أكد رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس المحتلة، مصطفى أبو زهرة، أن باب الرحمة، وما على ظهره وقف إسلامي، وهو جزء من المسجد الأقصى، مشددًا على أن الأطماع "الإسرائيلية" في المكان لا قيمة لها.

وربط أبو زهرة بين الاقتحامات الاستيطانية للمسجد الأقصى بصورة شبه يومية، وبين ما يجرى في مقبرة باب الرحمة من اعتداءات استيطانية، مشددًا على أن كل ذلك في إطار الأطماع "الإسرائيلية".

ففي خطوة استفزازية، اقتحم العشرات من المتزمتين اليهود مقبرة باب الرحمة الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك وحاولوا أداء صلوات تلمودية أمام الباب الذهبي المغلق.

وقال شهود عيان لمراسلنا إن المتزمتين وقوات ما يسمى بـ"حرس الحدود" وشرطة الاحتلال أشهروا السلاح أمام الشبان الذين يقومون بأعمال تطوعية في المقبرة.

أطماع المستوطنين

وقال أبو زهرة: إن ما تنفذه "إسرائيل" بمنطقة "الحرش" و"باب الرحمة" له علاقة بأطماع المتطرفين اليهود وتوجههم لأداء طقوس تلمودية في تلك المنطقة ومنع الحرس من الوصول اليها.

أطماع استيطانية في مقبرة باب الرحمة

وشدد على أن أي أطماع "إسرائيلية" في هذه المنطقة لا قيمة لها؛ لأن الباب هو باب المسجد الأقصى الشرقي وهو جزء من المسجد الأقصى، ولا يحق لأي أحد من المستوطنين أن يدخل مقبرة الرحمة أو يصلي فيها، فالمقبرة من المقابر الإسلامية القديمة منذ ١٤٠٠ عام، وهي ملك للمسلمين، ولا يمكن المس بها.

وأشار إلى أن المستوطنين يقتحمون ويتجولون في مقبرة باب الرحمة، بزعم أنها مكان سياحي وممرّ توراتيّ، وفق سلطة الآثار البلدية والطبيعة "الإسرائيلية".

ونبّه إلى أن قوات الاحتلال تعد الحزام المحيط بأسوار البلدة القديمة في القدس وخاصة من السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك ضمن مسار سياحي توراتي، وتضع لافتة على طرف الشارع الرئيس بهذا المضمون.

واستذكر أبو زهرة أن الاحتلال في السبعينيات عدّ أن كل ما يحيط بأسوار البلدة القديمة "أراضي دولة" بما فيها المقبرة في الجهة الجنوبية من مقبرة باب الرحمة الإسلامية، وهناك لافتة تشير إلى أنها متنزه وليس مقبرة إسلامية ذات قدسية وحرمة، لا بل وحديقة وطنية يهودية وهناك تعريف على أنها مسارات سياحية.

وبيّن أن المستوطنين يستغلون هذا التعريف لاقتحام المقبرة الأقدم في القدس لأداء طقوسهم فيها، وهم يزعمون أن باب الرحمة المغلق "باب الهيكل القديم والمستقبلي".

وأشار إلى أن خمسة دونمات اقتطعت من أراضي المقبرة وهي وقف اسلامي لعائلتي الأنصاري والحسيني "وقف ذري"، أما المقبرة ومساحتها ٢٣ دونماً كما هي لا أحد يستطيع المس بها، وهناك قسم في الجزء الجنوبي منها منع المسلمون من الدفن فيه منذ مدّة.

وقال: إن "إسرائيل" تعد نفسها فوق القانون الدولي ولديها ضوء أخضر من الولايات المتحدة؛ إذ تفتح باب الاقتحامات والاستيطان وتتحدى القانون الدولي والأمم المتحدة، ولا رادعَ قانونيا لها.

وشدد على أن المسجد والأوقاف الإسلامية في القدس لا تخضعان للمحاكم والقوانين "الإسرائيلية".

وأدان أبو زهرة مواصلة الاعتداء على مقبرة باب الرحمة و المقابر الإسلامية كافة بالقدس، عادًّا ذلك ضمن حلقة من سلسلة الاعتداءات والانتهاكات التي تتعرض لها المقبرة بشكل خاص، ومقابر المسلمين بشكل عام.

وأكد أن سلطات الاحتلال تسعى من خلال اعتداءاتها هذه إلى طمس المعالم الإسلامية العربية وتزييف الحقيقة والواقع في المقبرة الإسلامية التاريخية، وتحويلها إلى "حدائق ومسارات توراتية" للمستوطنين.

ويسعى الاحتلال "الإسرائيلي" لفرض سيطرته على الواجهة الشرقية لمقبرة باب الرحمة الملاصقة للمسجد الأقصى وبناء مشاريع توراتية فوقها.

وتقع مقبرة باب الرحمة التاريخية الإسلامية بمحاذاة المسجد الأقصى المبارك وتحت الأسوار الشرقية لمدينة القدس، وتضم في ثراها رفات الصحابة الكرام؛ عبادة بن الصامت، وشداد بن أوس رضي الله عنهما، وهي المقبرة الإسلامية التي دفن فيها المسلمون منذ 1400عام إلى يومنا هذا.

ويحدها من الجهة الشرقية السور المحاذي للطريق المؤدي إلى باب المغاربة، ومن الجهة الغربية سور القدس الشرقي وهو أيضا سور المسجد الأقصى المبارك، ومن الجهة الجنوبية منطقة سلوان والقصور الأموية، ومن الجهة الشمالية التلة الكبيرة التي هي وقف آل الحسيني.

وأشار رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس، إلى أن قوات الاحتلال تحاول أن تسلب الجزء الشرقي من هذه المقبرة، ونصبت مؤخرا سورا حديديا جنوب المقبرة م امتدادا على طول المقبرة إلى الأعلى من الجهة الشمالية فوق وقف أرض تلة الحسيني".

وتبلغ مساحة المقبرة 23 دونما تمتد من باب الأسباط وحتى نهاية سور المسجد الأقصى، وتضم عددا من قبور الصحابة الذين شاركوا في فتح مدينة القدس، كما تضم رفات المئات من جنود صلاح الدين الأيوبي.