على موقع التواصل الاجتماعي للتغريدات القصيرة "تويتر" اختار الشاب إسلام بدر، 23 عاما، نجل الصحفي المعتقل بسجون الانقلاب بدر محمد بدر رئيس تحرير "الأسرة العربية" السابق، والنائبة السابقة ببرلمان الثورة عزة الجرف، أن يروى في نحو 43 تغريدة على حسابه شهادته عما حدث له بشكل رئيسي ولآخرين في يوم مجزرة الحرس الجمهوري في 8 يوليو 2013.
وتحدث "بدر" المهاجر إلى تركيا حاليا، عن فظاعات ارتكبتها ميلشيات الانقلاب، بإراقة دماء الأبرياء الساجدين، دون رأفة أو رحمة، كما سجل أنهم بلا أخلاق، ولصوص تعمدوا سرقتهم وسرقة الخيم التي كانت موجودة والتي تخص المعتصمين أمام باب النادي العسكري والمناطق المحيطة بامتداد شارع صلاح سالم وشارع الطيران ثم قسموها على بعضهم البعض.
وسجل أيضا ملامح غياب الوعي التي كانت غالبة في ذلك الوقت إلا عن القليل من رحمة الله كانوا سببا في وصوله إلى بيته بعدما بحث والداه عنه في المستشفيات والعيادات الخاصة.
وتحت عنوان "توثيقي لمجزرة الحرس الجمهوري"، بدأ إسلام بدر من وصف المشاهد الأولى للخيانة والغدر بالمصلين أثناء صلاة الفجر.
وقال "دلوقتي المنصة كانت (عربية نص نقل) بتقيم صلاة الفجر وأغلب الناس مستعدة ووقفة للقبلة وشنا لشارع الطيران وظهرنا لنادي الحرس وعدد النساء كان كبير.. كان لسة في ناس في الجراش اللي اتعمل حمامات وميضة مستنيين أدوارهم علشان يلحقوا صلاة الفجر وناس لسه نايمة وناس لسه بتفوق نفسها، بدأنا صلاة والأجواء كانت جميلة جداً والناس كلها متأثرة بالصلاة والركعة الأولى خلصت والإمام بدأ في الركعة التانية (بداية المجزرة)
وأضاف "أول م الإمام ركع سمعنا صوت استغاثة الثوار وقت الخطر (تخبيط ع الحديد والعمدان) قبلها بيوم كان حصل كذا استغاثة وماطلعش فيه حاجة، المهم صوت الاستغاثة كان جي من ناحية مسجد الجمعية الشرعية والإمام قام من الركوع وبدأ ف دعاء القنوت والناس حست إن الموضوع مش عادي".
وتابع "الناس بدأت تكَبَّر وتسقف علشان الإمام ينهي الدعاء ونكمل الصلاة وبالفعل خد باله وكمل الصلاة بسرعة والناس كلها جريت اتجاه الاستغاثة، العدد ماكنش كبير أوي علشان معظم الناس كانت بتروح تبات ف رابعة ما عدا اللي كان عنده خيمة في الحرس، فأي حد كان ممكن بسهولة يبقى ف الصف الأول".
وأردف "محدش خالص وقتها كان متوقع إن الغدر كان ممكن يكون بالشكل ده، لإنه كان بقالنا ٣ أيام هناك بسلمية مُطلقة، يعتبر مكنش في تأمين لدرجة إني وقفت حوالي دقيقتين بدور ومش لاقي طوب!! وبدأنا بسرعة ناخد م الرصيف والخطر لسه ماظهرش".

