21/01/2009
أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن ما جرى في قطاع غزة هي "أول حرب حقيقية وكبيرة ينتصر فيها شعبنا على أرضه، لذلك معركة غزة نقطة تحوّل في الصراع مع العدو الصهيوني".
وقال مشعل في خطاب متفلز وجهه إلى الأمة العربية بمناسبة نصر الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مساء اليوم الأربعاء (21/1): "إن هذه المعركة تؤسس بدلالاتها وانجازاتها وبتوقيتها وبعظمتها تؤسس لإستراتيجية جادة وفاعلة للتحرير تبدأ من فلسطين وتمتد بدعم الأمة في كل مكان، هي بالفعل وبحق فرقان كما سماها أبطال المقاومة بين الحق والباطل بين المقاومة والتسوية بين ما قبل غزة وبعدها".
مشروع التعمير
وأكد خالد مشعل في خطابه أن حركة "حماس" وحكومة إسماعيل هنية، الحكومة الشرعية، ستتحمل كافة مسؤولياتها تجاه أهل غزة، سوف نتحمل كامل المسؤولية سوف نداوي الجرحى جميعاً، ونعوّض المشردين بما نستطيع.
وأشار إلى أن حركة "حماس" وحكومة إسماعيل هنية "بدؤوا يتحركون من أجل إنجاز مشروع التعمير وإعادة البناء والإيواء والتعويض ومعالجة الجرحى"، وقال: "اتصلنا بالدول وزرنا بعضها ونسقنا، والجميع خلية نحل من أجل أهل غزة".
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إن هناك مسارين في هذا البرنامج، الأول وهو مسار عاجل يتمثل بإعطاء عوائل الشهداء والجرحى والعائلات المشردة التي فقدت بيوتها مبالغ مالية محدودة "أترك تفاصيلها لحكومة إسماعيل هنية"، إضافة إلى معالجة الجرحى، حسب تأكيده.
أما المسار اللاحق، بحسب ما أوضح مشعل، فهو "القيام ببرنامج إعمار نعوض فيه عما فات ونبني ما هُدم".
الدعم الدولي .. وتحذير من الفاسدين
وأثنى مشعل في خطابه الدول والمؤسسات التي قررت تقديم مئات الملايين لإعادة إعمار قطاع غزة، لكنه حذّر من وضع هذه الأموال في "أيد الفاسدين". وحدد وجهة هذه الأموال بأمرين، إما بإعطائها للحكومة الفلسطينية الشرعية برئاسة إسماعيل هنية "ذات الأيدي النظيفة والخبرة في خدمة الشعب حيث ستتولى الاعمار تحت إشرافكم"، والجهة الأخرى أن تقوم هذه الجهات التي تعتزم تقديم الأموال بالإشراف بنفسها وبأي طريقة يرونها لإعادة إعمار غزة، وقال: "كل فلسطيني اليوم لا يقبل أن توضع هذه الأموال في أيدي الفاسدين .. وأنتم تعرفون الحقيقية".
وتابع مشعل: "أقول للبعض في الساحة الفلسطينية الذي يحاول أن يزايد؛ شعبنا لا يُخدع، والتلويح بالمال من هذا البعض الفلسطيني لن يمسح عار الخذلان والتواطؤ في المعركة الضارية التي وقعت في غزة".
المشاركون في النصر والإنجازات
وقال مشعل إن النصر الذي حُقق في قطاع غزة كان له ثلاثة أطراف: أولها المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها وفصائلها، والثاني وهو الشعب الفلسطيني في قطاع غزة "الذي التحم مع المقاومة ولم يتراجع ولم ينكسر"، والطرف الثالث هي الأمة العربية والإسلامية "التي خرجت إلى الشارع ومعها أحرار العالم ينتصرون لغزة وللمقاومة ويقفون في وجه العدوان".
وأضاف: "إذن هذا النصر العظيم حققنا فيه أهدافاً مهمة: أجبرنا العدو على وقف النار والعدوان وعلى الانسحاب دون أن يحقق شيئاً".
وتابع: "أراد قادة العدو في الميدان جملة أهداف، كسر المقاومة وهزيمتها وإخراجها من غزة، فرض الهزيمة على شعبنا، إنهاء حكم حماس، وقف الصواريخ، فماذا كانت النتيجة؛ صمدت المقاومة وكانت نداً رغم فارق الإمكانات، واستمرت الصواريخ، وصمد شعبنا والتف حول المقاومة، وتعززت حماس التي أرادوا إنهاءها ودخلت والمقاومة كل بيت، وأصبحت عنواناً عاماً في الأمة والعالم".
ملف المصالحة
وتطرّق مشعل في خطابه إلى ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية، وقال: "كما فرحنا ببدء مصالحة عربية التي لم تكتمل، نريد مصالحة فلسطينية، ولكن بعد درس غزة نريدها على قاعدة المقاومة والتمسك بالحقوق وليس على قاعدة المفاوضات العبثية والتسوية وشروط الرباعية".
وأضاف: "نعم نحن مع الحوار الفلسطيني - الفلسطيني ولكن حتى نؤسس لحوار نريد للضفة أن تثور وتقاوم حتى تنتصر كما غزة، وهذا لا يتم إلا بالإفراج عن المقاومة والتعامل مع سلاح المقاومة على أنه سلاح شرعي وشريف".
عار على أوروبا
ووجه مشعل رسالة إلى الدول الأوروبية التي تجتمع في بروكسيل، قائلاً: "عار عليكم، هذه جريمة أن تعجزوا عن وقف العدوان عنا ثم لا تسمحوا لنا بسلاح المقاومة هذا عار في جبين أوروبا وكل الكيانات الغربية إذا ظلت على هذه السياسية".
وقال إن للمعركة على أرض غزة دلالتين واضحتين: الأولى "لكل ذي لب ولكل صاحب ضمير، أن الكيان الصهيوني لم ينتصر على شعبنا وأن القوة وحدها لا تصنع الأمن للكيان الصهيوني وأن السلام لن يكون على حقوق الشعب الفلسطيني، هذا درس لعقلاء المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية الجدية برئاسة أوباما، إسرائيل عاجزة عن حماية نفسها وأنه لا مستقبل للاحتلال والعدوان".
أما الدلالة الثانية فهي "يكفي ثلاث سنوات في محاولة إقصاء حماس عبر الفوضى الأمنية والتجويع وإغلاق المعابر ثم عبر الحرب، وانتصرت غزة على الكي وعلى السيف والسلاح الصهيوني، آن لكم أن تتعاملوا مع "حماس" التي أخذت شرعية النضال وصناديق الاقتراع، نحن مطلبنا وطني ولم نفرض أنفسنا على أحد".

