02/02/2009

استنكرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بشدة التصريحات التي أطلقها محمود عباس رئيس السلطة المنتهية ولايته ضد الحوار الوطني الفلسطيني وضد فصائل المقاومة، معتبرة أنها تدلل على عمق أزمته بعد انتهاء ولايته.

وأكد، فوزي برهوم، المتحدث باسم حركة "حماس"، في تصريح صحفي مكتوب، أن تصريحات محمود عباس بأنه "لا حوار مع من لا يعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ويضع الاعتراف بالمنظمة شرطاً للحوار مع حركة حماس، وأيضاً التهجم على هذه الحركة واللمز بالمقاومة الفلسطينية الباسلة والقول بأننا غامرنا بمصير الشعب الفلسطيني هو عبارة عن فشل كل خياراته لابتزاز حركة حماس وتشويه وموقفها ومواقف المقاومة الفلسطينية، وهو اجهاض لكل حالات التعاطف الإقليمي والدولي والجماهيري والشعبي مع حركة حماس ومع أهلنا في غزة ومع المقاومة الفلسطينية وهذا يدلل على عمق الأزمة التي يعاني منها أبو مازن وفريق رام الله بعد انتهاء ولايته".

وقال برهوم: "نؤكد أيضاً أن هذه التصريحات بهذه الطريقة وبهذا الوقت بالذات في ظل الجهود التي تبذل من أجل انجاح الحوار الوطني الفلسطيني هو اجهاض لكل الجهود الفلسطينية والمصرية والعربية الرامية لانجاح الحوار الوطني الفلسطيني حتى نصل إلى مصالحة وطنية حقيقية".

وأضاف: "نحن نحمل أبو مازن المسئولية الكاملة عن ما يترتب عن هذه التصريحات من تعزيز الانقسام الفلسطيني الداخلي وهذه ضربة حقيقية للجهود المصرية والعربية المبذولة في هذا الاتجاه؛ وبالتالي واضح أن أبو مازن فشل في حشر حماس في الزاوية بعد أن أطلق تصريحات وبيانات ليس لها رصيد من الواقع بأنه يريد المصالحة وأنه يريد الحوار الوطني وبالتالي هذه التصريحات تكشف النقاب على أنه لا يريد حوار وطني فلسطيني ناجح وإنما هو يريد ابتزاز حركة حماس من جديد وحشرها في زاوية خياراته المقيتة وبضمن أجندات خارجية مزقت الشعب الفلسطيني ودمرت خياره الديمقراطي".

وتابع الناطق باسم "حماس": "نحن نؤكد على أننا عندما نطرح مرجعية وطنية للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ليس على قاعدة البديل عن منظمة التحرير وليس على قاعدة شطب منظمة التحرير الفلسطينية، إنما نحن نطرح هذه المرجعية لأن هناك فصائل مقاومة فلسطينية وقوى ممانعة ما زالت خارج إطار المنظمة ولن يفتح لها المجال على مدار السنوات لدخول لهذه المنظمة أو إصلاح مؤسساتها، وبالتالي نحن نؤكد على أن ملف منظمة التحرير الفلسطينية وإصلاح مؤسساتها على طرق ديمقراطية وأجندات وطنية هو ملف مهم في إطار الحوار الوطني الفلسطيني الذي يجب أن يكون".

عباس يسخر من انتصار غزة ويشترط الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية للحوار
وكان رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس  قد أعلن أمس الأحد أنه لا مجال للحوار إلا مع من يعترفون بمنظمة التحرير الفلسطينية من بين الفصائل الفلسطينية المختلفة.
وقال عباس في مؤتمر صحافي في القاهرة مساء اليوم: "لا حوار مع من يرفض منظمة التحرير الفلسطينية"، وذلك في إشارة إلى حركة حماس.
وأضاف عباس: "عليهم أن يعترفوا بلا لبس ولا غموض ولا إبهام بأنها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني".
وسخر عباس ممن يقولون إن المقاومة انتصرت في العدوان الأخير على غزة، وتساءل: "هل قتل آلاف الأطفال والنساء وتدمير المنازل والأراضي هو انتصار؟". ووجه انتقادات إلى قادة المقاومة في غزة ولبنان، وموقفها من التهدئة مع الاحتلال، متحدثًا عما وصفه بمؤامرة ضد منظمة التحرير.
وكان عباس على وشك البدء بجولة أوروبية لبحث المستجدات الفلسطينية عندما غير خططه وأسرع إلى القاهرة اليوم، حيث سيلتقي الرئيس المصري حسني مبارك غدا الاثنين.
وكانت حركة المقاومة الفلسطينية حماس قد دعت قبل يومين إلى قيادة جديدة للفلسطينيين تحل مكان منظمة التحرير الفلسطينية التي يهيمن عليها عباس والفصائل الموالية له.
وتسيطر حماس التي أعلنت النصر في حرب شرسة استمرت 22 يومًا وسقط فيها أكثر من 1330 شهيدًا فلسطينيًا على قطاع غزة وتستأنف جهودها السياسية لمواجهة سلطة عباس الذي يعتبر نفسه مفوضًا من قبل منظمة التحرير الفلسطينية.
ووقعت منظمة التحرير الفلسطينية سلسلة اتفاقات سلام مع الكيان الصهيوني منذ عام 1993 تهدف إلى إقامة دولة فلسطينية إلا أن أيًا منها لم يتحقق.
 

حماس تنفي طرح بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية
ونفت حركة حماس الفلسطينية أن يكون رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل قد دعا إلى إقامة بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية، وهو الأمر الذي أثار انتقادات فلسطينية واسعة.
وقال محمد نزال عضو المكتب السياسي للحركة: "إن مشعل لم يقل: مرجعية وطنية فلسطينية بعيدًا عن منظمة التحرير أو مرجعية تذهب لجامعة الدول العربية أو الأمم المتحدة تطلب اعترافًا".
وأضاف: "لقد دعا إلى إنشاء إطار وطني يضم القوى المستبعدة من الإطار الوطني المتمثل في منظمة التحرير..هذه القوى ستقيم إطارًا وطنيًا فلسطينيًا لها يدخله من يقتنع ببرنامجها وخطها السياسي ويعمل بعيدًا عن المنظمة ليس على إطار البديل ولكن لأن القائمين على منظمة التحرير يرفضون أن يفسحوا لهذه القوى المجال".