داخلية وجيش
وعن مشاهداته الأولى للمهاجمين حدد أنهم قوات مشتركة من الجيش والداخلية التابعين للإنقلاب وقال "النور كان ضلمة وصعب تشوف حاجة من بعيد وفجأة لقينا بلطجية الداخلية ومعهاهم جنود م الجيش جايين ناحيتنا ف وسط مدرعات كتيرة، كان أول مرة ف حياتي أشوف المشهد ده، وكنت لوحدي ومفيش حوليا أي حد أعرفه، ضربوا علينا أول قنبلة غاز (مكنتش شميته قبل كده وفاكره مجرد دخان) جريت عليها لقيت نفسي اتكتم وجلدي بيحرقني وجسمي خلاص بيستسلم للوقوع، حاجة جاتلي ف نفسي "ماتستسلمش إنت أقوى منهم".. والغاز كان كثيف جداً وشديد أوي والناس عمالة ترمي عليهم طوب بس مابيوصلش، اتخنقت فـ دخلت بسرعة شارع جانبي سمعت صوت قرآن جي من عمارة، طلعت سلم وفتحت الباب بسرعة لقيتها زاوية صغيرة فيها 6 لسه بيصلوا الفجر، ﺩﺧﻞ ﻭﺭﺍﻳﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﺮﺿﻪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺨﻨﻮﻗﻴﻦ ﻡ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﻗﻌﺪﻧﺎ في ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭﺧﺮﺟﻨﺎ ﺗﺎﻧﻲ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻋﻠﺸﺎﻥ ﻧﺤﺎﻭﻝ ﻧﺼﺪ ﺍﻟﺨﻄﺮ".

محاولات الإسعاف
وكشف إسلام عن محاولته المساعدة فيما يعرفه ومن ذلك استخدام أدوات تخفف ما يعانيه المعتصمون من آثار إطلاق النار والدخان الخانق.
وقال "كنا عارفين إن البيبسي بيساعد ف الحماية م الغاز فلقيت محل واشتريت كنزين ومكنتش بعرف أرمي طوب لبعيد فقررت أحاول أحط بيبسي للناس اللي واقفة قدام، رجعت تاني للشارع الرئيسي لقيت جنود الجيش والداخلية قربوا جداً والناس متحامية جنب سور مبنى فضلت أحط بيبسي على وشوش الناس لحد ما خلص".
وتعجب "بدر" مما رآه فأضاف "فجأة بدأت أشوف دم وإصابات (ساعتها ماكنتش مستوعب إن جنود الجيش اللي منهم إخواتنا والداخلية اللي المفروض يحمونا بيقتلونا كنت صغير وقتها وعندي 16 سنة) وكانت أول مرة فـ حياتي أشوف ناس بتتقتل قدام عيني ومكنتش مدرك حجم الخطر، واقف فوسط الشارع مش قادر أستوعب اللي بيحصل كل لحظة حد بيقع والناس تجري تشيله وترجعه ورا، وقتها ماكنتش عارف أفرق بين صوت ضرب الغاز والرصاص الحي والخرطوش، صعبت عليا نفسي إني أموت ومصحفي سايبه ف الخيمة، فقررت أرجع أجيبه، ببص ورا لقيت في غاز ونفس اللي بيحصل ناحيتنا بيحصل ناحية مخرج النفق ساعتها عرفت إننا متحاصرين، نفسي صعبت عليا أوي لإني كنت عارف إن الناحية التانية دي مليانة نساء وأطفال وبرغم كدة الضرب عليهم كان مريب، جنود الجيش والداخلية بدأوا يضربوا رصاص حي مباشر على المدنيين وبدأنا نسمع تحذيرات إن فيه قناصة وبدأت أشوف إصابات غريبة، كل واحد كان بيتاحاما ف أقرب سور يعرف يوصله وماحدش ساعتها كان يقدر يمشي ف وسط الشارع، وكان فيه صندوق كهربا كبير فوقفت وراه".

