وحماس ترد عليه وتعتبره غير مؤهلاً للقيادة .. وتفضح تحريضه على حصار الشعب الفلسطينى

12 / 11 / 2008

 نافذة مصر - وكالات - وصفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بالخطاب الأجوف المليء بالمتناقضات، مؤكدة أنه ليس خطابا وطنيا، وانه حمل قدرا كبيرا من التهجم على الحركة وتأليب الرأي العام عليها.
 

وقالت الحركة في بيان صادر عن الناطق باسمها فوزي برهوم اليوم الثلاثاء (11/11)، إن عباس لم يتحدث خلال خطابه "كرئيس للشعب الفلسطيني بل تحدث بصفة حزبية مقيتة، بعد أن أفلس في إحداث وقيعة بين "حماس" وبين الفصائل الفلسطينية والدول العربية، وعندما اكتشف الجميع سوء نواياه ووضع على المحك الفعلي للحوار رفض الاستجابة للطلب المصري الملح بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين من سجونه في الضفة الغربية".

وأضافت في بيانها الذي تلقى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة منه، إن عباس تحدث خلال خطابه عن المقاومة والمضي على نهج الرئيس عرفات، "بينما يعمل على تصفية المقاومة والتفريط بالثوابت التي حوصر وقتل من أجلها ياسر عرفات"، واعتبرت ذلك "إساءة كبيرة للرئيس ياسر عرفات الذي تخلى عن دربه الرئيس عباس وارتمى في أحضان المحتل الصهيوني".

وانتقد المتحدث باسم "حماس" بشدة موقف عباس الذي جعل النصيب الأكبر من خطابه "لإحداث وقيعة بين أهلنا في غزة والشقيقة مصر، عندما اتهم أهلنا في غزة بالإجرام والخيانة لأنهم طلبوا العون من أشقائهم المصريين في لحظات الحصار المقيتة والصعبة التي شهد عليها العالم"، موضحا أن عباس "لم يطلب في خطابه مرة واحدة بفك حصار غزة ولم يطلب رسمياً من مصر بفتح معبر رفح بل يصر إلى عودة المحتل بالتحكم في معبر رفح".

واتهمت الحركة عباس بأنه هو المسئول الأول والأخير عن حالة الانقسام التي يعيشها الشعب الفلسطيني، من خلال "قيادته للتيار المعطل داخل حركة "فتح" المنسجم مع المشاريع الصهيو-أمريكية"، مضيفة أنه "يعتقل 600 من أبناء ورموز حركة "حماس" وعدد كبير من سرايا القدس، خدمة مجانية للاحتلال الصهيوني وحفظ أمنه وأمن المستوطنين".

كما استهجن البيان حديث عباس "عن دفعه لرواتب الموظفين في غزة، بينما بقرار منه يقطع رواتب 30 ألف موظف في غزة، لأنهم احترموا خيارهم الديمقراطي ولم ينقلبوا معه على حركة "حماس""، مبينة أن هذا الحديث يحمل تضليلا كبيرا للدول العربية والمانحة "التي تدفع استحقاقات غزة، ولكن لا تصل إلا إلى أعوانه ومن يسير في نهجه الانقلابي".

واستغرب برهوم تبرئة رئيس السلطة للرئيس بوش "من المصائب التي جلبها على شعبنا الفلسطيني ودعمه لجرائم المحتل الصهيوني، ويصفه بالصادق والجاد وهذا يوضح نهج الرئيس محمود عباس الصهيو-أمريكي"، بينما شهد العالم "بكذب بوش وافترائه"، وأضافت أنه "يتكلَّم عن الأمن هو أساس كل شيء، ولكن ما يجري بالضفة الغربية يؤكد أن المقصود هو أمن الاحتلال قبل كل شيء، وعلى حساب أمن وأمان المواطن الفلسطيني".

واعتبرت الحركة عباس من خلال حديثه "أنه لم يعد أمينـًا على شعبنا وعلى حقوقنا وثوابتنا، ويكشف عن مخططه ألاستئصالي لحركة "حماس" ولا يمكن أن نبني على هذا الخطاب آمال وفرص لإنجاح الحوار ويجعلنا أقرب ألا نعطيه فرصة أخرى للتحكم بمصير شعبنا".

رضوان : عباس حرض على حصار الشعب الفلسطينى

اعتبر القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدكتور إسماعيل رضوان أن خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، هو خطاب فئوي ضيق وغير وطني، لا يليق بأن يكون خطابا لرئيس سلطة، مشيرا إلى أنه خطاب تحريضي ضد الشعب الفلسطيني.

وأكد الدكتور رضوان في مقابلة صحفية أجراها معه مراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" اليوم الثلاثاء (11/11) تنشر على التوازي، أن خطاب عباس حمل تحريضا واضحا ضد حركة "حماس"، وعلى استمرار الحصار على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة الصامد.

