كارثة حقيقة تهديد ألاف الأفدنة من أجود الأراضى الزراعية بمراكز شمال الشرقية، وهى كفر صقر وأولاد صقر وصان الحجر والحسينية والإبراهيمية، بسبب عدم وصول مياه إلى أراضيهم الزراعية فضلا عن جفاف الترع والمجارى المائية المغذية لأراضيهم، مما يهدد ألاف الأفدنة بالبور، ولجوء البعض من المزارعين إلى الرى من مياه الصرف الصحى الأمر الذى يهدد بصحة المواطنين.
معاناة المزارعين فى القرى والعزب وتضررهم من عدم وصول المياه
نلتقى مع عدد من المزارعين بمركزى أولاد صقر كفر صقر والحسينية،لرصد معاناتهم على أرض الواقع ووصل صوتهم للمسئولين،ففى ناحية منشاة مبارك وبنى منصور مركز أولاد صقر، يسود الغضب والحزن بين أهالى تلك القرى لعدم وصول مياه الرى إلى أراضيهم والتى تقدر بحوالى 600 فدان من أجواد الأراضى الزراعية .
أحد المزارعين بمنشاة مبارك بأولاد صقر 600 فدان بارت لعدم وصول مياه الرى
وقال “عبد الله حسن عبد الهادى “من أهالى منشاة مبارك،أن مياه الرى لم تصل إلى أراضيهم منذ شهرين، مما تسبب ترك الفلاحين الأراضى بور، وفضلا عن موت مشاتل الأرز التى بادر عدد من الأهالى بزراعتها، ظنا منهم بوصول المياه قريبا إلى الأراضى،كما وعدهم المسئولين، وأن الأهالى بالناحية طرقوا جميع أبواب المسئولين الزراعيين من أجل وضع حل لمشكلتهم،لكن دون جدى، فقام الأهالى بترك الأراضى بور .
وقال “محمد سلامة” أن أغلب الفلاحين يلجاءون إلى الرى من مياه الصرف الصحى، وأن العديد من أهالى القرية مصابون بالبلهارسيا والفشل الكلوى وأن قريتهم “منشاة مبارك ” لا حد من المسئولين يعرف عنهم شئ،وفى حالة حدوث حرائق بالقرية لن ينجدهم أحد ويعتمد الأهالى على جهودهم لتجاهل المسئولين لمشاكلهم فيما أضاف “محمد صلاح ” أنه وعدد من زملاءه ليس لديهم أى دخل،سوء العمل اليومى على مجاميع السواقى بأولاد صقر، وأن عدم وصول مياه الرى إليها، تسبب فى وقف حالهم لعدة أيام،وأنهم عمال يومية ليس لديهم دخل ثانى يعتمدون عليه فى توفير متطالبتهم اليومية .
ممثل الفلاحين بأولاد صقر الأهالى تركوا الأراضى بور لعدم قدرتهم على توفير المياه
وأضاف “سالم سلامة ” من أولاد صقر،أن أغلب الأهالى فى قرية بنى عبس،تركوا أراضيهم الزراعية،بور بسبب عدم وصول مياه الرى إلى الأراضى، وأن هذا يهدد بمصدر رزقهم لأن اغلب الأهالى يعملون بالفلاحة ويعتمدون على بيع محصول الأرز من أجل توفير احتياجات أبناءهم،أثناء دخول الدراسة . أحد المزارعين بمركز كفر صقر الترع تحولت إلى مقالب قمامة بعد جفافها من المياه وقال “محمود محمد ” أحد الفلاحين من مركز كفر صقر، أن الترع جافة من المياه حيث تحولت إلى مقالب للقمامة الأمر الذى يهدد آلاف الأفدنة بقرى القضاة والحصاينة والعزازية وأم زغيب بالبوار،والعديد من الأهالى يسهرون طوال الليل من اجل تحصيل كمية من المياة لرى أراضيهم.
المزارعين بمركز الحسينية أجبروا على الرى من الماكينات الارتوازية بمبالغ باهظة
وقال “صلاح رسلان” من الفلاحين بمركز الحسينية، أن الأهالى أجبروا على استخدام الماكينات الارتوازية التى تكلفهم مبالغ مالية باهظة، إضافة إلى طول فترة المناوبات فى الرى وعدم تطهير الترع والمصارف ولجوئهم إلى مياه الصرف الصحى لرى أراضيهم العطشانة.
