في الذكرى الثالثة لاعتقالهما؛ دعت أسرة عُلا القرضاوي وزوجها حسام خلف، السلطات المصرية إلى إطلاق سراحهما من السجن، والأخذ في الاعتبار سنهما الكبير، ومخاطر تعرضهما إلى جائحة فيروس كورونا المتفشي في العالم وفي مصر.

وقالت ابنتهما آية، إنه "حان الوقت بعد ثلاث سنوات من الحبس الانفرادي للإفراج عن والدتي المسكينة، التي تقبع في زنزانة بمفردها لا ترى أحدا ولا يراها أحد، على الرغم من عدم ممارستها أي عمل سياسي أو عنف أو ما شابه".

وكانت آية، المتحدثة باسم حملة "الحرية لعلا وحسام" بثت مقطع فيديو عبرت فيه عن مخاوفها على والديها، اللذين أكملا ثلاث سنوات في السجون المصرية.

وذكّرت بمعاناة والديها داخل السجون المصرية منذ ثلاث سنوات دون تهمة حقيقية تستوجب بقاءهما كل تلك المدة، خاصة مع تقدمهما في العمر، واحتياجهما للراحة سواء الجسدية أو النفسية.

ففي 30 حزيران/ يونيو 2017، اعتقلت السلطات المصرية، عُلا  القرضاوي وزوجها حسام خلف، واتهمتهما بالانتماء لجماعة أُسست مخالفة للقانون، والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف الأمن ومؤسسات الدولة وتمويل تلك الجماعة.

وفي تموز/ يوليو 2019، وجهت نيابة أمن الدولة العليا تهمة جديدة بعد يوم من قرار المحكمة بإخلاء سبيل علا بتدابير احترازية بعد مضي عامين على اعتقالها، تتعلق بتمويل جماعة إرهابية عن طريق استغلال علاقاتها في السجن.

"مخاوف من كورونا"

وصفت آية شعورها بالوحدة بدون والديها بالمؤلم، قائلة: "ثلاث سنوات لا أرى فيها والداي، ولا أستطيع احتضانهما والشكوى لهما، حزني وفرحي ومتاعبي وسعادتي، كل يوم أحلم برؤيتهما، وأحلم بحريتهما والحديث إليهما كباقي الأبناء".

وأعربت عن مخاوفها من "وصول وباء كورونا إليهما فهما من كبار السن الذين يشتكون من أمراض، وأوضاع صحية صعبة، ومناعتهم ضعفت".

"حبس بلا حدود"

وانتقدت آية حسام استمرار قرار تجديد الحبس الاحتياطي لوالديها، وتجاوز ذلك المدة القانونية، مشيرة إلى أن ذلك "يخالف القانون والدستور، وينتهك حقوقهم التي كفلها لهما الدستور المصري".

وكانت علا القرضاوي دخلت العام الماضي في إضراب مفتوح عن الطعام؛ بسبب تجديد حبسها، واحتجازها بشكل تعسفي دون محاكمة، وحرمانها من أبسط حقوقها، ووضعها في زنزانة انفرادية، ومنع الزيارات عنها."

وأكدت آية أنه لم يكن أمام والدتها وسيلة أخرى للتعبير عن رفضها لتلك الإجراءات بحقها، والاعتراض على استمرار حبسها دون محاكمة سوى الإضراب عن الطعام، مشيرة إلى "أن قضيتها أثارت تعاطفا واسعا من قبل المهتمين والمعنيين بقضيتها الإنسانية واضربوا مثلها عن الطعام".

ولدى حسام وعلا ثلاثة أبناء، وثلاثة أحفاد، والسيدة علا تحمل الجنسيتين المصرية والقطرية، وعملت كموظفة في السفارة القطرية، وحاصلة على ماجستير من جامعة تكساس بأمريكا.

وأشارت آية إلى أن والدتها "ليس لها أي دور سياسي، ولا تنتمي إلى حزب أو تيار سياسي"، مطالبة بعدم الزج بها في أي قضايا خلافية سياسية بين أي دولتين ( في إشارة إلى أنها ابنة الشيخ يوسف القرضاوي المقيم في قطر، التي هي على خلاف مع مصر".

"رسالتي إلى أمي"

ولفتت آية إلى أن والدتها تقبع في "سجن القناطر بالقاهرة، وغير مسموح بزيارتها، ولا حتى من قبل محاميها، ولا تستطيع التواصل مع أي أحد في العالم الخارجي، إلا خلال جلسة تجديد حبسها المستمر منذ ثلاث سنوات، ولا يسمح لها بتلقي أي اتصالات أو إرسال أي خطابات".

وتقول آية: " أتذكر أمي وأبي مع كل سجدة في كل صلاة، مع كل كلمة آمين، مع غروب شمس كل يوم، وكلما دعوت لهما بالفرج شعرت أن دعائي لن يستجاب إلا بخروج كل المظلومين. في كل عيد يسأل أحفادهما عنهما. مع كل عيد يكبر جرح أطفال صغار. ولست أعرف حتى اليوم كيف يمكن أن أعالج جروح الأطفال؟".

وبشأن رسالتها إليهما في الذكرى الثالثة لحبسهما دون محاكمة، قالت: "رسالتي لأبي وأمي خلف القضبان. ولكل مسجون مظلوم؛ مهما طال الزمن فالفرج آت. والقصاص قادم".