نقلا عن موقع  مصر العربية
أصابتهم أمراض جلدية ونفسية
يفضلون الموت عن العيش في سجون الطاغية قائد الانقلاب

 8 أكتوبر 2014، كان موعد انطلاق 104 سوريين وفلسطينيين من سوريا إلى تركيا ومنها إلى إيطاليا بعد شهور قضوها في الانتظار للهروب من جحيم الحرب بسوريا ، ولكن أملهم لم يكتمل بالخروج من سوريا فبعد 12 يوم قضوها في المياه والتنقل من مركب إلى أخرى انتهى بهم الحال في الإسكندرية ليحتجزوا في قسم كرموز من حينها، وأضرب 70 منهم عن الطعام وعقب تدهور حالتهم الصحية وصل عدد المضربين إلى 25 فردا.

ومن داخل قسم كرموز يروى بعض المحتجزين لـ"مصر العربية"، ما تعرضوا له منذ هروبهم من سوريا جراء الحرب.
" عند خروجنا من سوريا لم نكن طامعين إلا بالأمان،  لم نفكر في الأموال أو شيء آخر، لا أحد يتصور قدر الخوف فى بلادنا"، هكذا بدأ سومر حديثه، 31 عاما_ متحفظا على ذكر اسمه الحقيقي خوفا من ملاحقته.
 
سومر فسر لغز انتهاء رحلتهم في الإسكندرية بدلا من أوربا بأن المهربين أجبروهم على النزول لجزيرة بالإسكندرية تحت تهديد أسلحة الكلاشنكوف،  فاستنجدوا بغفر السواحل، والذين بدورهم نقلوهم لمركز أبو قير ثم احتجزوا بقسم كرموز.
 
عملية نصب
يضيف سومر أنهم بدأوا إضرابًا عن الطعام لأنهم لا يعلمون ما مصيرهم موجهين منوها أن إضرابهم رسالة للمؤثرين الدوليين، للضغط على المفوضية السامية لشئون اللاجئين للاهتمام بقضيتهم، لأن شروط إعادة التوطين تنطبق عليهم بنسبة 100% - بحسب رأيه- .
 
وتابع :" نحن غير مسجلين فى المفوضية، وهو سبب فى عدم تدخلها، بحجة أننا لم يصل إلى مصر بطريقة شرعية، على الرغم من كون مصر لم تكن وجهتهم، ونسبة المسجلين من اللاجئين فى المفوضية 1% "، .
 
تركيا لم تكن هدف الفارين أيضا بل إنها مجرد بوابة عبور إلى إيطاليا كما يوضح سومر، مؤكدًا أنهم لا يميلون للنظام أو المعارضة على حد سواء لذلك كانت قضيتهم الأكبر هي الهروب من ويلات الحرب .
ويستكمل :" الطامة الكبرى أني تركت عائلتي في خطر بسوريا و دفعنا 6 آلاف دولار للمهربين، وفى النهاية أصبحنا محتجزين"
 
وعن أسباب هروبهم من سوريا بيّن أنهم مطلوبين للخدمة الإلزامية في جيش بشار الأسد، ولا يريدون التورط في الدم، أو قتل أهلهم وإخوانهم السوريين - بحسب وصفه -
 
الموت أفضل
ويؤكد أن القانون الدولي يحميهم من الترحيل إلى سوريا ، في حالة عدم تدخل المفوضية، ولكن هناك عدد منهم يفضل العودة لسوريا والقتل هناك في النهاية هناك عدد منهم بدأ التفكير في العودة لسوريا، ولو كانت النتيجة القتل بدلا من الاحتجاز في مصر  فالإعدام هو مصيرهم لو قبض عليهم من قبل النظام السوري -يضيف سومر -.
 
عمران جربان، أحد المحتجزين، يوضح أن معظمهم تدمرت منازلهم داخل سوريا، ودفعتهم ظروفهم المعيشية الصعبة للتوجه لتركيا  ومنها إلى أوربا للحصول على برامج إعادة التوطين  للاجئين.
 
وعن كواليس المدة التي قضوها بالبحر أشار إلى انههم عند وصولهم  للمياه الإقليمية التركية نقلوا إلى مركب الجرافة طاقمها مصرى، لتوصيلهم إلى إيطاليا، وبقوا فيها 5أيام، ومنها نقلوا إلى مركب آخر وبقوا بها  6 أيام أخرى، وفى النهاية وضعوا فى قوارب صغيرة وأمروهم بالنزول فى جزيرة مصرية بالإسكندرية.
 
يضيف عمران أنهم رفضوا النزول فى البداية، لكن طاقم السفينة حاول إلقائهم فى البحر، وهددوهم بالأسلحة واضطروا في النهاية  للنزول، وعقب وصولهم لمركز أبو قير بدأ التحقيق معهم فى 4 نوفمبر، من قبل النيابة العامة، التى أصدرت قرار بإخلاء سبيلهم، لكن الأمن الوطنى أمر بترحيلهم إلى سوريا ، وبالفعل رحل من يملك جواز سفر إليها ، وظل الباقين عالقين في  انتظار حل.
 
لا يرون الشمس

يعلق فراس الحاج، مسئول ملف الحقوق والحريات بالائتلاف السوري، أن المحتجزين لم يتركوا تركيا بشكل نظامي وبالتالي عندما صدر قرار بترحيلهم من قبل الأمن الوطني في مصر، لم يكن لديهم القدرة على الرجوع لتركيا، بالإضافة إلى أن تركيا رفضت استقبالهم، ولم يكن لديهم جوازات سفر تمكنهم من السفر لأي دولة .
 
ويضيف أن المحتجزين البالغ عددهم 71 سوري فلسطيني، و16 سوريا، أصيبوا بأمراض جلدية بسبب عدم تعرضهم لأشعة الشمس منذ 5 شهور بجانب تدهور حالتهم النفسية .
 
وحول نهاية الأزمة يشير إلى عدم وجود حل لوضعهم إلا بتدخل المفوضية السامية لشئون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية، محملا المفوضية مسئولية الأزمة كاملة، مفيدا بأن اتفاقية اللاجئين الموقعة عليها مصر، تنص المادة 31، فيها على حق أي دولة رفض استقبال اللاجئين فى حالة تشكيلهم خطر على الأمن القومي فيها، لكن فى المقابل المادتين 32، و33، تقول إن الدولة يجب أن تمنحهم مهلة كافية لهم لإيجاد دولة ثالثة تقبل استقبالهم.
 
ويؤكد أنه طبقًا للقرار الصادر من الأمم المتحدة فى 2012 رقم 42، المتعلق بالأزمة السورية اعتبر أن الحرب فى سوريا حرب أهلية، وبالتالى المحتجزون يعدون هاربين من نظام مسلح، وتحت حماية المفوضية ومن المفترض أن تتحرك لإيجاد دولة تقبل توطينهم فيها.