قضت محكمة النقض، الأحد 26 فبراير 2017، في قضية أحداث الاستاد بتأييد حكم الإعدام على 11 متهماً ، و السجن المؤبد على 10 آخرين ، في القضية المعروفة إعلامياً باسم "مذبحة بورسعيد".

رد فعل أهالي بورسعيد على الحكم:

قام أهالي بورسعيد إحتجاجًا علي الحكم بإعدام 11 من أبناء بورسعيد بإطفاء الأنوار بالمدينة بالمنازل والمحال التجارية، مساء أمس الأول الإثنين، من الساعة الثامنة حتى التاسعة مساءً، خاصة بأحياء العرب والمناخ والضواحي والزهور، تعبيرا عن حزنهم، واستجابة لدعوات أطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقام أمن الإنقلاب بأطلاق الغاز المسيل للدموع وفتح خراطيم المياه، علي المحتجين وجرت عمليات كَر وفر بين المحتجين وقوات الأمن انتهت بضبط ٢٥ منهم وإيداعهم في معسكر قوات الأمن.

وعقب إطفاء الأنوار أغلق محتجون عددًا من الطرق بمنطقة فاطمة الزهراء بحي الضواحي، وأشعلوا خلالها النيران في اطارات السيارات، ومحطمين زجاج بعضها وواجهات محال تجارية، وقام السائقون، أمس الثلاثاء، بوضع شارات سوداء علي مقدمة السيارات، خاصة سيارات السرفيس.

وقائع قضية مذبحة الاستاد :

وقعت مذبحة ستاد بورسعيد الأربعاء 1فبراير 2012، عقب مباراه الأهلي والمصري والتي فاز بها المصري 3-1، والتي راح ضحيتها 73 مشجعًأ فضلا عن مئات الجرحى، حينما تدافعت جماهير النادي المصري باتجاه جماهير الأهلي، واشتبكوا معهم بالأسلحة البيضاء عقب انتهاء المباراة التي جمعت بين الفريقين في الدوري الممتاز، وأُطفأت الإضاءة في الملعب.

وكان جمهور الأهلي قد حظي باستقبال سيئ من جماهير بورسعيد الذى قام بقذف الأتوبيس بالحجارة ناهيك عن الشتائم البشعة، والتوعد بالقتل، الأمر الذى لم يخطر ببال أحد أن يتحول إلى حقيقة عقب انتهاء المباراة، فيما وقف أفراد الأمن يشاهدون ما يحدث دون التدخل بحزم لمنع المعتدين.

كما قام جمهور المصري بإستقبال لاعبى الأهلى وجماهيره كأسوأ ما يكون عندما هتفوا ضد الجهاز واللاعبين والجمهور، وقاموا بضرب لاعبى الأهلى أثناء الإحماء قبل المباراة بالصواريخ والشماريخ التى كادت تصيبهم بالفعل دون تدخل من الأمن.

بل ومن الغريب أن قوات الأمن قامت بتسهيل دخول الأسلحة البيضاء إلى الملعب بجانب الجنازير والعصى، وهو ما يوحى بأن الجريمة تم تدبيرها بإحكام، رغم التوتر الشديد فى الأجواء قبل المباراة، وظهر ذلك واضحا فى العديد من اللقطات.

وبمجرد إنتهاء الشوط الثاني اندفع مئات البلطجية بأقصى سرعة صوب لاعبى الأهلى الذين سارعوا بالفرار مستفيدين من لياقتهم البدنية العالية، فيما كاد سيد عبدالحفيظ - مدير الكرة بالأهلى، يلقى مصرعه لولا شهامة إبراهيم حسن الذى حماه بجسده، فيما تعرض الحارس شريف إكرامى لإصابة قوية فى وجهه قبل أن يتم إنقاذه من جانب لاعبى المصرى، وما لفت الأنظار بقوه هو الاختفاء السريع لجنود الأمن المركزى من أمام مدرج المصرى فى إشارة لفتح الطريق كاملا أمام الجناة للفتك بجمهور الأهلى وحصاره داخل المدرج الذى تم إغلاقه بإحكام.

وتظهر بوادر المؤامرة، عندما تزايد أعداد الشهداء بشكل غريب وكشف اللحام الحديث لبوابات مدرج الأهلى عن وجود مؤامرة معدة مسبقا للإجهاز على جميع مشجعى الأهلى لا سيما من الألتراس حيث كان يتم قتلهم بصورة بشعة سواء من خلال الخنق أو الضرب بالسكاكين والسيوف والمطاوى وغيرها من أدوات القتل البشعة، والأكثر بشاعة كان إلقاء الضحايا قبل أن يلفظوا أنفاسم الأخيرة من ارتفاع يصل إلى ما يقارب العشرة أدوار.

