تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لفلاحة بسيطة بإحدى قرى مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية تستصرخ المسؤولين أن ينقذوا أرضها من البوار، بينما التف حولها عشرات المزارعين، شاكين من انقطاع مياه الري عن أراضيهم، من أول شهر مايو الجاري، قائلين: "حسبنا الله ونعم الوكيل".


وصرخت المرأة: "أنا سيدة أرملة، وعندي خمسة أبناء.. الأرض بارت، وشتلات الأرز تلفت.. أعمل إيه بأولادي.. أنا عايزة حد يسمعني.. أولادي يأكلون من أين؟ ويشربون من أين؟ أروح بأولادي فين، والجمعية (الزراعية) لها عليّ ديون.. الأرض بارت.. وأعمل إيه بأولادي؟ ولا أروح لمين؟ وأعمل إيه دلوقتي؟".


وأردفت: "أنا هاين عليَّ أولع في نفسي.. عليك العوض، ومنك العوض، يا رب".


وأضافت: "كنت أعيش على شوية أرز.. يأكل أولادي، ويشربون، ويلبسون منها"، فيما صرخ مزارع كبير السن: "أغيثونا يا ناس.. لا مياه ري، ولا أرز، ولا لاقيين مياه شرب".


وتابعت: "مياه الري من يوم 1 مايو ما جاتش.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. لقد مِتنا".


وتفاقمت أزمة نقص مياه الري التي تصل إلى الأراضي الزراعية، وضربت آلاف الأفدنة بمحافظات مصر المختلفة، خلال الأيام والساعات الأخيرة، وذرف آلاف الفلاحين والمزارعين البسطاء الدمع، وهم يبكون حالهم، مناشدين توصيل المياه إلى أراضيهم.


وشكا الآلاف من المزارعين في دلتا مصر، وخاصة محافظات البحيرة والدقهلية والشرقية والمنوفية، من ارتفاع معدلات نقص مياه الري، التي تؤثر على محاصيلهم، وجفاف عشرات الترع والمساقي خلال الفترة الماضية.


واضطرت الحكومة إلى الاعتراف بالأزمة، وصرح مسؤولوها بأن كارثة تنتظر مصر، خلال الأيام والشهور المقبلة؛ نتيجة نقص مياه الري، غير مبرئين سد "النهضة" الإثيوبي من المسؤولية عن الأزمة.


وحذر خبراء من أن نقص مياه الري سوف يصيب ثلاثة ملايين فدان هذا الصيف، يعيش عليها قرابة 12مليون مصري، داعين إلى إحياء صندوق مواجهة الكوارث الذي شهد ذروة نشاطه في عهد الرئيس محمد مرسي، وإسقاط ضرائب الأراضي وأقساط مشروعات الري ومطالبات البنوك عن الفلاحين، هذا العام.

 

شاهد :