضر لانتخابات فلسطينية وإذا افترضنا ان المقاومة قبلت وربحت الانتخابات فمن سيضمن انه سيتم الاعتراف بحكومتها, مشيرا الى ان هناك حكومة منتخبة في غزة فلماذا لا يتم الاعتراف بها.
واضاف بشارة ان موضوع الانتخابات الذي تتم اثارته الان هو محاولة لتكريس الانشقاق وإلغاء الانتخابات السابقة وتحميل المقاومة المسؤولية عما حصل في غزة وليس الاحتلال.
وتساءل بشارة: كيف يمكن صنع وحدة وطنية فلسطينية مع طرف يقول إن مقاومة الاحتلال هي المشكلة وليس الاحتلال وبأن وظيفة الاجهزة الأمنية أن تسجن كل من يطالب بمقاومة إسرائيل.
وأكد بشارة أن أفضل طريقة لإعادة احياء منظمة التحرير الفلسطينية هو بادخال تيار المقاومة اليها.
وأشار بشارة الى ان هناك دولا عربية متجاوبة مع الرأي العام العربي مثل سورية التي تحتضن وتتبنى نهج المقاومة.
أوباما ودعمه لإسرائيل:
وحول موقف الإدارة الأمريكية الجديدة قال بشارة إن الرئيس الامريكي الجديد باراك اوباما انتخب لانه طالب ونادى بالتغيير والنخبة السياسية الامريكية مقتنعة بخطته للخروج من العراق بشروط دون ان يشكل هذا الامر خطرا على الامن القومي الامريكي مشيرا الى ان اوباما قرر التغيير عن طريق ضرب الاستباقية والعودة الى الدبلوماسية بتعيين موفدين الى الشرق الاوسط وباكستان وافغانستان.
واضاف بشارة لم نر اوباما في خطابه يطرح على اسرائيل حق العودة للاجئين الفلسطينيين والانسحاب من القدس بل ما نراه الان هو عملية طويلة تغطي السياسات الامريكية في المنطقة وهي مفيدة لمحور التسوية بعد كل حرب كما جرت العادة.