08/01/2009
رغم كل أعمال الإبادة الوحشية التي مارسها الصهاينة خلال هجومهم الأخير على غزة، ورغم كل الخسائر البشرية والمادية بسبب تفوق آلة الحرب الصهيونية المدججة بأحدث وسائل الدمار، إلا أن هذه الحملة الإجرامية لم تتمكن من كسر إرادة المقاومة والصمود، وحتى الصواريخ التي تذرعت بها إسرائيل لم تستطع قواتها ودباباتها التي تتحرك بصعوبة على الأرض من توقيف انطلاقها لأهداف في العمق الصهيوني.
واليوم أعلنت إسرائيل بالقبول المبدئي بالمبادرة المصرية الفرنسية وهي مبادرة خطيرة لأنها لم تنطوي على إلزام الصهاينة بالفتح الفوري للمعابر وإسقاط الحصار الجائر على غزة، بل أن المبادرة تتجاهل تماما حركة حماس وحركات المقاومة الموجودون في غزة، وتتحدث عن مفاوضات بين الصهاينة وسلطة محمود عباس والنظام المصري، وتدخل دولي لصالح إسرائيل، وهم ما سيفضي لوضع ربما يكون أسوأ من الوضع السابق، وربما محاولة لإدخال قوات محمود عباس إلى غزة من جديد تحت قوة إسرائيل والقوات الدولية، وهو ما يؤذن بعدم الاستقرار وتفجر الوضع في غزة من جديد في أي وقت ولاسيما وأن التجارب قد أثبتت عدم القدرة على إلزام الصهاينة بشيء، ومن الممكن أن يتوقف إطلاق النار من ناحية ثم تبدأ إسرائيل في الاغتيالات ولن يوقفها أحد ممن يدبجون المبادرات الآن.
ومن ناحية أخرى فقد انكشف موقف الطاغية مبارك الذي لم يعد حتى محايدا بين إسرائيل وحركة حماس بل إنه قال للرئيس الفرنسي ساركوزي ومن قبله لوفد أوروبي بأنه يجب ألا يسمح لحركة حماس بالانتصار، وهو ما يؤكد أن هذا الرجل لم يعد مؤهلا للعب أي دور للوساطة وهو ما تفهمه حركة حماس الآن، ومن هنا فإن المطروح من جانب مبارك وفرنسا هو مشروع إسرائيلي، والقبول به هو رضوخ لشروط الصهاينة الذين يدمرون الآن الحدود مع مصر في رفح الفلسطينية، وحتى المباني والمنازل في رفح المصرية بدأت في التصدع تحت وطأة هذه الانفجارات القوية ، وربما إعادة احتلال خط الحدود مع مصر، الذي يسمى بمحور صلاح الدين.
للأسف العرب تخلوا عن غزة كما تخلوا عن كرامتهم ودورهم وقبلوا أن يكونوا مجرد خدم في بلاط الصهاينة.