09/01/2009
أكد الرئيس التركي عبد الله جول على ضرورة إيجاد حل سريع لوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الأولوية رفعُ الحصار وإيقافُ العدوان والعملُ على رأب الصدع الفلسطيني الداخلي.
وقالت مصادر موثوقة لشبكة "الإسلام اليوم إن جول أوضح ـ خلال لقائه أمس الأربعاء مع وفد "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" لنصرة أهل غزة ـ: أن بلاده تعمل الآن لتدارك الأمور وإيقاف العدوان، وأنه على اتصال بشكل يومي مع جميع الأطراف، بما فيها المقاومة.
وبحسب المصادر ، قال جول إن بلاده كانت تتوقع هذا العدوان، وقال: "كنا ندرك ما سيحدث قبل شهر، وذهبت إلى سوريا، وأخبرناهم ودعوناهم إلى العمل على تدارك الأمر.. قبل 3 أسابيع طلبت حضور الفلسطينيين، وتحدثت معهم، وذكرتهم بما جرى في أفغانستان، أيام الروس والتحرير، ثم خلاف القيادات الأفغانية ذاتها".
وأكد الرئيس التركي أنه حث الفلسطينيين مرارًا للعمل على التوحد ورأب الصدع، لافتًا إلى أن الفُرقة والانقسام قنبلة موقوتة لإنشاء الدولة الفلسطينية، موضحًا أن الانقسام الفلسطيني هو بمثابة شرخ عميق بين الدول العربية يمزق الصف العربي والعالم الإسلامي، ويؤدي إلى التشرذم في العالم الإسلامي ، بحسب المصادر .
وأشارت المصادر إلى أن جول تحدث مع خالد مشعل ـ رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" ـ ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وأكد لهما أن هذا الانقسام سيأتي بنتيجة سنخجل منها جميعًا؛ سيحدث انقسام في الشارع العربي والإسلامي .
وقال الرئيس التركي: لقد رأينا ما حدث في بيروت، ولقد ذهبت وشاهدت ما حدث، وكنت أولَ من نزل في مطار بيروت بعد فتحه، ولم يحصل هذا في أي حرب بعد الحرب العالمية الثانية.. لقد رأى العالم في 2006 الوحشية التي قام بها الإسرائيليون في حرب المدن في لبنان، ثم نسي بعد ذلك، وأخشى أن يتكرر الأمر ويتكرر النسيان.
وفيما يتعلق بعملية السلام الدول العربية ـ أوضح جول ـ أن الدول العربية أثبتت حسن النية تجاه السلام، مشيرًا إلى أنه يجب التوصل إلى حل دائم للمشكلة الفلسطينية، فالكل يمارس السياسة على حساب الشعب الفلسطيني، فأولويتنا هي رصُّ الصف الفلسطيني ثم العربي والإسلامي، مضيفًا أننا يجب ألا نضغط على الحكومات بشكل يجعلهم يتخذون العناد والرفض موقفًا أو يلجئون للدفاع عن أنفسهم بما يضر بالقضية الفلسطينية.
وأكد الرئيس التركي على ضرورة العمل على تجنب الفرقة على صعيد القادة العرب؛ لأن هذا سينعكس على العرب، مشيدًا بجهود العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز للعمل على تجاوز هذه الأزمة.
وفيما يتعلق بالدور التركي لإنهاء العدوان على غزة، أوضح جول أن بلاده تبذل قصارى جهدها لوقف العدوان على غزة، حيث تقوم باتصالات واسعة وجهود حثيثة مع أعضاء مجلس الأمن وعدد من القادة للعمل على إنهاء هذا العدوان.
وانتقد جول موقف الإعلام الغربي من العدوان على غزة، مؤكدًا أن الإعلام الغربي يستخدم سياسة التعتيم، خاصة فيما يتعلق بالسبب الحقيقي لخرق الهدنة.
وفي النهاية تقدم الرئيس التركي برجاء إلى وفد العلماء بالعمل على إرساء الوَحدة العربية والإسلامية لتوحيد الصف، مؤكدًا على ضرورة أن نكون واقعيين، ولا نستمر في الصراخ والشكوى. يجب أن نبحث عن الحلول الناجحة. وقال جول لوفد العلماء: أبارك هذه الجهود وأرى أنكم تقومون بهذا الواجب على خير وجه، وحيث قد بادرتم بهذه الجولة وإيصال الصوت للعالم الإسلامي فالمهمة ليست سهلة.
وكان وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قد وصل الأربعاء، إلى تركيا، في ختام جولة الوفد التي تهدف لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة المستمر منذ ثلاثة عشر يومًا. والتقى الوفد بالرئيس التركي عبد الله جول لبحث الهجوم الإسرائيلي على غزة الإسرائيلي، وآخر الجهود التي تبذلها تركيا من أجل وقف إطلاق النار بالقطاع. وكانت اسطنبول المحطة الخامسة والأخيرة في جولة الوفد التي بدأها السبت الماضي من قطر ثم سوريا فالسعودية فالأردن، فيما اعتذرت جمهورية مصر العربية- التي كانت ضمن الدول التي أعلن الاتحاد عزمه زيارتها- عن استقباله.