ألا إن نصر قريب
ومن أبرز المشاهد واكثرها تأثيرا التي رآها كانت لسيدة تصر على ترديد قول الله عزوجل "ألا إن نصر الله قريب" ترفض التراجع وأنه حاول إرجاعها خوفا عليها ولكنها مضت تتحمل الضرب واختفت..
وقال "الشارع ف الوسط كان فاضي وفجأة لقيت ست كبيرة جاية ف وسط الشارع ورافعة علم مصر وبتردد بصوت عالي "ألا إن نصر الله قريب"، ماكنتش بتقول غيرها بصتلي وهي بتكمل بثبات، حاولت أخليها ترجع.. لكن هي كملت ف وسط الشارع بدون خوف ناحيتهم، جاتلي الجرأة ف جريت وراها بقولها استني ارجعي، فلقيت نفسي مكشوف جداً لجنود الجيش والداخلية، هي كانت أقوى مني كملت وأنا رجعت تاني ورا الصندوق عمال ابص عليها، الأم الكبيرة فضلت تردد بعلم مصر "ألا إن نصر الله قريب" لحد ماوصلت للجنود، نفسي عمالة تتقطع وانا شايفها فوسطهم.. ضربوها بالعصيان واختفت، مش عارف كان مصيرها الموت ولا سبوها تعدي، والموقف بتاعها ده ما زال بيأثر فيا إلى الآن، خلاص الجنود قربوا جداً ومش عارف أعمل إيه، ببص ف خيمة ورايا على طول لقيت فيها 4 نايمين.. صحتهم بسرعة قاموا ع الصوت مزعورين وجريوا، ببص على شنطة جنبي لقيت مصحف أخدته بسرعة وفتحته على سورة الكهف وقعدت أردد "إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى"،

ساعة إصابته
وعن مشاعره والجنود يقتربون منه قال "الجنود قربولي جداً ومابقاش فاصل بيننا غير صندوق الكهربا وهما بيتقدموا ناحيتي فرميت طوبة ماجتش عليهم فقربت ورميت طوبة تانية من فوق الصندوق وفجأة وقعت، بدأت أنزف ومش عارف أنا اتضربت بإيه وقتها ماكنتش فاهم يعني إيه خرطوش أو حي بس كنت مستغرب جداً إني لسة عايش، وقعت ع الأرض ورا صندوق الكهربا وقررت إني مش هتحرك وهستنى مصيري.. بعد ثواني بقيت ف وسط الجنود المجرمين، وهما بيعدوا عليا كانوا بيشتموا أقبح الشتايم فيهم اللي ضربني بالعصيان وفيهم اللي داس على راسي وفيهم اللي اعتبرني حتة من الأرض يجوز المشي عليها، كنت بتألم من غير صوت بس ربنا كان مهون عليا لدرجة صعب وصفها بعد حوالي خمس دقايق الجنود عدوا من عليا وكملوا ناحية بوابة الحرس، الفترة اللي فضلت واقع فيها ع الأرض بعد ماتضربت بالخرطوش كانت حوالي ساعة عدت عليا كأنها سنة، عمال أفتكر أعمالي وصحابي وماما وبابا واخواتي.
وأضاف في هذه اللحظة "موبايلي عمال يرن بابا وماما وصحابي، كنت مخصص نغمة لكل فئة فـ مرة يرن ويقول "فمن للأمة الغرقا إذا كنا الغريقين" ومرة "طول عمرها بتضحي عشانا" ومرة تانية "كل ليل آخره نهار" وماقدرش أرد، صوت الرصاص كان كثيف جداً، حسيت لوهلة إني بحلم والناس دي كلها هترجع تنام تاني والجنود يروحوا وعمال أصحي نفسي بس صاحي، حسيت كمان إننا ف غارة صهيونية أو ف حرب عالمية وفجأة سمعت ورايا صوت صاعق كهربي بيقرب بوضوح وكإن حد بيضربه فـ ناس واقعة قبلي وجهزت نفسي إن دوري جي، فجأة سمعت جندي دخل الخيمة اللي كنت واقع وراها بيقول: وكمان معاكوا ترمس يا…… وف نفس اللحظة اتضربت بالصاعق فـ ضهري، اترعشت رعشة لا إرادية غريبة وسمعت اللي جنبه بيقول: إديله واحدة تانية خليه يروح لامه ولقيته حط الإلكترك فـ ضهري تاني وانا شبه بفقد الوعي.

عودة الوعي
وتناول إسلام بدر ما حدث معه لاحقا فقال: طقلبي بدأ يدق بسرعة جدً وعيني بتزعلل ومن الرعشة المُصحف اترمى من إيدي والشبشب اتخلع من رجلي وفقدت الوعي لمدة دقايق وافتكرت اني مت خلاص وفجأة فقت لقتني لسة واقع ع الأرض والشمس بدأت تطلع، حسيت بعدها بـ ٣ جنود واقفين عندي وبيتكلموا عليا: ده نايم ده ولا إيه؟!! شكله مصاب، أمسكه كده… وانا مغمض وعمال أسأل ربنا حسن التصرف، واحد فيهم مسكني من رقبتي وانا مخضوض عمال أقولهم أنا مصاب أنا مصاب وانطق الشهادتين بصوت عالي، لقيتهم بيقولوا: هو احنا كفرة، ضرب وإهانة وشتايم وانا مفزوع من اعتبارهم نطقي للشهادة إتهام ليهم بالكفر (ده كان أول تاعمل مُباشر مع الفِئة المُغيبة المجرمة دي)، سلموني لعسكري داخلية مسكني من رقبتي وانا حافي والدم باين على هدومي ومش قادر أمشي راح فتشني وسرق الموبايل والفلوس وكل اللي ف جيبي، خدني معاه ف وسط الشارع فتحت عيني لمدة ثواني لقيت الأرض مليانة دم وشهداء ماحدش سائل فيهم من ساعتين، كانوا بياخدوا المصابين يعتقلوهم ويسيبوا الباقي، وداني عند عربية ترحيلات لونها بيج والظابط جه فتحها وزقني جواها، كانت أشبه بعلبة التونة مليانة ناس ع الآخر مصابين وسُلام.

بلا رحمة
وأكمل إسلام بدر مشاهد صلف الجنود وانتزاع الرحمة من قلوبهم "جوا عربية الترحيلات كنا حوالي 50 شخص أو أكتر قاعدين فوق بعض ومافيش تهوية والجو كتمة وبدأنا نتخنق، وكان مسجد الجمعية الشرعية مُحاصر ولسة سامعين استغاثات ودعاء مِن جواه، كان معانا راجل كبير واخد خرطوش وعينه متصفية وعضمه مكسر م الضرب وعمال يقول بصوت عالي "إسعاف هموت"
وأضاف "نادينا الظابط وقلناله في واحد بيموت، راح جه وقاله باستهزاء: ربنا يرحمك هتموت شهيد، فضلنا نبص لبعض واحنا مخضوضين والراجل بكي وفضل يحسبن، جوا عربية الترحيلات كان في واحد جاله صرع وواحد راسه مشقوقة بالسكينة اللي بتبقى ف ضهر السلاح وواحد واخد حي ف رجله.

مبنى "الجوية"
وأضاف "بدر" أنهم بقول في عربية الترحيلات حوالي ساعة "وماكانوش عارفين يودونا فين، العربية قعدت تلف لحد ما دخلونا مبنى القوات الجوية اللي لازق ف نادي الحرس (وكان في أكتر من ٧ عربيات ترحيلات مليانة مُصابين ومعتقلين)، نزلونا ف منبى القوات الجوية قعدونا زي أسرى الحرب قسمونا 4 مجموعات كل مجموعة عددها حوالي 150 شخص وحولينا جنود جيش، كان معتقل معانا دكاترة قعدوا يطالبوا بمحاولة علاج المصابين وبالفعل بدأوا يخيطوا الجروح للناس وهما صاحيين من غير بينج، واحنا ف مبنى القوات الجوية الناس بدئت تهتف تاني (حا شي أمريكا بتمشيه) ولما يدخل علينا معتقل كنا بنهتف (مرحب مرحب بالثوار مرحب محرب بلأحرار) حاولنا نغير الأجواء من خوف وضعف وألم لصبر وصمود وعِزة، الأجواء جوا مبنى القوات الجوية بقت مُلهبة والروح فيها كانت عالية جداً والمعتقلين ماكانوش خايفين وكل اللي عنده خاطرة كان بيقولها بصوت عالي، واحد مننا وقف وقال: " أنا عارفك يا لوا حسام كنت بتيجي عندنا أيام مبارك، حط عيني ف عينك لإن نفس الوقفة دي هقفها قدامك يوم القيامة… ".
وأضاف "وواحد تاني وقف وقعد يصرخ وبيبكي بأعلى صوته: " ليه؟!! ده احنا اخواتكو.. موتوا النساء ليه؟!! والأطفال؟!! يااااارب ياااااارب "، وواحد تاني قعد يدعى بحرقة وأبكى الناس كلها " اللهم خذ منا ما يرضيك عنا.. اللهم إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي ".
وعن ثالث قال "وقف واحد تاني صوته في القرآن روعة وبدأ يقرأ سورة محمد بأعلى صوته… وكأني أول مرة أسمعها، الجو الإيماني للمعتقلين ساعتها كان ف قمته.