تعددت استغاثات اللاعبين والجهاز الفنى عبر القنوات الفضائية، وتبعهم مسئولو النادى فى محاولة لإجلاء المشجعين على وجه السرعة، قبل أن يسقط عدد أكبر من الضحايا، وفى تلك الأثناء تحولت غرفة خلع الملابس الخاصة بلاعبى الأهلى والطرقات المؤدية إليها إلى ما يشبه المشرحة بعدما زاد عدد جثث الضحايا بل وسقط كثير منهم بين أيدى لاعبى الأهلى وأعضاء الجهاز الفنى الذين قاموا بتلقين الضحايا الشهادة قبل الوفاة.

وجاء تحرك المجلس العسكرى آنذاك متأخرا للغاية حيث حدثت الكارثة غير المسبوقة فى تاريخ البلاد، وتم إرسال طائرتين حربيتين لإجلاء فريق الأهلى وعدد من الجماهير الذين نجوا من الموت بأعجوبة.

وفي 14 إبريل من العام ذاته عُقدت أول جلسة في القضية لمحاكمة المتهمين بالتورط في أحداث العنف في ملعب بورسعيد، وكان عددهم 73 شخصًا بينهم 9 قيادات أمنية، وفي 26 يناير 2013 حكمت محكمة جنايات بورسعيد بتحويل أوراق 21 من المتهمين إلى مفتى الجمهورية.

وقعت إثر ذلك إشتباكات بين أهالي المتهمين وقوات الأمن المكلفة بتأمين السجن العمومي في بورسعيد، أسفرت عن سقوط 22 قتيلا، وتم إعلان حالة الطوارئ وإستجاب الأهالي لدعوات العصيان المدني.

وفي 20 فبراير أيدت محكمة النقض بحق أحد عشر متهم في القضية، وهو حكم نهائي غير قابل للطعن عليه من قبل جميع المتهمين الحاضرين.

شهادات الناجيين من المذبحة:

أكد سيد عبدالحفيظ مدير الكرة بالأهلى أن جمهور المصرى كان يُبيت النية لارتكاب الجريمة فى المباراة، سواء بالاعتداء على اللاعبين أو الجماهير مؤكدا أن جماهير المصرى انتلقت مباشرة بعد سماع صفارة الحكم إلى جماهير النادى الأهلى متناسين فرحتهم بالانتصار على النادى الأهلى.

وأكد أن تهاون أمن بورسعيد الذى لم يستطيع ردع جماهير المصرى، ولم يتدخل لحماية اللاعبين والجماهير كان سببا فى تفاقم الكارثة.

وصف مانويل جوزيه - المدير الفنى للأهلى، ما حدث فى بورسعيد بأنه يفوق الوصف، وبعيد كل البعد عن الرياضة وهو تكرار لما حدث فى الاسماعيلية من قبل مع الفارق، مضيفًا أن البقاء فى مصر فى الوقت الحالى أمر مستحيل خاصة بعدما رأى جماهير الأهلى تموت أمامه، مشيرًأ إلى أنه نجا بحياته على الرغم من تعرضه للضرب والركل فى جميع أنحاء جسده.

ووصف جوزيه مباراة الأهلى مع المصرى بأنها معركة حربية، وأضاف "أشعر بحزن شديد بعدما رأيت لحظات قاسية لا أجد مبررا لها".

وتساءل المدرب البرتغالى "لا أعرف سبب الإثارة التى انتابت الجماهير ويبدو أن هناك خلفيات لا أعرفها يعانى منها الأهلى عندما يلعب فى بورسعيد.. على ما يبدو أن كرة النار كبرت حتى طالت الجميع".

الحكايات المأساوية للضحايا:

محمود سليمان أحد مشجعى ألتراس أهلاوى، كان يشعر بدنو أجله، وأنه ذاهب إلى بورسعيد على قدميه وفى كامل صحته، ليعود منها محمولا داخل كفنه.

وقبل أن يتوجه إلى نهايته، وضع محمود على حسابه عبر موقع التواصل الاجتماعى صورة سوداء وعليها شريط حداد، وكتب العبارة التالية "علشان لو مت ماتضيعوش وقت فى عمل صورة زى دى.. أهو جاهز أهوه".

ورغم أنه شعر بدنو أجله، لم يخش محمود من مواجهة الموت، بل سافر وشجع الأهلى حتى آخر لحظة فى عمره، فلم تكن إذا عبارة التشجيع حتى الموت يرددها جمهور الأهلى هباء أو من أجل الاستهلاك، لكنها حقيقة، قد تبدو مفجعة بعد ما حدث فى بورسعيد.. إنه الموت.. حبا فى الأهلى.

الطفل أنس محيي الدين لم يتخط الخامسة عشر من العمر آنذاك وهو أصغر شهيد في المذبحة تمسك أنس بالسفر إلي بورسعيد لحضور مباراة المصري والأهلي بالدوري، مؤكداً لأهله أنه لا يستطيع ترك مباراة للأهلي دون مؤازرته في الملعب ولم يكثرث بتوسلات البعض بالرجوع عن السفر لصعوبة اللقاء وخطورة الأجواء.

