في حوار أجراه معه الإعلامي طه كيلينج، من قناة "نت تي في (TVNET)" التركية، مساء الإثنين 
-لا ننسى مواقف أردوغان الجريئة الداعمة لفلسطين 
-فلسطين تتعرض لمعركة ثلاثية الأبعاد "سياسية وعسكرية واقتصادية" 
-جهود "استعادة الوحدة وإنهاء الانقسام الداخلي، مستمرة ولم تتوقف" 
-أجريت العديد من الاتصالات مع الرئيس عباس 
- إسرائيل تسعى من خلال خطة الضم لتحقيق أهداف قومية وتوسعية ومنع إقامة كيان فلسطيني 
- الولايات المتحدة منحازة بالكامل لإسرائيل 
-يجب مواجهة صفقة القرن، ضمن "رؤية وخطة شاملة واستراتيجية متكاملة" 
-نجاح مواجهة صفقة القرن يعتمد على الوحدة الفلسطينية وبناء موقف عربي 
-أدعو الشباب في تركيا لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ومحاربة التطبيع 
-أنصح الشباب بالانفتاح على كل مكونات المجتمع وتعزيز الحوار والتفاهم

أشاد رئيس المكتب السياسي، لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، بمواقف الجمهورية التركية "رئاسة وحكومة وشعبا"، الداعمة لفلسطين، واصفا إياها بـ "الثابتة والأصيلة".

وقال هنية، في حوار أجراه معه الإعلامي طه كيلينج، من قناة "نت تي في" التركية، مساء الإثنين، إن الشعب الفلسطيني، لا يمكن أن ينسى المواقف التركية الداعمة لفلسطين عامة، وللقدس ولقطاع غزة خاصة.

وأضاف "لا ننسى شهداء سفينة مافي مرمرة، الذين قدموا أرواحهم من أجل كسر الحصار عن غزة (نهاية مايو/أيار 2010)، ولا ننسى المواقف الواضحة والقوية والجريئة للرئيس رجب طيب أردوغان، ومواقف رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان، وكذلك مواقف كل الأحزاب والقوى في الساحة التركية".

وتطرق هنية في الحوار لما يجري في فلسطين، وما تتعرض له من اعتداءات إسرائيلية، وبخاصة ما يعرف بخطة "الضم" في الضفة الغربية.

وتعتزم الحكومة الإسرائيلية بدء إجراءات ضم مساحات واسعة من أراضي الضفة الغربية في الأول من يوليو/تموز المقبل، بحسب تصريحات سابقة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.

وتشير تقديرات فلسطينية، إلى أن الضم الإسرائيلي سيصل إلى أكثر من 30 بالمئة من مساحة الضفة.

وتعتمد إسرائيل في مخطط "الضم" على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المعروفة باسم "صفقة القرن"، والتي أعلنها في يناير/كانون الثاني الماضي، وتضمنت إجحافا كبيرا في الحقوق التاريخية للفلسطينيين، وتتعارض مع القرارات الدولية ذات العلاقة بفلسطين.

**معركة ثلاثية الأبعاد

وقال هنية في الحوار، إن فلسطين تتعرض لمعركة ثلاثية الأبعاد، أولها سياسي حيث إن هناك محاولات صهيونية مدعومة من الإدارة الأمريكية لشطب القضية الفلسطينية.

وأضاف "البعد الثاني، عسكري وأمني، فشعبنا يتعرض إلى اعتداءات متواصلة من جيش الاحتلال الاسرائيلي".

وتابع "قد عشنا وتابعنا الحروب الضارية الثلاث التي تعرضت لها غزة، خلال اقل من 5 أعوام، وخلفت آلاف القتلى والجرحى وعشرات آلاف المنازل المدمرة".

أما البُعد الثالث، وفق هنية، فهو اقتصادي، حيث يتعرض الفلسطينيون لحصار اقتصادي على مستوى قطاع غزة خصوصا والأراضي الفلسطينية عموما.

وأكمل "تأثير هذه الهجمة بأبعادها الثلاثة، على قطاع غزة، كبير، وخاصة فيما يتعلق بالأوضاع المعيشية، خاصة أن الحصار الإسرائيلي مضى عليه 14 عاما".

