أعلن مجلس الصحافة في ميانمار اليوم الأربعاء، اعتقال شرطة البلاد صحفيين اثنين للاشتباه في امتلاكهما "وثائق سرية للشرطة" تتعلق بأزمة اللاجئين الحالية في ولاية أراكان (غرب).

وأفادت وكالة أسوشييتد برس، بأن "وا لون" و"كياو سو أوو" اللذين يعملان لدى رويترز، اعتقلا مساء أمس الثلاثاء واتهما بانتهاك قانون "الأسرار الرسمية للدولة"، بعد أن قالت الشرطة إنها عثرت بحوزتهما على نسخ من وثائق سرية خاصة بها.

وقال آبي سيرفوس مدير شؤون الاتصالات العالمية لدى وكالة رويترز في تصريحات للصحفيين: "نعمل حاليا على جمع معلومات بشأن ظروف اعتقالهما ووضعهما الحالي".

وفي وقت سابق، ذكرت "رويترز" في بيان لها أن الصحفيين تغيبا منذ ليل الثلاثاء. وأضافت: "قدمنا بلاغا بفقدان (الصحفيين) ونبذل قصارى جهدنا لتحديد موقعهما".

من جانبها، قالت السفارة الأمريكية لدى ميانمار في بيان، إنها "قلقة للغاية بسبب الاعتقال العشوائي لصحفيين من رويترز".

وتابعت السفارة: "لكي تنجح الديمقراطية، يتعين أن تتاح الفرصة للصحفيين لأداء واجبهم بحرية". وحثت الحكومة على إتاحة المجال فورا للوصول إليهما.

وبحسب أسوشييتد برس، فإن الحكومة تقوم غالبا بتعيين أعضاء المجلس الصحفي، ومن غير الواضح ما إذا كان مستقلا بشكل كامل في عهد حكومة ميانمار المدنية الجديدة.

وتقتضي تهمة انتهاك قانون أسرار الدولة الذي يعود إلى عشرينيات القرن الماضي، عقوبة بالسجن تصل إلى 14 عاما.

وتواجه ميانمار انتقادات بشكل متكرر من جماعات حقوقية تتهمها بالتضييق على الصحفيين، كما أنها اعتقلت عددا منهم خلال الأشهر القليلة الماضية.

وأفادت تقارير صحفية بأن الوثائق التي كانت بحوزة الصحفيين تتعلق بأعمال العنف التي يرتكبها جيش ميانمار ضد أقلية الروهنغيا المسلمة في أراكان.

ومنذ 25 أغسطس / آب الماضي، يرتكب جيش ميانمار ومليشيات بوذية متطرفة جرائم واعتداءات ومجازر وحشية ضد أقلية الروهنغيا المسلمة، في إقليم أراكان غربي البلاد.

وأسفرت الجرائم المستمرة منذ ذلك الحين عن مقتل آلاف من الروهنغيا، بحسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلا عن لجوء قرابة 826 ألفا إلى بنغلادش، وفق الأمم المتحدة.

وتعتبر حكومة ميانمار المسلمين الروهنغيا "مهاجرين غير شرعيين" من بنغلادش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة "الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم".