29/12/2008

طالبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مصر باتخاذ موقف واضح من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ ظهر أمس "إما بفك الحصار عن غزة أو الصمت وفي هذه الحالة سيكونون راضين عما يحدث"، مشددا على أن مصر والدول العربية الآن أمام "الاختبار الحقيقي".

وقال فوزي برهوم، المتحدث باسم حماس، في مؤتمر صحفي بغزة أمس الأحد: إن "القيادات المصرية تحديدا والدول العربية مطالبة بضرورة اتخاذ مواقف واضحة، فهم اليوم أمام الاختبار الحقيقي".

وخير برهوم مصر بين موقفين بقوله: "إما دعم الحق الفلسطيني وتقوية صمودنا، وذلك يتطلب منهم قرارا فوريا بالإعلان عن إنهاء حصار غزة وفتح معبر رفح إلى الأبد، وأن يرسلوا كافة أشكال الدعم، وإلا فسوف يكونون راغبين بالذي يجري في غزة، فلم يعد صمتهم مبررا على الحصار والدمار".

وحتى مساء أمس الأحد أسفرت الغارات الإسرائيلية عن استشهاد أكثر من 300 فلسطيني وإصابة أزيد من ألف بجروح، وسط تهديدات قيادات الاحتلال بتعميق وتوسيع عمليتهم العسكرية المسماة "الرصاص المتدفق".

 

 

تصريحات أبو الغيط

ورفض المتحدث باسم حماس تصريح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بأن حماس تمنع الجرحى الفلسطينيين من مغادرة غزة لتلقي العلاج بعد أن فتحت القاهرة معبر رفح، واصفا تصريحاته بـ"التضليل".

وقال: برهوم: "نرفض اللهجة التي تحدث بها أبو الغيط لما فيها من استغلال لمعاناة غزة وتوظيفها لتمرير حالة من الاستسلام علينا".

وأضاف: "الأصل أن يفتح معبر رفح رسميا للأحياء وليس لاستقبال الجثث"، مشددا على أن السلطات المصرية لم تنسق مع حماس بشأن فتح المعبر.

"سيسقط كل المتآمرين"

كذلك أعرب المتحدث باسم حماس عن استغرابه من تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في القاهرة اليوم، التي أظهر فيها، بحسب المتحدث، "استخفافا.. بل برر لهذه الجريمة" الإسرائيلية ضد غزة.

ووجه برهوم حديثه للرئيس عباس قائلا: "غزة لن تسقط يا أبا مازن، وسيسقط كل المتآمرين علينا وعلى حماس"، وحمل كل من أبو مازن وأبو الغيط في مؤتمر صحفي مشترك اليوم حماس جزءا من مسئولية العدوان الإسرائيلي.

وقال أبو مازن في المؤتمر: "كان بوسع حماس أن تتجنب الهجمات الإسرائيلية على غزة"، مضيفا أن حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، التي يتزعمها، تحدثت إلى حماس، وطلبت منها عدم إنهاء التهدئة، "وهو ما كان من شأنه أن يجنب الفلسطينيين ما حدث.. كان بالإمكان تجنب المذابح التي حدثت في غزة".

كذلك قال أبو الغيط: إن مصر حاولت تجنيب غزة العدوان الأخير، عبر الدعوة إلى تمديد التهدئة بين حماس وإسرائيل، لكن "التهدئة تم إنهاؤها"، في إشارة إلى إعلان حماس وفصائل فلسطينية أخرى انتهاء التهدئة يوم 18-12-2008، قبل انتهائها رسميا بيوم واحد.

"أكاذيب وافتراءات"

وأدان المتحدث باسم حماس ما وصفها بأكاذيب وافتراءات "تلفزيون فلسطين"، التابع للرئاسة الفلسطينية، والناطقين باسم فتح "الذين يكذبون بادعاء أن حماس وضعت العشرات من أبناء فتح في السجون بهدف قتلهم.. قيادة فتح في رام الله لن يستطيعوا تغطية الشمس بغربالهم الممزق والمتهرئ".

وطالب برهوم الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، بـ"أن تبقى على حالة الاستنفار، وتأخذ على عاتقها حماية الشعب بتوجيه الضربات لعمق الكيان (الإسرائيلي)، وأن يستخدموا كافة أشكال المقاومة بما فيها العمليات الاستشهادية لضرب العمق الصهيوني".

وطالب السلطة الوطنية الفلسطينية وكافة الدول العربية بالإعلان الفوري عن إنهاء كافة العلاقات مع الاحتلال، "الذي يستفرد بغزة مستغلا التفاوض والتعاون معه للتغطية عن جرائمه".

وأشاد في الوقت نفسه بالشعوب العربية والإسلامية التي هبت لنصرة الشعب الفلسطيني و"الشرعية الفلسطينية"، مطالبا "باقي شعوب العالم وأحراره أن يبقوا على أهبتهم وانتفاضتهم وفعاليتهم وتحركهم الميداني حتى تتوقف المجزرة ويندحر الاحتلال"