فيما لجاء العديد من الفلاحين بناحية صان الحجر،إلى استخدام مياه الصرف الصحى فى رى الأراضى الزراعية، وخاصة بعد قيام أغلبهم بشتل محصول الأرض،ووجدوا نفسهم فى مأزق بعد جف مياه الترع،ويقول “عادل عوض ” مزارع أن الفلاحين مهدور حقهم، ولم يجدوا من يدافع عنهم،وأن أغلبهم مهدد بالحبس، لوجود مبالغ مالية عليهم، ويعتمدون على محصول الأرز فى الصيف، وبيعه وسداد ما عليهم من مبالغ مالية بسبب تكاليف الحياة .
الزرع والبهايم ماتت من قلت الميه ووزارة الزراعة تستعين بالشرطة لحل الخلافات مع الفلاحين و"الرى" تعلق شماعة فشل المنظومة على الأرز
"الأرض ناشفا والزرع مات والبهايم عطشانة".. ذلك هو حال فلاحين 3 مراكز بالشرقية يشيعون أكثر من نصف مليون فدان من الأرضى الزراعية، لتتفاقم الأزمة وتصل إلى المشاجرات والاشتباكات بين المزارعين وبعضهم، للخلاف على المناوبات والحصول على قطرة مياه، ليصبح المسئولين فى مديرتى الرى والزراعة متفرغين لعقد جلسات عرفية لحقن الدماء، ونقيب الفلاحين يؤكد استخدام مصطلح زيادة مساحات الأرز عن المحدد سبب الازمة هو "شماعة " يلجأون اليها للخروج من المأزق الاهمال والتقصير.
المزراعون يتشاجرون على مياه الرى
شهدت الترع الرئيسية بالمحافظة " ترعة بحر مويس وترعة الصوفية وترعة السلام وترعة السماعنة وترعة المناجاة"، وكذا على المصارف الرئيسية مثل مصرف بحر فاقوس ومصرف بحر صفط ومصرف بحر حادوس ومصرف المشرع ومصرف رمسيس ومصرف سهل الحسينية، انخفاض شديد خلال الاسابيع الماضية.
الأمر الذى سبب مأساة ومعاناة شديدة يعيشها الآلاف من أهالى مراكز المحافظة وبالأخص فى " (الحسينية، )صان الحجر، أولاد صقر " هما الأكثر ضرر، من أزمة ضعف مياه الرى لوقوعهم على نهايات تلك الترع، بمجرد دخولك تلك المراكز التى كانت الأشهر على مستوى الجمهورية بأراضيهم الزراعية الخصبة ومحاصيلها الجيدة، تجد الجفاف والبؤس والحزن على وجوه الفلاحين.
ففى مركز صان الحجر، يقول محمد أنور البلاسى، " احنا الفلاحين بنعزى نفسنا "، يؤكد احنا فى مأساة فأنا أرضى مزروعة خضار ومش لاقى مياه، فالرى كان كل اسبوع فى السابق، اصبح كل 15 أو 20 يوم والزرع بيموت"، ويكمل مزارع آخر يدعى على حسين سالم، انى ارضى انا واشقائى مهددة بالبوار، فالمهندس يفتح المناوبة اول ما توصل المياة لاخر المسقى قفلها عشان مفيش مياه بالاضافة انها عالية الملوحة جدا وصفا ايها انها مثل " بمياه المش " تعبيرا عن زيادة ملوحتها، واحنا على بعد اكثر من 3 كيلو من البوابة حتى يوم الرى مش بنشوف المياه، ويضيف محمد متولى سلامة، أن محصولى تلف كلة، و" البهايم " التى نعيش من لبنها مش لاقيين نشربها بتموت.
وفى مركز الحسينية يؤكد المزارعين، أن منسوب المياه فى ترعتى الاخيوة والسماعنة، انخفض جدا وجفت، لتصاب الاراضى بالجفاف الامر الذى، فيما شكا اهالى منشأة ابوعمر، ايضا من الاهمال وتعطل مواتير فى نهاية الجندل السلفى، "يعنى مفيش مياة وأن وجدت بيقى المواتير عطلانة "