شهدت الفترة السابقة مفاوضات من جانب الانقلاب مع الطلاب المعارضين للانقلاب العسكري داخل المعتقلات، لكن شباب الإخوان رفضوا هذا التفاوض فى حين قبل آخرون من قوى سياسية أخرى هذا التفاوض.
 
أكد الطلاب داخل المعتقل عرضًا مقدمًا من الانقلاب، بالخروج من السجون والعودة للجامعة مقابل التعهد بعدم المشاركة في المظاهرات والتوقيع على إقرار بذلك.
 
قال أحد الطلاب المعتقلين: إن الانقلاب يتبع نفس الأسلوب الرخيص الذي كان يحدث في الستينيات أيام حكم "جمال عبد الناصر"، مضيفًا "اكتب تأييدًا للنظام ومصالحة وتطلع.. مع اختيارات نوعيات معينة من المعتقلين لعرض الأمر عليهم.
 
قال "إبراهيم الزعفراني"  -: إن ابنه المعتقل كشف أن "الانقلابيين يوزعون ورقة على المسجونين لكي يتبرءوا من الإخوان والتعهد بالمحافظة على الأوضاع القائمة، وهذا تكرار لما حدث أيام الهالك "جمال عبد الناصر" حسب وصفه، حيث طلبوا من الإخوان المحبوسين كتابة ورقة صغيرة لتأييد عبد الناصر، وبدأت الفتنة والانقسام بين المسجونين، خاصة من كانت أسرهم تعيش ظروفًا صعبة
 
أوضح الزعفراني أنه تكرر ذلك مع من سموا التائبين من الجماعة الإسلامية والجهاد أيام حسني مبارك في التسعينيات، وكان لهم نفس المصير، مؤكدا أنه إذا تماسك الأحرار الثوار داخل السجن وخارجه وكذلك أسرهم وأهليهم في مواجهة هذه الفتنة الشيطانية فسوف يتجنبون الفرقة والصراع الداخلي، ويخرج المسجونين من سجنهم بإذن الله وقدره وحده، مرفوعي الرأس منتصرين على الانقلابيين والشيطان ومرضي عنهم من الرحمن.
 
وتابع الزعفراني: هذه الطريقة الخبيثة سماها الإخوان يومها "الزحلوقة"؛ لأنها بداية الانزلاق إلى الهاوية، مشيرا إلى أن هذه الفتنة تقترب من الجريمة التي اقترفت في رابعة والنهضة، فهي قتل معنوي يساوي القتل الجسدي.
 
لم يقتصر التفاوض على داخل السجون فقط؛ حيث اتبعت وزارة التعليم العالي هذا الأسلوب، واتضح ذلك من خلال تصريحات الدكتور السيد عبد الخالق -وزير التعليم العالي الانقلابي- بوزارة الانقلاب: إنه من الممكن التراجع عن قرار فصل الطلاب المشتركين في أعمال الشغب والتظاهرات داخل الحرم الجامعي، في حالة التوبة والتراجع عن أعمال العنف.
 
وأضاف -في تصريحات صحفية، خلال جولته بجامعة الإسكندرية- أن قرار الفصل هو فصل إداري يمكن التراجع عنه في حالة تعهد الطالب بالالتزام والابتعاد عن العنف، على أن يوقع تعهدًا بذلك بحضور ولي أمر الطالب، وفي حالة عدم الالتزام سوف يتم الفصل النهائي، وتحميل المفصولين تكلفة الأضرار المادية التي ألحقوها بمؤسسات ومباني الجامعة.
 
على الفور وبعد إعلان هذا القرار قال الدكتور جابر نصار -رئيس جامعة القاهرة المؤيد للانقلاب-: إن الجامعة وافقت على عودة الطلاب الذين قبلت تظلمات على قرارات فصلهم شريطة حضور ولي أمر الطالب، والتعهد كتابيًّا أمام رئيس الجامعة بعدم المشاركة في أي مظاهرات داخل الجامعة.