في تطور غير مسبوق منذ انقلاب يوليو 2013، انقلب الإعلام المصري على السعودية وشن عدد كبير من الإعلاميين هجوما حادا على المملكة التي كانت أهم داعمي النظام الانقلابي طوال العامين الماضيين.
وتصاعدت حدة الخلافات بين نظام الانقلاب والسعودية خلال الأيام الماضية، حتى ظهرت للعلن في القمة العربية التي استضافتها مصر يومي السبت والأحد الماضيين.
الفيصل يحرج السيسي
وخلال الجلسة الختامية للقمة، امتدح الخائن عبد الفتاح السيسي روسيا، وأعلن تلقيه رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "أكد فيها أن بلاده تعمل على تسوية عادلة للأزمات في سوريا وليبيا واليمن، عن طريق الحوار بين أطراف الصراع".
إلا أن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل خالف الأعراف الدبلوماسية، وشن هجوما عنيفا على رسالة بوتين، كاشفا أمام الجميع التذمر السعودي من ترحيب السيسي بالدور الروسي، وهو ما سبب حرجا بالغا للسيسي الذي يستضيف القمة، بحسب مراقبين.
وقال الفيصل إن "دعم روسيا للنظام السوري بالأسلحة لا يتوافق مع ما تدعيه من عملها على حل سياسي للأزمة"، متهما بوتين بالاستخفاف بأراء القادة العرب حول مصالح الشعب السوري، وروسيا بالكذب حين "تدعو للحل السلمي وفي نفس الوقت تدعم النظام السوري الذي فقد شرعيته".
وتدعم السعودية المعارضة السورية وتمدها بالمال والسلاح، فيما تقف روسيا في صف بشار الأسد وتدعمه سياسيا وعسكريا.
عيسى يتهم السعودية بالإرهاب
وأثار الإعلامي الانقلابي "إبراهيم عيسى" جدلا كبيرا بعد انتقاداته اللاذعة وغير المعتادة من الإعلام المصري للسعودية وخاصة كلمة وزير الخارجية سعود الفيصل، في القمة العربية.
وقال "عيسى" مساء الأحد خلال برنامجه على قناة "أون تي في" إن السعودية لم تنتظر القمة العربية وضربت الحوثيين، لتفرض على العرب موقفا معينا وتسيطر على المشهد العربي، مدافعا عن الشيعة كعادته قائلا أن الحوثيين ليسوا إرهابيين بل هم جزء من الشعب اليمني.
وفي وقت آخر علق عيسى على دعوة القمة العربية للمؤسسات الدينية الرسمية إلى مواجهة الإرهاب والتطرف بقوله: "هل معنى ذلك أن المؤسسة الدينية بالسعودية وفتاوى ابن باز التي تمنع قيادة المرأة للسيارة هي من ستقوم بذلك؟".
وتابع عيسى هجومه على السعودية في برنامجه «30/25» الذي يبث على قناة "أون تي في" قائلا: إن "غالبية الإرهابيين ومفجري أنفسهم في العراق وسوريا هم من السعوديين"، مشيرا إلى أن الأزهر أيضا مخترق من الفكر الوهابي ولا أمل منه، بحسب ادعائه.
وقال المذيع المعروف بقربه من السفاح السيسي إن "الفكر الوهابي هو من يحض على الإرهاب والتطرف وحصر الصراع الفكري في الرافضة والنواصب".
تجاوزات تستلزم الرد
وفي رد على الهجوم المصري، طالب الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، الاثنين، بلاده بالتدخل لوقف تجاوزات الإعلام المصري ضد المملكة، خاصة تجاوزات الإعلامي إبراهيم عيسى ضد السعودية وضد الأمير سعود الفيصل.
وأضاف خاشقجي؛ المقرب من العائلة المالكة في السعودية عبر حسابه بـ"تويتر" ردا على تصريحات عيسى، "لو كان الإعلام المصري حرا لما قلت ذلك، ولكنه إعلام النظام".
كما انتقد خاشقجي رسالة الرئيس الروسي بوتين للقمة العربية، قائلا إن قراءة الخطاب في القمة لم يكن موفقا ما استدعى ردا قويا عليها من الأمير الفيصل، واصفا ما حدث بأنه "روح جديدة تسري في سياسة الحزم السعودية".
وانضم المعارض السعودي "كساب العتيبي" إلى خاشقجي في انتقاد الإعلام المصري، وقال عبر "تويتر": "بعد كلمة الفيصل بدأ إعلام السيسي وخاصة أبو حمالات (بقصد إبراهيم عيسى) يستهزئ إلى حد الشتم بالموقف السعودي، لا تسامُح في وقت الحرب!".
لكن "الطبال" يوسف الحسيني، شن هجوما مضادا على الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، وحذره من الدخول في صدام مع الإعلام المصري، قائلا له: "لا تدخل في مكايدة كلامية لأنك مش هتتحمل على الإطلاق أي هجوم من أجدد صحفي في مصر وأنت تعلم جيدا أن تجربتك معانا صعبة قبل كده".
وأضاف الحسيني، خلال برنامجه "السادة المحترمون"، على قناة "أون تي في": "الإعلام المصري إعلام حر ومستقل ومش إعلام النظام، لأنك إنت اللي إعلام النظام. اسمُ بنفسك وتفرغ لمقالاتك".
وكان الحسيني قد سخر من عملية "عاصفة الحزم" التي تقوم بها السعودية ضد الحوثيين في اليمن وقال إن تسميتها "غير إبداعية ولا تعكس الواقع".
طالع أيضا :

