أعربت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، الخميس، عن أسفها في أن يكون مقتل الصحفي جمال خاشقجي "ثمن الصحوة حيال الانتهاكات في السعودية".

جاء ذلك في النسخة الـ 29 لتقرير المنظمة السنوي لوضع حقوق الإنسان في أكثر من 100 دولة.

وقال كينيث روث، المدير التنفيذي للمنظمة، في مؤتمر صحفي، إنه "من المؤسف أن يكون ثمن الصحوة لانتهاكات السعودية هو مقتل الصحفي جمال خاشقجي".

وأضاف أن تلك الواقعة دفعت العديد من الدول إلى فرض عقوبات على حكومة السعودية ومسؤولين فيها، إضافة إلى وقف بيع الأسلحة لها.

وفي السياق، أشاد "روث" بجهود حكومات بلدان أوروبية صغيرة مثل هولندا، وبلجيكا، ولوكسمبورغ، وأيرلندا إضافة إلى كندا، من أجل التحقق من جرائم الحرب المرتكبة في اليمن.

وتابع: "هذه الحكومات دفعت الأمم المتحدة لمتابعة التحقيق في جرائم الحرب المرتكبة في اليمن على الرغم من محاولات السعودية الجاهدة لإحباط أي قرار في هذا الشأن".

وأشار أنّ ما فعلته هذه البلدن أكد على أن "المال لا يشتري الإفلات من العقوبة".

كما نوه "روث" إلى أنّ الضغط الممارس على الرياض على خلفية مقتل خاشقجي "ساهم في موافقة التحالف بقيادة السعودية خلال المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة على وقف إطلاق النار حول ميناء الحُديدة في اليمن".

ولفت إلى أنّ ذلك الميناء يعد "نقطة إمداد رئيسية للسكان الذين يواجهون المجاعة في اليمن".

وفي بيانها التعريفي بالتقرير السنوي، أوضحت المنظمة "بعد مقتل خاشقجي، منعت ألمانيا 18 مسؤولا سعوديا من دخول منطقة شنغن التي تضم 26 دولة، بينما أوقفت ألمانيا والدنمارك وفنلندا مبيعات الأسلحة للمملكة، كما فرضت الولايات المتحدة وكندا عقوبات مستهدفة العديد من السعوديين المتورطين في جريمة القتل".

وفي السياق، انتقدت "رايتس ووتش" موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من تقارير وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية، التي تشير إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من أمر بقتل خاشقجي.

وتابعت في تغريدات على موقع "تويتر" : "ترامب فضل تقبّل المستبدين الأصدقاء، فبينما رفض ترامب بشكل واضح الموافقة على ما توصلت إليه وكالة المخابرات المركزية من أن ولي العهد السعودي قد أمر بقتل خاشقجي، أيد مجلس الشيوخ الأمريكي هذا الاستنتاج وصوت على إنهاء المساعدة العسكرية الأمريكية للحرب في اليمن".

وتقود السعودية والإمارات تحالفا عسكريا في اليمن منذ مارس 2015 دعما للقوات الحكومية في مواجهة مسلحي جماعة "الحوثي".

وقُتل منذ بدء عمليات التحالف باليمن آلاف المدنيين في وقت يواجه نحو 14 مليون شخص خطر المجاعة، وتردي الأوضاع الصحية، وفقا للأمم المتحدة.