19/01/2009

يبدو ان الولايات المتحدة واسرائيل تريدان استبعاد حماس من السلطة في غزة تمهيداً لاعادة السلطة الفلسطينية التي كان يرأسها محمود عباس - المنتهية ولايته منذ 9 يناير الجارى للقطاع، بينما تستعد الدولة العبرية لإعلان وقف احادي الجانب لاطلاق النار.

 ومع ان اياً منهما لم يدل بتصريح واضح في هذا الشأن، بدت تصريحات وزيرتي الخارجية الاميركية والاسرائيلية كوندوليزا رايس وتسيبي ليفني تصبان في الاتجاه نفسه وهو استعادة عباس وحركة فتح التي يتزعمها السيطرة على قطاع غزة، بدعم من الاسرة الدولية.

 وقالت وزيرة الخارجية الاميركية قبل ان توقع مع ليفني اتفاقاً يفترض ان يمنع تهريب الاسلحة الى قطاع غزة الجمعة "يمكننا ان نفعل الكثير لنقل غزة من ظلام حكم حماس الى الانوار التي يمكن ان يجلبها الحكم الرشيد للسلطة الفلسطينية".

 اما ليفني، فقد قالت ان "ما نفعله في قطاع غزة ليس موجهاً ضد عملية السلام بل يخدم عملية السلام لان الفكرة هي ان اسرائيل ملتزمة مفاوضات السلام مع الادارة البراغماتية للسلطة الفلسطينية".

 ولم ترد وزيرة الخارجية الاسرائيلية بشكل مباشر على سؤال عما اذا كانت اسرائيل تسعى بذلك الى اعادة السلطة في قطاع غزة الى عباس.

وكانت حركة حماس سيطرت على القطاع بالقوة في حزيران/يونيو 2007.

 واكتفت بالقول "انها لعبة لن يربح فيها اي طرف بين (رئيس حكومة حماس اسماعيل) هنية وابو مازن (رئيس السلطة الفلسطينية) بين حماس وفتح"، مؤكدة انه "لتعزيز المعتدلين والحكومة الشرعية يجب ان نضعف الآخرين".

 لكن لا رايس ولا ليفني قالت كيف يمكن لعباس استعادة السيطرة على غزة بدون ان يعتبره جزءاً كبيراً من الرأي العام العربي خائناً.

 لكن وزيرة الخارجية الاميركية ذكرت بانها اجرت مفاوضات في 2005 حول اتفاق حول معابر غزة ينص على نشر مراقبين دوليين وتولي السلطة الفلسطينية الامن في القطاع.

 وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان حماس "اضعفت" بعد ثلاثة اسابيع من القصف الاسرائيلي.

 لكنه اضاف "نحن واثقون من امر واحد تعلمناه في العراق وافغانستان واماكن اخرى: حل عسكري لا يكفي في مواجهة مشكلة مثل الارهاب".

 وتابع "يجب اقامة بنى تحتية وقدرات وموارد لمساعدة السكان لوضع خيارات اخرى امامهم"، ملمحاً بذلك الى الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي فازت فيها حركة حماس في كانون الثاني/يناير 2006.

 وقال ماكورماك "يجب اقامة مؤسسات مثل تلك الموجودة في الضفة الغربية (...) اجهزة امنية مرتبطة بحكومة منتخبة مثل تلك الموجودة في الضفة الغربية"، مؤكداً انه "النموذج" الذي يتحدث عنه.

 ومن المفترض ان تصوت الحكومة الامنية الاسرائيلية السبت على اقتراح بوقف احادي الجانب لاطلاق النار في قطاع غزة حيث اسفر الهجوم الاسرائيلي عن مقتل نحو 2000 فلسطيني.