شن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى، هجوما على سياسية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخارجية والأمنية في الشرق الأوسط، واصفا قرارات ترامب بـ"النزوات" التي ستحول إسرائيل من ذخر إلى عبء على واشنطن.

دولة رقم واحد

وأوضح رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" الأسبق، شبتاي شبيط، أنه منذ انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، وهو يتابع قراراته الخاصة بالشؤون الخارجية والأمن، ويحاول مقارنتها، للبحث عن أي قاسم مشترك منطقي واستراتيجي يستند إلى دليل واسع وشامل.

في حين، قدم البروفيسور بول كروغمان، الحاصل على جائزة نوبل للاقتصاد وينشر مقالاته في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تفسيرا مقنعا لذلك في قائمته "جاهلو القرن الحادي والعشرين"، التي نشرت في الأسبوع الماضي.

ورأى شبيط في مقال له بصحيفة "هآرتس" العبرية، أن "هناك مفهومين أساسيين في القائمة التي قدمها كروغمان، الأول؛ أن الولايات المتحدة حصلت على مكانة الدولة العظمى رقم واحد لكونها دولة مهاجرين، وبالتالي من يحارب المهاجرين فهو يحارب بالفعل ضد من حققوا هذا النجاح".

 وأما المفهوم الثاني؛ فإنه "يوجد في أوساط الجمهوريين أغلبية من أولئك الذين يعتقدون أنه يوجد لنظام التعليم العالي في الولايات المتحدة تأثير سلبي على الدولة، ودليل ذلك، أنه يوجد في النظام فقط تمثيل بالحد الأدنى لأشخاص ذوي مواقف محافظة".

وعلق رئيس "الموساد" على ذلك بقوله: "هذه الرؤيا الثاقبة تساعدني على فهم: لماذا في كل ما يتعلق بسياسة الرئيس حول شؤون الشرق الأوسط والصراع الاسرائيلي الفلسطيني، يتضح أن ترامب عبارة عن مجموعة غير متصلة لقرارات ونزوات لا يوجد أي صلة بينها، ولا تستند إلى أساس صلب من المعطيات والحقائق والتقديرات، تمكن من بناء استراتيجية شاملة وواضحة، يوجد لها احتمال جيد لتؤدي إلى حل النزاع؟".

 الصراع لن يتقلص

ورأى أن "كل شخص ذكي عليه أن يفهم أن حل الدولتين هو بوليصة تأمين لإسرائيل، وهذا النموذج يجب على ترامب أن يفهمه، لأنه أيضا هو بوليصة تأمين للحفاظ على إسرائيل في الشرق الأوسط كحليف قوي لواشنطن، أمام ازدياد قوة روسيا وتوسع إيران وتهديد الإسلاميين"، وفق زعمه.

وأكد شبيط، أن "حل الدولة الواحدة أو أي تركيبة متذاكية أخرى، ستدفع إسرائيل نحو الأبرتهايد، وستصبح دولة تدمر بمعرفتها الديمقراطية، ليس فقط بسبب الضم، بل بصورة أكبر بسبب الاستسلام لليهودية المتدينة، وبالضرورة ستتحول من ذخر إلى عبء على الولايات المتحدة".

وقال: "في هذا المنحدر، فإن الصراع لن يتقلص فقط، بل سيأخذ أبعادا مهددة"، موضحا أن "الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل؛ كعقاب أو في إطار إحضار الفلسطينيين لطاولة المفاوضات بصورة منفصلة عن السياق الشامل لحل الصراع،  هو عمل يحتاج إلى منطق، وكذلك بشأن قرار ترامب تجميد جزء من مساعدات واشنطن للأونروا".

 وتابع: "هذان القراران كان يمكن أن يكونا سليمين، لو كانا جزءا من خطة سلام استراتيجية شاملة، يكون فيها التقدم يتضمن تنازلات من الطرفين".

ووفق ما يجري، فإن "ترامب من شأنه أن يفوت الفرصة المناسبة التي وجدت في الشرق الأوسط، وهي فرصة تجنيد العالم السني لمحاصرة الأقلية الشيعية وحلفائها الروس"، وفق رئيس الموساد الذي شدد على ضرورة أن "استغلال هذه الفرصة، يتطلب التوقف عن هذه المحاولة البائسة، كي يفرض على رئيس السلطة محمود عباس العودة لطاولة المفاوضات، وجلب إسرائيل لذات الطاولة استنادا لمبادرة السعودية وجامعة الدول العربية عام 2003".