تسعة أيام فقط، هي المدة المتبقية ليتوقف مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار في رفح جنوب قطاع غزة، عن العمل؛ حال لم يؤمن وقود لمولداته الكهربائية التي تسمع له بالعمل في ظل أزمة الكهرباء الخانقة التي تضرب القطاع.

وقال مدير المشفى د. عاطف الحوت، خلال مؤتمر صحفي بالمشفى، اليوم الأربعاء: إن تفاقم الأزمة ونفاد الكميات المتبقية من الوقود خلال 9 أيام، يعني حرمان 250 ألف نسمة (سكان رفح) يتردّدون على أقسام المشفى: الباطنة والجراحة والعظام والأطفال وغسيل الكلى والأنف والاذن والحنجرة والعيادة الخارجية وقسم الطوارئ بمعدل 400 مريض يوميا.

وأشار إلى أن احتياج المشفى من الوقود شهريا يبلغ 22 ألف لتر بواقع 740 لترًا يوميًّا لتشغيل المولد الكهربائي في المشفى بقدرة 500 kva.

ونبه إلى أن انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 16 ساعة وتفاقم أزمة الوقود يعني حرمان 85 مريضًا بالفشل الكلوي من جلسات الغسيل اليومية والأسبوعية؛ ما يعني تعرض حالاتهم الصحية إلى مضاعفات خطيرة وكارثية.

وتعاني وزارة الصحة، ومؤسسات خدمية في قطاع غزة، من أزمة وقود خانقة، بعد توقف منح الطوارئ الخارجية التي كانت تتلقاها، وتوقفت نهاية شهر أغسطس/آب الماضي.

وأوضح الحوت أن استمرار هذه الأزمة تؤثر على عمل الطواقم الطبية في المستشفى والخدمة المقدمة عمومًا، ما يعني تأجيل إجراء العمليات الجراحية والفحوصات المخبرية وفحوصات الدم، وتوقف عمل قسم الأشعة والخدمات المساندة مثل: التعقيم والغسيل.

وأشار إلى أن الطواقم الهندسية والفنية في المستشفى تبذل جهودا استثنائية، وفعلت الإجراءات التقشفية القاسية لإطالة أمد الكمية المتبقية من الوقود، ولكن تلك الإجراءات قد لا تفي بالمطلوب مع ازدياد ساعات انقطاع التيار الكهربائي.

وتصل الكهرباء للمنازل والمؤسسات في القطاع، بواقع 4 ساعات وصل، مقابل 16 ساعة قطع، فيما تمتد ساعات القطع أحيانا لأكثر من ذلك.

وأعرب الحوت عن أمله بتحرك فوري وعاجل من المؤسسات المانحة والمنظمات الدولية والإغاثية، لتطويق الأزمة وسرعة توفير كميات ثابتة ومنتظمة من الوقود حتى لا نكون جميعا أمام لحظات صعبة تزيد من معاناة مرضانا وحرمانهم من حقوقهم العلاجية.