06/02/2009
نظام مبارك لا يريد أن يفوت فرصة إلا ويؤكد على عمالته وأن دوره الآن لا يتعدى دور مليشيات أنطوان لحد عندما كانت تقوم بدورها في حماية حدود إسرائيل الشمالية في جنوب لبنان.
فقد عاد نظام مبارك لسياسة الإغلاق الكامل لمعبر رفح اليوم ليفاقم مأساة الشعب الفلسطيني، الإنسانية والاقتصادية والمعيشية ،وحتى سيارات الإسعاف لم يسمح لها بدخول مصر، وظلت مصطفة على الجانب الفلسطيني من المعبر محملة بالمرضى والأطفال الذين يحتاجون للعلاج العاجل، ولكنها عادت كما جاءت بعد ساعات طويلة قضاها المرضى ينتظرون بلا فائدة إذنا لم يحصلون عليه للعبور إلى الجانب المصري.
وحتى الوفد الفلسطيني المفاوض العائد للقطاع بعد مباحثاته بالأمس مع رئيس المخابرات المصرية الجنرال عمر سليمان جرى احتجازه وإعاقة عودته على معبر رفح، لأنهم كانوا يحملون مبلغا من المال يقدر بعشرة ملايين دولار وهي من التبرعات للشعب الفلسطيني كانت ستساهم في تخفيف جزء من معاناة الناس وتسد بعض حاجاتهم الإنسانية العاجلة حيث لا يمثل مثل هذا المبلغ قطرة في بحر الحاجة الماسة لهذا الشعب، واضطر أيمن طه عضو الوفد المفاوض لإيداع المبلغ أحد البنوك بعد رفض نظام مبارك دخولها لغزة.
هذا بخلاف الجهود الحثيثة لتركيب الكاميرات ومعدات رصد الأنفاق تحت إشراف أمريكي وفرنسي وألماني .. وتدمير الأنفاق التي يستخدمها الناس للحصول على حاجاتهم الإنسانية العاجلة وكل ذلك بهدف إخضاع هذا الشعب وتجويعه وكسر إرادته.
وحتى المساعدات التي وصلت لمصر وتقدر بمئات الأطنان فقد تراكمت في رفح والعريش وتتعرض للنهب وللبيع لأن الحدود موصدة أمامها ونظام مبارك غير معني إلا بالحصار وبتنفيذ الأوامر الصهيونية حتى ينال الرضى الصهيوني السامي على جهوده في حصار وتجويع الشعب الفلسطيني، بل إن الأنباء الواردة من القاهرة تتحدث عن الضغوط التي يمارسها نظام مبارك على حركة حماس للقبول بالشروط الصهيونية المتعلقة بالتهدئة، وما حدث اليوم من إعاقة وصول الأموال وإغلاق معبر رفح بشكل كامل هو جزء من هذه الضغوط التي يمارسها نظام مبارك على الشعب الفلسطيني في غزة الذي يجري ابتزازه الآن بالمساعدات وبالإعمار وبالإغاثة.

