بقلم: د. عز الدين الكومي

كل شيء انكشف وبان وعلى عينك يا تاجر؛ محمد إبراهيم وزير الداخلية المقال ميوله إخوانية.. يعني من الآخر كده قيادي سابق بالجماعة الإرهابية.. والآن سيحل ضيفا على كل الفضائيات مع الرباعي الخرباوي والهلباوي ومختار نوح ومحمد حبيب، وبصفته قياديا سابقا ومن الخلايا النايمة هيكشف أساليب الجماعة في أخونة الدولة والتخابر مع جهات أجنبية والسيطرة على مفاصل البلاد.

وإن القيادي السابق الجديد الذي انضم حديثا لفريق القياديين السابقين له ميزات تميزه عن غيره على اعتبار أنه رسول سابق وأنه أحول وخبير أمني.
قالت صحيفة "اليوم السابع" الموالية للسلطة الانقلابية في مصر: إن قرار إقالة وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم جاء بعد أن تأكد المشير عبد الفتاح السيسي بشكل قاطع أن إبراهيم له ميول إخوانية.

وتابعت الصحيفة قولها "تحيط به الشكوك منذ توليه المسئولية في أوائل عام 2013 في حكومة هشام قنديل الإخوانية، ومنذ هذا التاريخ ونار الأسئلة مستعرة حول شخصيته وانتمائه السياسي، وعدم تمتعه بأي شهرة بين زملائه الضباط، والإجابة تصب معظمها في خانة أن الرجل إخواني الهوى، وأنه لولا تمتعه بهذا الشرط ما كان له أن يحمل حقيبة الوزارة السيادية في عهد الجماعة الإخوانية.

والطريف أن الوزير الأحول والرسول والقيادي السابق بجماعة إرهابية تم تعيينه نائبا لرئيس الوزراء وهو مازال إخواني الهوى!
لكل داءٍ دواءٌ يستطبّ به  ***  إلا الحماقة أعيت من يداويها
ولقد نجح الوزير الأحول في أنه قتل الإخوان وسفك دماءهم وفاء بالبيعة التي بايع عليها، كما أنه زودهم بالسلاح والخيرة وجعلهم يقتلون أنفسهم وجعل مرشد الجماعة يتواجد في أكثر من عشرين مكانا في ذات الوقت يقطع طريق قليوب ويحرق محطة قطارات قنا في أقصى الصعيد ويقتحم مركز شرطة العدوة في نفس الوقت وكان لابس طاقية الإخفاء.

والحقيقة أن القيادي السابق بالجماعة يؤمن بالحكمة القائلة "ليست العبرة بمن سبق ولكن العبرة بمن سفك"، فالرجل أكرم الجماعة التي ينتمي إليها بعدد من المجازر منذ وقوع الانقلاب العسكري المشئوم ليحقق الهتاف الدائم لأبناء الجماعة "والموت في سبيل الله أسمى أمانينا"، فقام بتحقيق كل أمنياتهم في الحرس والمنصة ورابعة والنهضة ورمسيس ومسجد الفتح وفي تسريباته وهو بين ضباطه ومريده كان يخفى ميوله الإخوانية؛ حيث قال إنه يقبل من يتعاطى المخدرات في كلية الشرطة من أقارب الضباط ولا يقبل من ينتمي للإخوان.
ويبدو أن الميول الإخوانية للأحول هي نفس الميول تقريبا عند قائد عصابة الانقلاب، فهما رسولان ووزيران في حكومة هشام قنديل الإخوانية، ويبدو أنهما انقلبا على الرئيس المنتخب لأنه لم يقم بأخونة الدولة فقررا هما أن يقوما بأخونتها على طريقتهما الخاصة؛ حيث زجّا بأبناء الجماعة في غياهب السجون والمعتقلات من خيرة شباب مصر من العلماء والمثقفين.
وأنا كغيري من أبناء الشعب الكادح الطافح الباحث عن الأنبوبة استأت كثيرا من استخفاف الصحيفة بعقول المصريين.. وإن كان الكثير من آكلات العشب من يصدق ذلك.
سابقا كنا نقول على كل رافضي الانقلاب "إخوان" حتى ولو كان رامي جان والآن كل من غضب عليه قائد الانقلاب صار من الإخوان، وبكره نسمع أن توفيق عكاشة من الإخوان وله ميول إخوانية كبيرة وأنه إخواني الهوى لأنه يجيد تزغيط البط.
من يتابع ملف الوزير الأحول والذي انقلب على الرئيس الشرعي على الرغم من القسم أمامه وعلى الدستور لكنه تآمر على الرئيس وعلى المحافظين وإفشالهم ومنعهم من دخول مقرات عملهم عبر البلطجية وهو الذي اعترف بهذا في أكثر من مناسبة.
وقبل يومين كشفت صحف وقنوات فضائية مصرية النقاب عن فضيحة مدوية لرئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب، تتمثل في خطاب يحمل عبارة "عاجل وسري للغاية"، وجهه إلى وزراء حكومته جميعا، يطلب فيه منهم اتخاذ كل الإجراءات لكشف العناصر الإخوانية النشطة والنائمة والمتعاطفين معهم داخل الوزارات المختلفة، وإبعادهم عن وظائفهم، تنفيذا لتوصيات لجنة إدارة الأزمات.
وقالت صحيفة "البوابة"، الأربعاء، إن "خطاب رئيس الوزراء المصري حدد عددا من النقاط والمهام التي يجب تنفيذها على وجه السرعة، لوقف تدفق المعلومات للجماعات الإرهابية من داخل المصالح الحكومية والقطاعات الحيوية، وتتمثل في تأهيل العناصر الأمنية داخل مؤسسات وقطاعات الدولة المختلفة، على اكتشاف الخلايا النائمة للجماعة، والعناصر المخربة، مع متابعة ورصد العناصر كثيرة التغيب عن العمل، وبحث أسباب منطقية الغياب، بالإضافة إلى تدريب عناصر غير أمنية على أعمال الأمن للتغلب على نقص الأفراد بالمنشآت، مع دراسة انتداب عناصر أمنية من الجهات التي لديها فائض في العمالة
وشدد الخطاب الممهور بتوقيع أمين عام مجلس الوزراء اللواء عمرو عبد المنعم على ضرورة تدريب أفراد الأمن بالمنشآت المختلفة على التعامل مع التقنيات الإلكترونية الحديثة، لضمان سرعة إنجاز المهام الموكولة إليهم، والتنبيه على جميع الوزراء بضرورة إعادة الفحص الأمني لكل العاملين بشكل دوري.
وأوصى الخطاب بأن تكون أسبقية الفحص للدرجات القيادية، و"استبعاد كل من يثبت انتماؤه أو تعاطفه مع الأفكار الإرهابية من هذه المناصب".
ويبدو أن أسم الأحول تم اكتشافه بعد خطاب رئيس وزراء الانقلاب وتم الإبلاغ عنه على الفور وإبعاده عن منصبه بعدما ظهرت ميوله الإخوانية ومن أجل ذلك تم تعيينه نائب محلب حتى يكون تحت المراقبة الأمنية.