أعلن أسامة حمدان، المتحدث باسم حركة حماس في لبنان، اليوم السبت أن الحركة ستواصل القتال إذا ما أوقفت إسرائيل إطلاق النار من جانب واحد دون توقيع اتفاقية تلبي مطالب حماس، واصفا "المنحازين ضد المقاومة"، ممن يعتبرون أنفسهم حلفاء واشنطن وإسرائيل في المنطقة بأنهم ليسوا حلفاء، بل "مجرد مستخدمين ونسخ محسنة من عبيد الأمس".

واعتبر حمدان في مؤتمر صحفي عقده على هامش منتدى بيروت العالمي للمقاومة بالعاصمة اللبنانية أن من يحثون حماس على القبول بمبادرات وقف إطلاق النار المطروحة حاليا "يريدون أن تمنح المقاومة للاحتلال الإسرائيلي بالسياسة ما عجز أن يأخذه منها بالحرب"، مؤكدا أن التحرك الميداني هو ما سيفرض نفسه على الأرض في النهاية.

وأشار في هذا الصدد إلى أن وفد حماس المقرر وصوله إلى القاهرة اليوم لن يقدم جديدا عما طرحه على المصريين في وقت سابق، "ولا عودة إلى النقطة الأولى من المحادثات، فإما نسمع ما نقبل به وإما أننا سنستمر في المواجهة على أرض المعركة".

 

ويشير حمدان في هذا الصدد إلى مطالب حركة حماس بأن يشمل أي اتفاق لوقف إطلاق النار فتح المعابر ورفع الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من عام ونصف.

وحذر بعض القوى الإقليمية "المنحازة ضد المقاومة" -والتي لم يسمها- من أن استمرارها في اتخاذ هذا الموقف "سينهي مكانتهم في المنطقة، وأدعوهم إلى إعادة النظر في مواقفهم والانحياز للمقاومة، وهذا ليس نداء استغاثة منا، بل فرصة لهم لإعادة مكانتهم".

ولفت إلى أن "العدو سواء كان في الكيان الصهيوني أو في واشنطن لا ينظر إلى أحد من هؤلاء من مفهوم الشراكة، بل بمفهوم الاستخدام، وينظرون إليهم كما كانت تنظر أمريكا إلى العبيد فيها قبل قرون، ينفذون أوامرها ويظنون أنهم شركاء، ولكن في الحقيقة هم مجرد نسخة محسنة من العبيد".

خطوات عملية

وطالب المتحدث باسم حماس في لبنان الحكومات والشعوب في العالم باتخاذ "خطوات عملية" في دعم غزة، ومنها السعي بشكل جاد لمحاكمة قادة الكيان الصهيوني أمام محاكم جرائم الحرب الدولية، "وإن لم يتيسر عاجلا فلنرفع قضايا في كل عاصمة بالعالم حتى يضيق العالم بوجهه"، لافتا في هذا الاتجاه إلى أهمية هذا الخطوة بأن "وزير الحرب الصهيوني شكل لجنة قانونية وأمنية مهمتها جمع مطالعات قانونية للدفاع عن مجرمي جيشه إذا ما تعرضوا لمساءلات قانونية".

ولفت أيضا إلى "أننا نوثق كل جرائم الاحتلال على الأرض، ومستعدون لتزويد كل من يرغب في استخدامها أمام المحاكم".

والخطوة "العملية" الثانية -بحسب حمدان- هي أن "نتقدم خطوة للأمام ونطالب الشعوب بأن تجعل علاقاتها مع الكيان الصهيوني محرمة بدءا من العلاقات السياسية وصولا إلى العلاقات الاقتصادية"، وتوجه في هذا الصدد بشكل محدد إلى الأوروبيين "خاصة مع وجود نواب أوروبيين متعاطفين مع غزة".

وربط حمدان الخطوة "العملية" الثالثة بالإعلام، داعيا جميع القائمين عليه إلى "تطوير استخدامه، واستغلال تأثر صورة الكيان الصهيوني في الخارج في أن يشكلوا "حالة ضغط على وسائل الإعلام التي ما زالت تناصر جرائم الاحتلال".

رسائل سريعة

ووجه أسامة حمدان ما أسماها بـ"رسائل سريعة" لمن يهمه الأمر:

أولها: "لمن كان حتى وقت قصير رئيسا للسلطة الفلسطينية (محمود عباس أبو مازن) الذي رفض المشاركة في مؤتمر دعم غزة بالدوحة.. وأي فلسطيني لا يفهم من هذا الغياب سوى انعدام الإحساس بالمسئولية، وهو ما يُظهر إلى أي مدى يمكن أن يكون مؤتمنا على حقوق الشعب الفلسطيني في أي مفاوضات".

والثانية: "كل الوسطاء في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، فمقدر جهد كل وسيط، ومقدر سعي كل من يرغب في وقف العدوان، ولكننا ونحن نقاتل في الميدان لسنا بصدد الاستسلام أو الهزيمة، ونحن لم نهزم حتى يأتي وسطاء بمقترحات إعلان الهزيمة، ولن نهزم بإذن الله".

وتابع: "ولو ظن البعض أن زيادة حصيلة الخسائر في صفوف شعبنا وتدمير ممتلكاته هي علامة وهن، أقول لهم إنه مع كل لحظة يرتقي فيها شهيد منا نزداد قوة لأنها أمانة الدماء تزداد في أعناقنا، ولن نقبل بأقل من تحقيق مطالب وقف العدوان وإنهاء الحصار وفتح المعابر".

أما الرسالة الثالثة فوجهها حمدان إلى الأمة وكل حر متضامن مع غزة بالعالم: "المعركة لم تنته بعد ولن تنتهي حتى لو تم وقف إطلاق النار إلا مع زوال الاحتلال.. لم يحن الوقت بعد لتضعف الهمة وتتوقف حالة التضامن والدعم".

والرسالة الأخيرة: هي "لشعبنا ومجاهدينا.. لقد صبرت 6 عقود وأنت تقَتَّل وتُذبح كل يوم، ولكنك اليوم تصنع ملحمة صمود ستغير بها سيرة القتل والفرار التي التصقت بنا منذ فرارنا في مجازر دير ياسين وكفر قاسم وغيرها.. الآن أنت تبقى في أرض المعركة تصمد وتقاوم.. فعصر ذبحنا انتهى، وسنبذل الشهداء على طريق النصر، وليس على طريق المهانة والذلة".

وفي ختام مؤتمره وجه أسامة حمدان "تحية" لكل من قام بخطوة عملية، "وأبدأ بأبعد نقطة جغرافية.. إلى الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز، ورئيس بوليفيا اللذين قررا قطع علاقاتهما مع إسرائيل، وطالبا بإحالة قادتها إلى محاكم جرائم الحرب، وأرجو أن يكون في سلوكهما نموذج للآخرين".

كما وجه التحية إلى "كل من شارك في قمة غزة بالدوحة، تعبيرا عن تضامنهم مع غزة" لافتا إلى أن ما حصل في الدوحة "ميز كثيرا من المواقف، ولابد أنه سيكون لهذا الأمر ما بعده".

المصدر : إسلام أون لاين - وكالات