نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن بعض الأساطير الخاطئة المتعلقة بتكنولوجيا القرن الحادي والعشرين والتي أصبحت راسخة في عقول الكثير من المستخدمين.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الأسطورة غالبا ما تظهر عند منح كائن أو موضوع ما صفات استثنائية، كما أنها تفتقر إلى أي أساس موضوعي. لكن سرعان ما تصبح الحقيقة المفترضة اعتقادا سائدا دون أن يتم التساؤل عن مدى صحتها.

وأوضحت الصحيفة أنه، في الوقت الراهن، يربط الكثير من الأشخاص التكنولوجيا بخصائص غير اعتيادية. في المقابل، وبعيدا عن هذه الصفات، يسمح الواقع والوقت بالنظر من منظور آخر إلى الحقائق وإزالة الغموض عنها بالاعتماد على حجج متباينة تم تحليلها من قبل بعض الخبراء.

وبينت الصحيفة، أولا، أن هناك من يعتقد أنه كلما كان مقياس الميغابيكسل في الكاميرا أعلى، تصبح الصورة أكثر دقة ووضوحا.

 

وقد اعتاد الكثيرون التركيز على هذا المؤشر عند شراء هذه الأجهزة. مع ذلك، علينا الأخذ بعين الاعتبار أن جودة الكاميرا لا تقاس بعدد وحدات الميغابيكسل، نظرا لتداخل العديد من العوامل الأخرى التي تكون أكثر أهمية، مثل مقدار الضوء الذي يلتقطه مستشعر الكاميرا، واللون، ومدى قدرة الجهاز على ضغط الصور.

نتيجة لذلك، إذا كانت الكاميرا تتضمن مستشعرا عريض النطاق، فستكون البيكسلات أكبر حجما مما يتيح فرصة التقاط الضوء بشكل أفضل، ويساعد على تحسين جودة الصورة.

 

أما بالنسبة لكاميرات الهواتف الذكية، فعادة ما تكون المستشعرات ذات نطاق أضيق، لذلك، فإن احتواء الكاميرا على أكبر عدد من البيكسلات يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية ويحدث ضوضاء في الصورة.

وأوردت الصحيفة، ثانيا، أن الاعتقاد بأن إشارات الشبكة التي تظهر في أعلى شاشة الهاتف المحمول هي أساس ضمان التغطية الجيدة للمكالمات الهاتفية أو الحاسوب اللوحي، يعد أمرا خاطئا تماما.

 

فاكتمال علامات إشارات الشبكة في الهاتف لا تشير سوى إلى مدى قرب الجهاز من برج الإرسال. لذلك، من المهم أن نعلم أن إشارات الشبكة ليس لها أية علاقة بجودة التغطية أو المكالمات التي قد تعود إلى عوامل أخرى، مثل ارتفاع الطلب على الخدمات الموجودة على الشبكة في وقت معين.


اقرا أيضا : أبل تكشف عن إصدارها سماعات جديدة "مضادة للضوضاء"


وأضافت الصحيفة، ثالثا، أن الاعتقاد بأن أجهزة ماك وآي فون وآي باد تتمتع بالحصانة ضد الفيروسات، يفتقر للصحة.

 

في الحقيقة، تعتبر أجهزة شركة آبل معرضة حتما للتأثيرات غير المرغوب فيها للفيروسات. فقد أثبتت التجارب أن نظام التشغيل ماك أوس كان أيضا ضحية للهجمات الإلكترونية.

ونظرا إلى أن معظم الشركات تستخدم نظام ويندوز أو لينيكس، فإنها عادة ما تكون الأنظمة الأكثر تأثرا بالهجمات الفيروسية.

 

وبالتالي، فإن أجهزة ماك هي بلا شك أكثر أمانًا من أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز.

وأبرزت الصحيفة، رابعا، أنه هناك من يرى أنه لا يجب شحن الهاتف المحمول إلا عندما تنفذ البطارية تماما.

 

فمن المعلوم أنه بالنسبة للهواتف المحمولة القديمة التي كانت تحتوي على بطاريات النيكل والكادميوم، كان من الضروري الانتظار حتى تنفذ تماما، وإلا ستتراجع فعالية البطارية. لكن، لا يوجد أي مانع أو ضرر من وضع هاتفك في الشحن قبل أن ينفذ شحنه بالكامل.

وذكرت الصحيفة أنه مع ظهور بطاريات ليثيوم-أيون، المدمجة في معظم الهواتف الحالية، يمكنك شحن بطارية الهاتف عندما يكون ذلك مناسبا وفي أي وقت، دون أي تأثير على عمر البطارية.

 

أما إذا كنت ترغب في إطالة عمر بطاريتك، فيمكنك الاعتماد على جملة من الحيل، على غرار وضعها في الثلاجة، لأن البرودة تعمل كموصل يربط بين القطبين، ويجعل مرور الإلكترونات أكثر كفاءة، مما يساهم في إطالة عمرها. وبإمكانك أيضا توليد طاقة كهربائية ساكنة من خلال فرك البطارية بقطعة قماش.


اقرا أيضا : صحيفة ألمانية: لماذا تعتبر حماية البيانات موضوع العصر؟


وأبرزت الصحيفة، خامسا، أن الاعتقاد بأنه كلما زاد عدد الميغاوات تتحسن جودة الاتصال بالإنترنت، لا يمت للواقع بصلة.

 

فغالبا ما تبيع لنا الشركات مودمات بسرعة 100 ميغابايت أو 200 ميغابايت باعتبارها الحل السحري لضمان سرعة اتصال الإنترنت. وهو أمر نكتشف حقيقته في الوقت الذي يتم فيه تحميل صفحة الويب أو نقوم بتحميل مقطع فيديو.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في حال تحسنت نوعية تصفح الإنترنت، فيجب الحديث عن الكمون أكثر من السرعة.

 

والمقصود بالكمون هو الوقت الذي يستغرقه وصول عنوان أي بي من الخادم إلى جهاز الكمبيوتر. ومع ذلك، قد يتأثر الكمون بعوامل أخرى من قبيل التكنولوجيا التي تتيح الوصول إلى الإنترنت، أي خط الاشتراك الرقمي غير المتماثل أو المسافة بين النقطتين اللتين تريدان الاتصال بينهما، فضلا عن طاقة استيعاب الجهاز المتصل.