تقسيم "الغنائم"
وعن سلوكهم الاخلاقي المفضوح أشار إلى أنهم "بدأوا يدخلوا شنط ومتعلقات المعتصمين اللي سرقوها ووزعوها على نفسهم، ساعتها كنت لسه حافي والشمس حامية والأرض بتلسع، فـ واحد من المعتقلين قعد يتحايل عليهم عشان يجيبولي شبشب وجابولي شبشب مليان دم ألبسه، بدأت فجأة أبكي غصب عني كنت فاكر إن كل اصحابي ماتوا وإن أنا الوحيد اللي لسة عايش، بعد الظهر الشمس كانت قاسية جداً وبقلنا حوالي 6 ساعات من غير ضلة، بدأنا نتعب وطلبنا كذا مرة نتنقل ف الضل راح جه ظابط وقالنا بتكبر واحتقار، "قدمكوا حلين إما تروحوا هنا (عربيات ترحيلات الشرطة) أو نرشكوا بدول (عربيات المطافي) والناس ردت بالهتاف "على جثتنا…على جثتنا" (وقتها مكنتش مستوعب الموقف بنسبة كبيرة)
وأضاف "وبعد حوالي 10 ساعات قضناهم ف الشمس، جه ضابط وأخد كل اللي أقل من 17 سنة والمسنين وصورونا فيديو وقعدوا يهددونا علشان مانروحش رابعة تاني، وخرجونا الساعة 3 العصر وسابونا ف الشارع بعد م سرقوا كل اللي فجيبنا.."

موعد العودة
وأكمل "استلفت بالعافية ۱۰ جنيه عشان أعرف أروح، ومكنتش عارف أنا ممكن أروح إزاي أصلاً، ركبت أتوبيس نقل عام كل اللي فيه قعدوا يشتموني وواحد قاللي "انت لو ابني كنت قتلتك" وبدأوا يمدوا إيدهم عليا ويقولوا للسواق اقف ياسطا نزله هنا ده إخواني مجرم (كان عندي وقتها ۱٦ سنة)
وعن غياب الوعي الذي صنعه إعلام الانقلاب قال "بدر": "واشتغلت اسطوانة بتنزلوا عشان مرسي وهو احنا كفرة، لولا الكُمسري كان طيب شوية كانوا عملوا فيا حاجة أو موتوني، كمية غِل غريبة جداً.. نزلت ف رمسيس وكل م أسأل حد عن ميكروباصات منطقتي يفتكرني شحات أو يخاف مني فكنت بنقي الملتحين، لحد ماعرفت مكانها وركبت وروحت..
وواصل "وصلت البيت الساعة أربعة وبابا ماكانش مصدق إني عايش لما كلمته في التليفون، أهلي دوروا عليا فـ الأقسام والمستشفيات وفقوائم الشهداء وفـ الشوارع المُحيطة وفـ مباني أمن الدولة وكانوا افتكروني مُت، لدرجة إني يومها قولتله "إزيك يا بابا أنا إسلام" لقيته بيقولي "إسلام مين؟!!" قولتله "إسلام إبنك يا بابا أنا لسة عايش".. (كنت بكلمه من رقم غريب) داعيا الله أن يفك أسره ويجمعه به قريباً على خير.
وعن عظم الموقف قال "نهاية التوثيق وما خفي كان أعظم" مسجلا ملحوظة "مهمة التوثيق كتبته بعد المذبحة بفترة قليلة، فكنت ف ٢ ثانوي وكان عندي ١٦ سنة، عشان كده اللغة والكلمات وطريقة العرض بريئة وبسيطة، أسأل الله أن يتقبل منا وأن يرزقنا القصاص من الظالمين، حسبُنا الله ونعم الوكيل".