في مؤشر خطير للوضع الذي بلغت له صورة مصر ودورها العربي في ظل نظام مبارك وفي مؤشر على ما يمكن يحدث إذا ما انعقدت القمة العربية التي جددت قطر بالأمس الدعوة إليها؛ شهدت الجلسة الافتتاحية للدورة غير العادية للبرلمان العربى الانتقالى، التى عقدت في القاهرة لمناقشة الاعتداء الإسرائيلى على غزة، أمس، هجوماً من قبل عدد من الأعضاء على مصر وموقفها من معبر رفح، مما أدى إلى خروج الدكتور مصطفى الفقى، رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب المصرى، احتجاجاً على ما وصفه بسياسة «الغمز واللمز» على مصر.

فوسط مقاطعة عدد من الوفود العربية للاجتماع احتجاجا على سياسات مبارك من المجزرة القائمة في غزة، تعددت مطالبات الحاضرين من أعضاء البرلمان الضمنية والصريحة لمصر بفتح المعابر، ومنها مطالبة العضو الليبى رجب الطوير بفتح معبر رفح، والذى قال إنه «يزايد على دور مصر»، فخرج الفقى غاضبا من قاعة الاجتماعات، ولحقه رئيس البرلمان جاسم الصقر، وحضر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لمحاولة تطويق الخلاف.

وعند عودة الفقى إلى القاعة ألقى كلمة انتقد فيها إشارة بعض المتحدثين إلى أن ما جرى فى غزة كان بمباركة بعض النظم العربية، وقال: «أرفض هذا القول»، فإسرائيل لا يمكن أن تكون حليفة لأى دولة عربية وإسلامية، ومصر تحذر دائماً من الانقسام الفلسطينى، وهى على اتصال دائم بحماس كما تنتقدها، مضيفاً أن مصر «لا تفرق» بين حركتى فتح وحماس، وإن كانت «أقرب» لرؤى فتح، فالمقاومة ليست عملية مطلقة.

وقال الفقى إن «الإلحاح على تخوين مصر والإساءة إليها سيخرجها من المعادلة العربية»، داعياً إلى مزيد من التريث والتعقل، مشيراً إلى أنه فى عام 2008 فتحت مصر المعابر أمام الفلسطينيين، لكن تسربت عناصر كثيرة إلى مصر.
وكل ما يقوله الفقي هو كلام فارغ للاسف فهو صاحب التصريح الشهير بأن مصر لن تسمح بإقامة إمارة إسلامية على حدودها الشرقية، وكأن حماس قد بسطت نفوذها وتحولت بالفعل لإمارة مدججة بالسلاح كما هي الإمارة اليهودية النووية التي هي على قلب الفقي ونظامه بردا وسلاما، وأصبح التهديد من قوى المقاومة التي لم تستهدف مصر مطلقا، وهل لا يزال يعتقد السيد الفقي أن مصر لم تخرج بالفعل من المعادلة العربية والإنسانية بفعل سياسات التبعية والهوس من كل ما هو إسلامي؟ .