وتابع "الأوضاع بشكل عام في فلسطين وغزة صعبة وقاسية، وقابلة للانفجار، في كل لحظة، خاصة أن شعبنا يواجه الاحتلال الصهيوني ويدافع أهلنا في القدس بصدورهم العارية عن القدس وعن المسجد الأقصى، في ظل الهجمات التي يقوم بها الصهاينة صباح مساء".

**الانقسام الفلسطيني

وأكد هنية، أن جهود "استعادة الوحدة وإنهاء الانقسام الداخلي، مستمرة ولم تتوقف".

وأضاف "نحن في حركة حماس نرى أن الوحدة الوطنية الداخلية للشعب الفلسطيني هي فريضة شرعية وضرورة وطنية في كل الأوقات، وهي أكثر إلحاحا ووجوبا في هذه المرحلة التي تتعرض فيها القضية الفلسطينية للتصفية الكاملة، في ظل ما يسمى صفقة القرن الأمريكية، ومخططات الضم والتهويد".

وتابع "قد قدمنا في حماس العديد من التنازلات والمرونة من أجل اقامة وحدة وطنية وتشكيل حكومة واحدة، والتوصل لبرنامج وطني وإعادة ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية، ووقّعنا على العديد من الاتفاقيات والحوارات لتحقيق هذا الهدف".

وأشار إلى أنه أجرى العديد من الاتصالات مع الرئيس الفلسطيني وزعيم حركة التحرير الوطني "فتح" محمود عباس، عقب الإعلان عن صفقة القرن الأمريكية.

وقال" توافقنا (هنية وعباس) على حضور لقاءات قيادية ودعونا الى اجتماعات فصائلية في غزة، من أجل التوافق على استراتيجية وطنية لمواجهة الأخطار التي تتعرض لها قضيتنا".

وأضاف "ما زلنا ننتظر خطوات أكثر جرأة وفعالية من أخوتنا في حركة فتح، حتى نُنهى الانقسام ونتفرغ لقضيتنا الوطنية ومواجهة المخططات الامريكية والإسرائيلية".

وأشار إلى انعقاد مؤتمر "وطني واسع"، يوم الأحد الماضي، في قطاع غزة، بمشاركة جميع الفصائل، ومنها حركة فتح (التي يتزعمها الرئيس عباس)، وتم التوصل لخطة لمواجهة صفقة القرن.

وأضاف هنية "أنا أؤكد أن حركة حماس حريصة ومعنية أن تنهي الانقسام وأن تفتح صفحة جديدة في العلاقات الوطنية الفلسطينية".

ويسود أراضي السلطة الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة) انقسام سياسي منذ يونيو/حزيران 2007، بسبب الخلافات الحادة بين حركتي "فتح" و"حماس".

**خطة الضم

ويرى هنية أن إسرائيل تسعى من خلال خطة ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، إلى تحقيق 3 أهداف.

الهدف الأول: هو التأكيد على هوية الدولة الصهيونية، وفق ما جاء في قانون القومية، الذي أصدره الكنيست (في 19 يوليو/تموز 2018)، والذي يعني طرد الشعب الفلسطيني من أرضه وهم الآن يسعون لأن تكون الضفة جزء من الكيان الصهيوني.

والهدف الثاني، وفق هنية: ضم 30 % من الضفة وتنفيذ مخطط القدس الكبرى، بحيث تكون القدس الشرقية والغربية عاصمة موحدة لإسرائيل.

أما الهدف الثالث فهو: منع إقامة أي دولة أو كيان فلسطيني.

وأضاف هنية "هذا يعني تصفية القضية الفلسطينية والمزيد من التهجير للشعب وحرمانه من إقامة كيان سياسي، حتى وفق الحدود الدنيا التي قبلت بها منظمة التحرير الفلسطينية".

وأكمل "نحن نرفض خطة الضم، وسنواجهها ونعمل على إفشالها، مع كل أبناء شعبنا وأبناء أمتنا العربية والإسلامية".

