15/01/2009
أعلن المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تعليق أعمالها في غزة عقب إصابة مقرها بخمس قذائف إسرائيلية ثلاثة منها فوسفورية.
وأضاف عدنان أبو حسنة أن "حريقًا هائلاً اندلع في بعض المباني والمخازن التي تحتوي على أطنان من المواد الغذائية"، وكانت الوكالة أعلنت أن القصف الإسرائيلي أدّى إلى جرح ثلاثة من الموظفين.
وقال مسئولو الوكالة: إن خمس قذائف سقطت على المبنى، ثلاثة منها فوسفورية، وأضافت مصادر الوكالة أنّ المبنى كان يستخدم كمأوى لمئات الفلسطينيين الفارّين من الهجمات الإسرائيلية المستمرة منذ 20 يومًا.
وفي أول ردّ فعل على قصف المبنى، عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن "احتجاجه وغضبه الشديدين" لدى إسرائيل.
وطالب بان كي مون بتحقيق في القصف الذي استهدف مبنى الأونروا، مضيفًا أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أخبره أن هذا القصف "خطأ كبير".
كما طالبت الأونروا الجيش الإسرائيلي بإيقاف القصف في المناطق المجاورة لمبانيها، وأكّدت مصادر الوكالة أنّه لن يكون هناك توزيع مساعدات بما أن الشاحنات التابعة لها غير قادرة على مغادرة المبنى.
وكانت عشرات الدبابات الإسرائيلية توغلت في منطقة تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة ليلة الأربعاء- الخميس للمرة الأولى منذ بدء الهجوم الإسرائيلي، حيث تدور اشتباكات مع مقاتلين فلسطينيين، بحسب شهود عيان.
وفي منطقة تل الهوى كذلك، قصفت قوات إسرائيلية مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
وقال شاهد عيان من داخل المستشفى: إن النيران تشتعل في كل المبنى، مضيفًا: "يوجد في المستشفى أكثر من 500 مريض عدا الطواقم الطبية ولا نستطيع إخلاء المكان فالدبابات الإسرائيلية في الشارع الآخر".
وقتلت امرأة وأبناؤها الثلاثة صباح الخميس في قصف بالدبابات الإسرائيلية على بلدة بيت لاهيا، وأوضح مصدر طبي فلسطيني في مستشفى كمال عدوان أن الجثث الأربعة كانت ممزقة.
كما قصفت القوات الإسرائيلية برجًا من 13 عشرة طابقًا في مدينة غزة يحتوي على مكاتب وكالة رويترز للأنباء والعديد من المؤسسات الإعلامية الأخرى، وتسبب قصف البرج في إصابة صحفيين على الأقل.
وقال الصحفيون العاملون في رويترز: إن الجزء الجنوبي من برج الشروق قد قُصِف بصاروخ أو قذيفة إسرائيلية.
وهدمت القذائف الإسرائيلية المسجد الرئيسي في مدينة رفح في وقت مبكر صباح الخميس، وقال الجيش الإسرائيلي: إن استهدافه للمسجد بسبب استخدامه لتخزين الأسلحة.
وتقول مصادر إعلامية: إن السكان يقفون في شرفات منازلهم يصرخون طلبًا للنجدة ويطلبون نقلهم من المكان.
وفي منطقة تل الهوى أفاد شهود عيان أن مجموعة من الدبابات الإسرائيلية تمركزت في حديقة برشلونة وسط إطلاق كثيف للقذائف تجاه الأبراج السكنية.
وأضاف الشهود أن جرافات عسكرية إسرائيلية تقوم بأعمال تجريف واسعة في محيط مبنى تابع لجامعة الأقصى ومنازل في المنطقة.
وقال نفس المصدر: إنّ الدبابات الإسرائيلية أطلقت قذائف على مبانٍ بارتفاع ثلاثة طوابق على الأقل وإن المباني المستهدفة كانت على بُعْد ميل من القوات الإسرائيلية.
يأتي هذا القصف في الوقت الذي تتقدم فيه القوات الإسرائيلية في منطقة سكنية مزدحمة في ضواحي المدينة، حيث أخلى السكان منازلهم هربًا من القصف.
وتعدّ هذه العملية الإسرائيلية الأعنف منذ بدء الهجوم على قطاع غزة في 27 من ديسمبر الماضي.
سياسيًا وصل إلى القاهرة اليوم رئيس الهيئة السياسية والأمنية بوزارة الجيش الإسرائيلي عاموس جلعاد لإجراء محادثات مع رئيس المخابرات المصرية العامة عمر سليمان حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وبعد عودته لإسرائيل سيناقش المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية المقترحات المصرية.
هذا وتمّ الاتفاق على إيفاد جلعاد للقاهرة بعد جلسة مشاورات عقدها الليلة الماضية رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزير الجيش باراك ووزيرة الخارجية ليفني، ونقلت المصادر أن المقترحات المصرية ستطرح على الحكومة الإسرائيلية لإقرارها إذا ما تبيّن أنها كافية لمنع تهريب السلاح إلى قطاع غزة.
وقالت صحيفة الحياة اللندنية إن مصر ستطلب من جلعاد وضع جدول زمني للانسحاب من قطاع غزة. ونقلت الصحيفة عن مصادر مصرية قولها: إنها متفائلة بقرب التوصل إلى آلية لتنفيذ بنود المبادرة المصرية للخروج بحل توافقي ينهي الحرب في غزة. ووصفت المصادر المصرية الدور الذي تلعبه تركيا بدور المسهل والمساعد.
وأكّدت مصادر مطلعة أن القتال ضد حماس في قطاع غزة سيستمر ما لم يتخذ أي قرار آخر.
وأوضحت صحيفة هآرتس أن إسرائيل لا تنتظر المبادرة المصرية فحسب وإنها قد توقع غدا مذكرة تفاهم أمنية استخبارية مع الولايات المتحدة أيضًا بحيث توفّر حلاً طويل الأمد لعمليات تهريب السلاح لقطاع غزة.
ومن المقرّر أن يلتقي اليوم مدير عام وزارة الخارجية أهارون أبراموفيتش في واشنطن بعدد من نواب وزيرة الخارجية الأمريكية المكلفين بالملف الغزاوي.
وفي حال بلورة هذه المذكرة فلا يستبعد أن تتوجه وزيرة الخارجية تسيبي ليفني للعاصمة الأمريكية لتوقيعها.