وكذّب القيادي في "حماس" افتراءات رئيس السلطة محمود عباس، أن "حماس" هي التي أجهضت المبادرة اليمنية والحوار الفلسطيني، وقال رضوان: "إن كل العالم يعرف من هو الكذاب"، مشيرا إلى السجالات الكلامية التي كانت تدور بين قادة "فتح" على شاشات التلفزة، في إشارة إلى اختلاف وجهات النظر داخل حركة "فتح" وانقسامها على نفسها.

وفنّد الدكتور رضوان مزاعم عباس حول عدم وجود فيتو أمريكي صهيوني على الحوار مع حركة "حماس"، وقال إن كلام عباس كان واضحا أمام وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس، حيث أنه أنكر وجود معتقلين سياسيين في سجونه، وفي ذات الوقت قال إننا سنلاحق المقاومة وأيضا تعهد بملاحقة حركة "حماس"، وهذا دليل على أن الفيتو الأمريكي لازال موجودا على الحوار مع حركة "حماس"، وأن عباس لا يمتلك القرار في ذلك.

وأضاف أن عباس رضي لنفسه وربط مصيره بمشروع بالي وخاسر بالمفاوضات العبثية، مستنكرا إعطاء عباس لبوش شهادة تزكية وتبرئة من جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، ومنددا بإعطاء عباس "شهادة تزكية لمن أعطى الدعم للعدو الصهيوني، وشهادة تبرئة لبوش من جرائمه"، مؤكد أن ذلك يعتبر طعنة في ظهر المقاومة الفلسطينية.

وأكد القيادي رضوان على أن عباس يعلم أنه فشل في تأليب الدول العربية على حركة "حماس" لأن الواقع أثبت أنها حركة تقدم التضحيات وهي التي تحافظ على خيار الأمة، بينما "الواقع يكذب عباس ويؤكد أنه هو الذي يتبنى خيار التنازل عن الثوابت الفلسطينية، وهو يعرف تماما بأنه هو من أفشل الحوار الفلسطيني".

اتهامات عباس
وكان الرئيس الفلسطيني اتهم في خطاب ألقاه الثلاثاء قادة حماس بإجهاض الحوار الفلسطيني الذي كان مقررا في القاهرة، معتبرا أنهم "في اللحظات الأخيرة خربوها وأجهضوها وأصابوا شعبنا بالإحباط ووضعونا في موقف حرج".

وقال إن حماس "أضاعت الفرصة من جديد، واتهمها بأنها هي أيضا من أفشلت المبادرة اليمنية للحوار".

ونفى عباس ما قالت حماس إنه "فيتو أميركي وإسرائيلي" يمنعه وحركة فتح التي يتزعمها من الانخراط في الحوار الداخلي. وأضاف "لا نخضع لأي فيتو، نحن نبحث عن مصلحتنا، وعندما تتطلب هذه المصلحة أن نقول نعم نقولها وعندما تتطلب أن نقول لا نقولها بدون خجل أو خوف".

ودعا حماس إلى القبول بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية لإنهاء حالة الانقسام في الأراضي الفلسطينية، وتحداها بالقبول بالانتخابات قائلا "أتحداهم، إذا كانت لديهم الثقة بأنفسهم فلنحتكم إلى الشعب إلى الانتخابات، وإذا لم يريدوا فلنذهب إلى استفتاء شعبي".

 

وأضاف "عندما تحصل أي مشكلة في أي دولة في العالم يذهبون إلى الشعب إذا كانوا يؤمنون بالديمقراطية، أما الديمقراطية كعود الكبريت لمرة واحدة فهذا لن يحصلوا عليه".

"
عباس طالب الجامعة العربية باتخاذ موقف "ممن يفشل الحوار كما وعدت بذلك من قبل"
"
الموقف العربي

 


ودعا عباس حماس إلى "العودة إلى حظيرة الوطن" وإنهاء ما سماه حالة "الانقلاب الأسود" في قطاع غزة، في إشارة إلى سيطرتها العسكرية على القطاع منذ منتصف يونيو/ حزيران 2007، وقال إن إنهاء الانقسام "لا يتم إلا بالحوار لا بالاحتكام إلى البنادق والقتال".

وطالب الجامعة العربية باتخاذ موقف "ممن يفشل الحوار كما وعدت بذلك من قبل"، مؤكدا قبوله أي موقف عربي في هذا المجال.

وقال "سنبقى مع الحوار ونحن مع الجهود والدعوات العربية لإنهاء الانقسام"، وأضاف "وحدتنا كانت وستبقى صمام الأمان والضمانة الأساس لصنع الانتصار"، داعيا إلى "تكريس الانتماء الوطني وتغليب المصالح الوطنية على المصالح الفئوية والحزبية".