**الموقف الأمريكي

وأشار رئيس حركة حماس، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، منحازة بالكامل لإسرائيل، منذ تأسيس الأخيرة، حيث تقف في مواجهة الحقوق الفلسطينية والعربية والإسلامية، واستخدمت الفيتو بمجلس الأمن ضد أي قرار مؤيد لفلسطين، ومنحت الغطاء للعدوان على الشعب الفلسطيني.

لكنه يرى أن الإدارة الأمريكية الحالية، برئاسة دونالد ترامب، أكثر انحيازا لإسرائيل من سابقاتها.

وأضاف "الادارة الأمريكية الحالية، قفزت للأمام وكشفت المزيد من الانحياز الأمريكي الكامل وتمثل ذلك، بما يسمى صفقة القرن، حيث منحت القدس للكيان الصهيوني واعتبرت المستوطنات شرعية، وحاربت المؤسسات التي ترعى اللاجئين مثل منظمة أونروا الأممية".

وطالب بضرورة مواجهة صفقة القرن، ضمن "رؤية وخطة وشاملة واستراتيجية متكاملة".

وأضاف "الخطة الأمريكية ليست خطوة تكتيكة ولكن استراتيجية، تأتي في سياق طبيعة المشروع الصهيوني الذي يريد ابتلاع كامل الأراضي الفلسطينية؛ لذلك دعَونا إلى وضع استراتيجية تعتمد على المواجهة الشاملة والمقاومة بكل أشكالها وفي مقدمتها المقاومة العسكرية، ونحن كشعب لن نتردد مهما بلغت التضحيات".

وأشار إلى أن نجاح هذه الاستراتيجية يعتمد على "بناء وحدة وطنية فلسطينية حقيقية، وبناء موقف وعربي، وشبكة أمان إقليمية للشعب الفلسطيني ودعم شعبنا وتعزيز صموده".

**الشباب التركي ودعم فلسطين

وردا على سؤال، دعا هنية الشباب في تركيا، إلى دعم فلسطين، من خلال 3 مسارات.

المسار الأول، بحسب هنية هو "الاستمرار في دعم وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في كل المجالات، سياسيا وإعلاميا واقتصاديا، وتعزيز صمود أهلنا في القدس والمسجد الاقصى، ودعم المرابطين والمرابطات فيه، ودعم أهلنا في قطاع غزة".

أما المسار الثاني، فهو أن "يُشكّلوا سدا منيعا أمام تطبيع العلاقات مع إسرائيل، التي تسعى لاستغلال الظروف الراهنة والتغلغل في أوساط الشباب العربي والإسلامي والتمدد في الأراضي العربية والاسلامية، ونرى مع الأسف تجاوبا ما من قبل المكونات في المنطقة مع الاحتلال".

والمسار الثالث، حسب هنية، يتمثل في "تعميم الوعي تجاه القضية الفلسطينية، وبطبيعة إسرائيل، لأن خطرها لا يقتصر على القضية الفلسطينية، بل يمتد على المنطقة وشعوب الأمة العربية والإسلامية، هناك مؤسسات صهيونية تعمل ليل نهار من أجل التأثير على وعي الأمة".

**نصائح للشباب

وفي معرض إجابته على سؤال، وجهه الإعلامي كيلينج، حول النصائح التي يوجهها للشباب، قال هنية "أنصح الشباب بأن يُحسّنوا علاقتهم مع الله، وهي بوابة الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة، حيث يقول تعالى (‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)".

وأضاف "وعلى الشباب أيضا، أن يُحسّنوا علاقتهم مع محيطهم الذي يتحركون فيه، ولا يجب لشبابنا أن يتقوقعوا على أنفسهم، ويجب أن يتبنوا استراتيجية الانفتاح على الجميع".

وأكمل "يجب على الشباب أن ينفتحوا على كل مكونات المجتمع، وأن يعززوا الحوار والتفاهم والنقاشات".

وختم نصائحه للشباب قائلا "آمل أن يكون هناك حرص من الشباب على الاستزادة من العلم والمعرفة والايمان، والجمع بينهما، وهذا الأمر أصبح ضرورة من ضرورات الحياة، حتى يتمكنوا من التطور والتقدم الحضاري".