متعب مستعد للشهادة لصالح حسن المجدي:

أكد حازم الحديدي - مدير أعمال عماد متعب لشئون الإعلانات، أن مهاجم الأهلي مستعد للشهادة في أي وقت عند طلبة فيما يخص قضية حسن المجدي المحكوم عليه بالأعدام في مذبحة بورسعيد الدامية .

وقال الحديدي في بيان رسمي، أمس الثلاثاء، أن متعب لم ولن يتأخر عن شهادة الحق ومستعد للذهاب لأي محكمة لللإدلاء بشهادته التي وثقها في وقت سابق في شهادة صادرة من الشهر العقاري.

وأضاف الحديدي أن متعب ذكر في شهادته التي وثقها بالشهر العقاري أنه قابل المتهم حسن المجدي عقب انتهاء المباراة وهجوم جماهير المصري عليهم، ووجده خائفا حافيا داخل غرفة الملابس، فأعطاه "شبشب" ليغادر به، وتابع مدير أعمال اللاعب:" متعب جاهز في أي وقت لشهادة الحق في أي وقت وزمان".

أهالي المحكوم عليهم يتسلمون متعلقاتهم من سجن المستقبل:

قال أهالي المحكومين، انهم توجهوا اليوم إلى سجن المستقبل بالاسماعيلية بعد تنسيق ما بين مديريتي أمن بورسعيد والإسماعيلية لاستلام المتعلقات الشخصية لذويهم التي تم ترحيلهم من السجن بدونها.

وأوضح الأهالي أن المحكوم عليهم بالإعدام والمؤبد تم ترحيلهم لسجن وادي النطرون والأحكام الآخري تم ترحيلهم لسجن جمصة العمومي.

وداع متهمي مجزرة بورسعيد لأسرهم:

وقام الأهالي عقب إصدار الحكم بتوديع ذويهم قبل ترحيلهم إلي سجن جمصه ووادي النطرون ، وظهر أحد المحكوم عليهم وهو يقبل والدته ويذكر أن والدته توفيت عقب زيارته حزنًا علي إبنها.

قالوا عن مذبحة بورسعيد:

اللاعب محمد أبو تريكة : "هذه ليست كرة قدم وليست رياضة، لا يوجد أمن ولا يوجد جيش، إنها حرب لقنت أحد المشجعين الشهادة".

المدرب مانويل جوزيه : "لا يوجد مبررًا لهذه المأساة، ولكن يبدو أن الأحداث كانت مدبرة.. لقد رأيت لافتات عديدة في الملعب تقول أنكم ستموتون اليوم في بورسعيد".

اللاعب محمد بركات : "هناك مشجعين ماتوا أمام عيني، لن نلعب كرة قدم في بورسعيد مرة أخرى، ولا نريد لعب الكرة إذا كان فيها حدث مثل هذا".

اللاعب حسام عاشور : "هناك مشجعين ماتوا بجوارنا لو كانت كرة القدم بهذه الطريقة لن نلعبها مرة أخرى، هذه كارثة بكل المقاييس، لم أر مثل هذا الحادث في حياتي".

اللاعب حسام غالي : "عشنا جحيما حقيقيا.. شاهدنا الكثير من المصابين وآخرين لقوا حتفهم أمام أعيننا.. لقد كان الجميع خائفا وفكرنا أن الموت اقترب منا بشدة واقتنعت بأنني لن أخرج حيا".

حسن حمدي رئيس الأهلي آنذاك : "اتخذنا الإجراءات القانونية وحقوق هؤلاء الشهداء لن تذهب في مهب الريح".

جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم آنذاك : " أشعر بصدمة شديدة وحزن عميق" .

اللاعب محمود عبد الرازق شيكابالا "لا يوجد ما يقال، نشعر جميعا بالحزن من أجلهم.. لا أعرف كيف سيلعب لاعبو الأهلي مجددا  وقد مات مشجعين إلى جانبهم كل ذنبهم أنهم أحبوا فريقهم".

والدة أحد ضحايا "مذبحة بورسعيد" عن الحكم :

قالت والدة محمد خالد أحد ضحايا "مذبحة بورسعيد "أعتقد أن هذا الحكم لن ينُفذ، وأنَّه لن يتخطى مرحلة النطق فقط وهو حكم صوري لتهدئة الرأي العام، أريد تنفيذ للحكم، وليس نطق بالحكم، مضيفة أين القيادات الأمنية من المحاكمات؟ وأين عصام سمك؟ وأين الضباط المسؤولين عن الحادث؟، لن أنخدع بالحكم، أريد محاكمة هؤلاء ولن أرتاح حتى أرى رقابهم حول حبل المشنقة، ولكن نحمد الله وحقوقنا عند الله لن تضيع".